البراك: استحالة عودة القبيضة إذا طبق القانون... والحكومة فشلت في "الفرعيات"

نشر في 29-12-2011 | 20:01
آخر تحديث 29-12-2011 | 20:01
No Image Caption
 "عندكم سمك" كلمة السر في شراء الأصوات

الدقباسي: نحن معارضة ضد الفساد وانحراف استخدام السلطة

ضمن حملة "لبيك يا وطن"، استضافت رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا مرشحي الدائرة الرابعة، مسلم البراك ود. عبيد الوسمي، وعلي الدقباسي، وشعيب المويزري.

في البداية أكد النائب السابق والمرشح الحالي مسلم البراك استحالة عودة "القبيضة" إلى المجلس إذا طبقت الحكومة القانون وحاربت شراء الأصوات، غير أنها "فشلت فشلا ذريعا في مواجهة الفرعيات وطوابيرها"، لافتاً إلى أن المجلس هو المنوط بتغيير المشهد السياسي في الكويت.

وأعرب البراك عن فخره واعتزازه بوقوفه "أمام العقول المتيقظة من الشباب والضمائر الحية والأيادي النظيفة من أبنائنا الطلبة"، مبينا "أننا كأعضاء مجلس الأمة (في المجلس السابق) كنا نشعر بخطورة الوضع المدمر، الذي كان ممكنا أن تمر به الكويت.

الكويت تختلف

ولفت إلى أنه "إذا كان هناك من يقول إن الشعوب لا تخرج لمناهضة حكامها وأنظمتها الا عندما تشعر بالجوع، فالأمر لدينا في الكويت مختلف، إذ إن الشعب الكويتي لم يشعر بالجوع، بل شعر بأن هناك حكومة فاسدة ونوابا أفسد، قد بدأوا بسرقة الكرامة والدستور والعزة والإرادة".

وأشار إلى مقولة "لا نمارس دورنا في قاعة عبدالله السالم" موضحا أنها "كلمة حق يراد بها باطل، لأن هناك نوابا أصبحوا أداة طيعة بيد ناصر المحمد، هم من سعوا إلى تعطيل نصاب الجلسات حتى لا تنعقد، وإذا أردنا ان نمارس دورنا نيابة عن الأمة والشعب عطلوا النصاب، واذا ذهبنا الى ساحة الإرادة قالوا لنا لماذا لا تمارسون دوركم في قاعة عبدالله السالم، إنها مفارقة صعبة، وتحالف فاسد كان على حساب الدستور والكرامة".

وبين البراك أن "الشعب الكويتي نتيجة حالة الغضب التي ملأت الصدور وجدنا قبيضا ينحاش من منطقة إلى أخرى، وقبيضا سقط في الانتخابات"، موضحاً أن "الوحدة الوطنية ضربت بمباركة من حكومة ناصر المحمد، فانتشرت الكراهية بين فئات المجتمع وضرب الشيعة، وبعد ذلك أبناء القبائل، ثم وزعوا بعد ذلك الكويت بين حضري وبدوي، وسعوا بقوة إلى أن تنشر قنوات الإعلام الفساد الكراهية".

أربعاء العزة

وذكر أن "كل هذه الأمور المجتمعة كانت تمثل النواة الأولى والأساسية لتحرك الشباب في يوم 16 نوفمبر الذي اطلق عليه يوم الأربعاء الأسود، وهو ليس بأربعاء اسود، بل هو اربعاء العزة والكرامة والفخر".

وتابع بأن الأمر غير المشروع هو عندما يأتي شخص ليتحدث عن قضية دخول مجلس الأمة بشكل مجرد، ولا يقول ان هناك حالة غضب في صدور الشباب، وأن هناك فعلا سيئا ارتكبه رئيس الوزراء بالتعاون مع نواب باعوا ضمائرهم، قبل ان يبيعوا الشعب، متأسفا على محاولة البعض تناسي الدور السيئ بتنقيح الدستور بحماية رئيس الوزراء وانتشار الرشوة، ولولا الحراك الشعبي لما حولوا إلى النيابة العامة.

