هل تبالغ في تقدير نفسك؟
قد نحب أنفسنا كثيرًا أو ليس بقدر كافٍ... دائمًا ما تعبّر المساحة التي يحتلها الـ «أنا» عن درجة احترامنا لذاتنا. ماذا عنك أنت؟ سيساعدك هذا الاختبار على تحديد حجم الـ «أنا» الخاصة بك، واستعادة توازنك إذا كان ذلك ضروريًا.
هل ننتمي، نحن، إلى مجموعة الـ «أنا» التي تعبر عن نفسها بهدوء أو إلى مجموعة «أنا سوف» التي تفرض نفسها بالقوة؟ يمكن أن تأخذ الـ «أنا»، الصورة التي نملكها عن أنفسنا والتي نعكسها ليراها الآخرون، حجمًا أكبر أو أصغر من حقيقتها أو أن تكون في أحسن الأحوال على توازن بين الحالتين.بحسب أحد المحللين النفسيين، يتطلب التوازن الصحيح وجود «أنا» تسمح بالتوفيق بين الانفتاح على الآخرين والتعبير الهادئ عن الذات، وأن نكون مدركين لقدراتنا ولمحدوديتنا وأن نتعايش مع الأمرين. إذن بحسب الأطباء والمحللين النفسيين، يعاني كل من يملك مساحة «أنا» كبيرة ومساحة «أنا» صغيرة المشكلة ذاتها: نقص في احترام الذات يسبب العذاب لصاحبه.الـ «أنا» المبالغ في تقديرها تطغى لتستمر، بينما تحاول الـ «أنا» التي تقلل من شأن ذاتها أن تكون غير مرئية.قيمة الأناوفق دراسات أميركية تتناول النرجسية، يتبيّن أن تنامي الشعور بقيمةالـ «أنا» قد يزيد في السنوات الأخيرة، ويصل إلى ذروته بين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، وقد ارتفع عدد هؤلاء بنسبة 30% منذ الثمانينات! من تلفزيون الواقع الذي ينفخ الـ «أنا» المتداعي لشبان مجهولين يعانون شيئًا من الضياع، الى الموضة التي تدعو كل شخص إلى أن يكون رمزًا لذاته وأن يكون له أسلوبه الخاص، لا يكفّ فتيات وفتيان عن النظر إلى المرآة ويضيعون في انعكاس صورتهم الخاصة. لكن هذه الظاهرة لا تنحصر بهذه الفئة العمرية فحسب، بل تتعداها لتشمل الفئات الأخرى.حددنا مساحة الـ «أنا» الخاصة بكم، بتصميم هذا الاختبار بمساعدة أحد المحللين النفسيين:1 معرفة كيفية تسويق الذات: ما رأيك بهذه المقدرة؟■ أمر يتخطى قدراتك.▲ تتدبر أمورك بشكل جيد.● يتوقف الأمر على مزاجك وعلى الأشخاص الذين بمواجهتك.♦ شر لا بد منه أحيانًا.2 ارتكبت خطأ، ولا مناص لك من الاعتراف به:■ تنحني أمام الوقائع.▲ تبتلع شعورك بالغضب (بشكل مؤقت).● تعتذر على الفور.♦ تفكر: «سأجبره هو أيضًا على الاعتذار مني في المستقبل!».3 يرتكب رئيسك أخطاء فادحة في معرض انتقاده لمشروعك خلال اجتماع عمل:■ تشرح مشروعك مجددًا وأنت تشعر بقليل من السرور.▲ تحاول أن تهادنه كي لا تزيد وضعك سوءًا.● تشرح مشروعك له لاحقًا على انفراد.♦ تنفجر غاضبًا: لن تتراجع أمامه هذه المرة.4 يخدم النادل في المطعم زبائن وصلوا بعد مجيئك بفترة:■ تتردد بين السكوت عن الأمر أو الانفجار غاضبًا.▲ تذكّره بفظاظة بقواعد مهنته.● لا تترك له أي بقشيش.♦ توجه له الملاحظة بلطف.5 ما الذي ينقصك كي يعترف الآخرون بقدراتك المهنية؟■ تسلسل هرمي أكثر كفاءة.▲ مزيد من الثقة بالنفس.● مزيد من الوقت.♦ قدرة على تسويق الذات.6 كيف ننمي الثقة بالنفس لدى الأطفال برأيك؟■ بتجنب إجراء المقارنات.▲ بأن نكون متطلبين.● بإظهار تقدير كبير لهم.♦ عبر استخدام التسامح تارة والحزم طورًا.7 تبنَّ أحد الأقوال التالية:■ {الأنا هي إحباط، ليس لرغبة عند الشخص المعني، بل لشيء ما» (جاك لاكان).▲ « الامتداد الطبيعي للأنا هو الله» (جيم موريسون).● «ليست الـ «أنا» سوى خيال وهوس ووهم» (سوامي رامداس).♦ «الشعور المبالغ فيه بقيمةالـ «أنا» يفشل المفاوضات التجارية» (قول شعبي فرنسي يخص التعاملات التجارية).8 نظرة والديك إليك كانت أحيانًا:■ متطلبة.▲ متسامحة.● شاردة.♦ غامضة.9 الكلمة التي تستخدمها للتشجيع:■ «تحلَّ بالشجاعة».▲ «أحسنت».● «ابذل مزيداً من الجهد».♦ «شكرًا».10 يوجد في أساس التواضع الكبير:■ حس التلاعب.▲ عقدة فوقية. ● عقدة دونية.