أسهل شيء

وزاد البراك: "الفلوس صارت اسهل شيء بيد رئيس الوزراء السابق الذي حوّل مبالغ مالية ضخمة الى خارج الكويت، اشتركت فيها وزارة الخارجية والبنك المركزي، وثقوا بالله أننا نريد أن نقف بينكم ونبشركم بالمرحلة القادمة إن شاء الله بالتنمية والصحة والتعليم والتوظيف، إضافة إلى تنمية حقيقية من خلال تعاون فعال بين المجلس والحكومة، ولكن هل من المعقول أن يكون هناك تعاون لدفع التنمية في وجود الفساد؟!".

وشدد على أنه من المفترض أن يعلن رئيس الوزراء الجديد قدرته على التصدي لملفات الفساد، وبعد ذلك نبدأ صفحة جديدة، فضلاً عن إثبات قدرته على إدارة الانتخابات بنزاهة ونظافة وحيادية.

ولفت إلى "أننا لسنا سلعة يتم تبادلها في سوق النخاسة بين رئيس وزراء تالف ونواب قبيضة باعوا الأمة والارادة"، مبينا أن "الخوف هو ان يأتي مجموعة من النواب القبيضة لتحدي مشاعر الناس، قائلين ان الشعب اعادنا الى المقاعد"، مؤكدا أنه "شعور صعب ان يشعر الإنسان بأنه بلا وطن، والأصعب أن تكون لدينا القدرة على اعادة صناعة الوطن في هذه اللحظات التاريخية ولا نفعل ذلك".

نكون أو لا نكون

وتابع: "نحن أمام مرحلة مفصلية من تاريخ الكويت نكون أو لا نكون، ويجب على الجميع ألا يستهينوا بدورهم وعطائهم وتحركهم"، لافتا إلى أن الكويت بحاجة للكل والحراك الشعبي، فالكويت هي الدولة التي صنعت كلمة ارحل من خلال الشباب في ساحة الإرادة، وذهبت الى تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، ثم عادت إلى الكويت مرة اخرى، لتسقط حكومة الفساد" متسائلاً: "ألا يستدعي هذا الحراك الضخم الكبير واستشعار خطورة ما يجري أن تكون لنا تحركات ايجابية؟!"، لافتا إلى أنه "بتكاتفنا وتعاضدنا نستطيع ان نبني البلد، وبإذن الله سنحتفل معكم في فجر 3 فبراير بصنع الكويت من جديد".

وأجاب البراك على سؤال وجه إليه، هل سيكون هناك عودة إلى الشارع في حالة عودة عدد من النواب الذين تمت إحالتهم إلى النيابة العامة بسبب تضخم حساباتهم، بالقول "يستحيل عودة أحدهم إلا في حالة مخالفة القوانين والقصور في تطبيقها ينتج عمليات شراء الأصوات"، وأضاف أن "الخطأ الذي وقعنا فيه هو إيقاف الشعبي للشارع الذي نتج عن خمول" على حد قوله، مبينا أن قضية دخول المجلس هي التي غيرت مشهد الساحة السياسية، مطالبا بأن تصب جهود الجميع كي يخلق مجلس نظيف لوطن طالما أردناه أجمل.

وبين قائلا: "الحذر موجود، ومن الممكن أن تأتي حكومة ورئيس وزراء لا يغير النهج، وفي نهاية المطاف جابر المبارك شريك أساسي لناصر المحمد في كل ما قام به، على الأقل انه لم يستطع أن يمنعه عن مخالفاته للقانون، جابر المبارك مطلوب منه ان يقوم بعمل غير مسبوق حتى يعيد ثقة الناس بالسلطة التنفيذية فهل يستطيع؟، في الفرعيات فشلوا فشلا ذريعا، أمامنا قضية شراء الأصوات واليوم أصبحت كلمة السر في ذلك (عندكم سمك؟)".

وزاد: "فوجئت وأنا أمام النائب العام في محاسبتهم لي عن الكلام الذي قلته في ساحة الإرادة عن ذرية المبارك، وأقولها: إن عبثوا في حقوقنا فسنعبث في حقوقهم، وإذا لم يحترمونا فلن نحترمهم ولن نقدرهم، فنحن في دولة المؤسسات والقانون".

تراكم الأخطاء

من جانبه، أكد النائب السابق شعيب المويزري أن القرار الذي سيتخذه المواطن في يوم الانتخاب لابد أن يكون نابعا من قلبه، وأن يضع الكويت نصب عينيه، موضحا أن الحراك الشبابي لم يكن وليد الفترة الأخيرة بل تكثف في الفترة الأخيرة، نظرا لتراكم أخطاء الحكومات السابقة، معتبرا أن السبب الرئيسي لحل مجلس الأمة تكثيف الحركات الشبابية.

وبين المويزري موقفه تجاه الحكومة في بداية الفصل التشريعي السابق بأنه أعاطها الفرصة في الستة أشهر الأولى من عمرها ليتسنى لها أخذ فرص في العمل، مضيفا "ان كوني عضوا مستقلا ولا أتبع تيارا في المجلس كنت أتوجه بالنصحية للوزراء في الخلل الواقع في وزاراتهم حتى أتى استجواب وزير الإعلام آنذاك محمد العبدالله واتخذت موقف المؤيد للاستجواب، وكان في أكتوبر من السنة الماضية، والذي تلته أحداث ديوانية الحربش".

ولفت إلى محاربة البعض له ولأسرته بسبب المواقف التي اتخذها ضد الحكومة، فضلا عن تشويه ذمته المالية وتنفعه من الكرسي النيابي، الأمر الذي رفضه جملة وتفصيلا، مختتماً بقوله "أنا نائب مستقل والحكومة لا تحسب لي حساب".

دستور الحريات

بدوره، قال المرشح علي الدقباسي إن الطلبة بالتأكيد اطلعوا على المجلس التأسيسي ومذاكراته وعلى دستور 1962، والذين صاغوا هذا الدستور لم يكونوا يحظون بربع ما أنتم تحظون به حاليا من فرص تعليم، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك الكثير من المهندسين والأكاديميين ولكنهم استطاعوا قبل خمسين عاما صياغة دستور اليوم نحن نفاخر فيه بكل المحافل الدولية، لما به من حريات وحقوق انسان.

وأوضح الدقباسي أن لدينا بلدا متحضرا لأن لدى الآباء إرادة صلبة صنعت بلدا عظيما، مبينا أنه تم اختياره رئيسا للبرلمان العربي، البعض يعتقد أنه تم اختياره لأنه عبقري بل لأنه كويتي، وذلك لأنه أتى من بلد فيه سقف عال من الحريات.

وأكد الدقباسي ان بعض الاشخاص حاولوا أن يمزقوا الكويتيين من خلال الفتنة ومن خلال الاعلام الفاسد، لافتا الى أن القبيضة ليسوا فقط في مجلس الامة، اذ ان هناك من حاول ان يعمل غسيل دماغ من خلال تفريق المجتمع.

ودعا المجتمع الكويتي الى قراءة التاريخ قبل خمسين سنة حيث ستجدون أن هناك رجالا عظماء مثل أحمد الخطيب الذي نجح في الجهراء لان الكويتيين ليس لديهم عنصرية لكن هناك محاولة غسيل دماغ وتفكيك للمجتمع ووصول أعداد معينة من النواب يحركون "بالرموت كنترول" وهذا كان هدف بعض الاشخاص، لكن الشعب الكويتي كان واعيا.

الشباب الأمل

وتابع الدقباسي أن الشباب هم الامل فهم قدروا على التصدي للفساد والشيكات والايداعات الذي فشلنا نحن بالتصدي له من خلال بعض النواب الذين دخلوا القاعة ولم يوقعوا على بيان فيما يتعلق بالوحدة الوطنية واستجواب وزير الاعلام الذي تراجع من 32 نائبا الى 22 ولم نستطع القيام بشيء، مؤكدا أن المجلس السابق عاجز وبعض اعضائه لا يحضرون الجلسات.

وبين أن هناك طلبة حصلوا على تقديرات عالية ولم يستطيعوا الدخول الى الجامعة وتم عقد جلسة خاصة لشؤون التعليم والنظر في هذه القضية، معبرا عن أسفه أن الجلسة فقدت النصاب من خلال تغيب بعض النواب عن الجلسة على الرغم من ان الجلسة ليست لقضية سياسية بل لقضية انسانية.

ولفت الدقباسي الى أن الحكومة السابقة فشلت في بسط سياستها وتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع مما ادى الى حضور الكويتيين الى ساحة الارادة ووصلوا الرسالة تحت "المطر والبرد"، وفي ظل الاعلام الذي وصفهم "بالغوغاء". لقد كان دورا كبيرا سيسجل في التاريخ وهو حكمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه الذي دفع الامور الى مرحلة جديدة.

وأكد أن "صوتكم ليس رخيصا حيث ان الافكار العظيمة تبدأ بمشروع صغير"، موضحا أن المجتمع الكويتي إذا رآنا وعرف أننا نواب مؤثرون بالقرار لما وصلنا الا بالتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن ثم ثقة الناس فينا، لافتا الى أن المجتمع الكويتي هو المصنع الذي يدفع العناصر القادرة اذ ان الدور ليس سهلا.

ودعا الى وجود حراك على مستوى الحراك السابق حتى تستطيعوا ان تجنبوا مجلس الامة كل من يصل اليه لأغراضه الشخصية.

وقال ان المجتمع الكويتي يعرف النواب السابقين الذين حضروا الجلسات، ومن شارك وما هي مواقفه وآراؤه وتوجهاته، ولن تجدوا نوابا ملائكة بل سيكونون نوابا بشرا يخطئ ويصيب، مؤكدا أن على المجتمع توصيل النائب الاصلح الذي يحترم حضور الجلسات لان عدم الحضور استخفاف بالجلسة.

تحديات هائلة

وأكد الدقباسي أن هناك تحديات هائلة والبلد يعاني قلة فرص العمل وهناك عشرات الالاف من المواطنين الذين تعبوا وعليهم مصاريف في الجامعات الخاصة أو الحكومية والنتيجة ان والديه المتقاعدين يصرفون عليه، مشيرا الى أن هناك 50 في المئة من الشعب الكويتي تحت سن الـ20 فسوف يأتينا عشرات الالاف الذين يبحثون عن وظيفة رغم أن الحكومة لم تستطع تكويت الجهاز الرسمي كالاجهزة المهمة مثل الداخلية والدفاع وغيرهما حيث لا تزال فيها نسبة عالية من الوافدين.

وبشر الدقباسي المجتمع الكويتي بأن الكويت مقبلة على خير عظيم، لقد رأينا في ساحة الارادة عشرات الآلاف الذين حضروا رجالا ونساء ضد الفساد والتدهور، هذه المؤسسة هي من مثلت الشعب الكويتي، لافتا الى أنه بات اليوم في حكم الواجب عليكم ان يكون هناك يقظة وحذر فالشهر القادم سوف تكون هناك معركة انتخابية حقيقية، سوف يحاول البعض تضليل الناس وأن يوصلوا نوعية من النواب لا تمثل ارادة الامة والامل بعد الله عز وجل فيكم. قفوا مع العناصر الوطنية القادرة.

وأكد الدقباسي أنهم عارضوا الفساد وانحراف استخدام السلطة، وقمنا بالدفاع عن مصالح المواطنين وحرياتهم وأموالهم، لافتا الى أن المجلس المقبل لا تقل أهميته عن المجلس التأسيسي. نحن أمام ولادة متعسرة لذها البلد الطيب الذي فيه الخير ولجان الخير فيه في كل محافظة، وهناك الكثير من الشهداء والشهيدات الذين ضحوا بارواحهم دفاعا عن الكويت، نطالبهم بالدفع بالعناصر الوطنية لان الشعب قادر على التصدي للفساد والدفع باتجاه مستقبل مزدهر يستطيع أن يحققوا فيه أحلامهم، ويجدون الوظائف وفرص العمل ومؤسسات تقف مع الناس بمسافة واحدة، ليس عن طريق الواسطات، والكويت لا يكفي أن نغني لها بالشعارات، بل علينا ان نقوم بدورنا المطلوب.

back to top