♦ احترام كبير للذات.11 يقاطعك أحد المشاركين معك في أحد الاجتماعات بشكل متكرر:■ توبخه بعنف إلى درجة جعله يحمرّ من الخجل.▲ تذكّره بهدوء بقواعد التصرف السليم.● تنغلق على نفسك تمامًا.♦ تتصرف معه بالطريقة نفسها من دون تردد.12 المجاملة التي ترضي غرورك كثيرًا:■ أنت فريد من نوعك.▲ أنت الأفضل.● لا غنى عنك.♦ أنت شخص جيد.13 تتحول حياتك إلى فيلم، اختر العنوان المناسب له:■ الوهم الكبير.▲ جنون العظمة.● الممسحة الكبيرة.♦ أحببنا بعضنا كثيرًا.تحليل النتائجغالبية أ: «أنا» طاغية جداًلديك رغبة غير واعية في أن تكون قبلة الاهتمام وفوق الجميع. يظهر ذلك بشكل سلبي عبر تكلمك بشكل فوقي، وإظهارك كثيراً من الوقاحة ولجوئك إلى المخادعة واستخدامك كلمة «أنا» بشكل متكرر ومبالغ فيه ولجوئك إلى الإغواء بواسطة التلاعب، ناهيك بإظهارك فردية وتطلبًا للحصول على امتيازات أو استثناءات خاصة. كذلك ترفض التعرض للانتقاد أو للمراجعة، وتظهر أحيانًا عدائية أو احتقارًا لمنتقديك.من الناحية الإيجابية: هذه الرغبة تبين امتلاكك كاريزما الزعيم، شجاعة جسدية ومعنوية، حماسة لمواجهة التحديات، حيوية كبيرة، مثابرة في بذل الجهود، قدرة على اذهال الآخرين عبر المبالغة في التصرف وقدرة على السخرية والتهكم.الأسباب: قد تعود الزيادة في حجم الـ «أنا» إلى سببين: إما أن يكون مردها إلى غياب اهتمام الأهل بطفلهم، أو على العكس تقديرهم الزائد للطفل. في الحالة الأولى، يشعر الولد، الذي تم إهماله نرجسيًا، كأنه غير موجود وغير مهمّ في عيون أهله، أو أنه مهمّ لهم حين يحقق انجازات، ما يؤدي إلى اتجاهه نحو المنافسة وإلى تحقيق أنواع الإنجازات كافة بحثًا عن الحبّ والاهتمام.تتعلق الحالة الثانية بالتقدير الزائد الذي يبديه الأهل حيال طفلهم معتبرين أنه رائع واستثنائي وموهوب... فالطفل، في هذه الحالة، هو إما امتداد نرجسي لذاتهم: «هو رائع مثلنا»، أو هو أداة الاصلاح خاصتهم: «سيكون كل ما عجزنا عن أن نكونه».كيف نتجه نحو التوازن: بقبول محدودية قدراتنا (أتقبّل كوني لا أعرف، أتقبّل أخطائي) وبإدماج مفهوم تقلب وتغير الأحوال في تفكيرنا (لقد تصرفت بشكل جيد اليوم. من يدري كيف سأتصرف غدًا؟).إليكم تمرين يساعدكم على تحقيق هذا الأمر: تعلموا أن تقيّموا أنفسكم عبر وضع علامة لتصرفاتكم خلال يوم كامل (مثلاً: 7 على 10 على النقاشات العائلية، 5 على 10 على التنظيم).الهدف: فصل الأنا خاصتكم عن تصرفاتكم وتصويب الصورة التي تملكونها عن أنفسكم.غالبية ب: «أنا» متواضعةرغبتك غير الواعية أن تكون غير مرئي ومعروف في الوقت ذاته، يترجم ذلك عبر: التردد والتقليل من قيمة الذات، بعض النقص في الشجاعة في التصرفات والكلام، كبت للعدائية قد يؤدي إلى المعاناة من أمراض جسدية أو قد يبرز بشكل غير متوقع وغير مناسب (مع الأشخاص الخطأ وفي الوقت الخطأ)، الاستياء، صعوبة في تلقي الأشياء من الآخرين (هدايا، مجاملات)، ميل إلى الغيرة والحسد أحيانًا...من الناحية الإيجابية: هذه الشخصية تظهر كتماناً وتواضعاً وحب الكمال (لا يوجد شيء جيد بما فيه الكفاية)، وحسًا بأهمية بذل الجهود والاعتدال والثبات، وتمتلك روح الجماعة لا بل روح التضامن...الأسباب: يمكن تفسير تضاؤل الـ «أنا» بعدم كفاية الغذاء العاطفي «الأساسي»، كالوجود الحقيقي والاهتمام والإحاطة الجسدية والكلامية، إذ يبدو الوالد(ة) غائبًا (ة) عن طفله (ها)، ما يجعل علاقتهما ميكانيكية. من هنا، تنشأ، وبشكل مبكر، فكرة أن القيمة الشخصية للشخص المعني منخفضة. ثمة احتمال آخر وهو وجود أهل متطلبين، ينظر إليهم على أنهم لامعون، لذا فهم يتوقعون الكثير من ابنهم، أو يشعر الطفل بأنه لا يستطيع الوصول إلى مستوى أهله، ما يمنعه من تنمية ثقته بنفسه واحترامه لذاته.كيف نتجه نحو التوازن: بأن يؤدي الشخص المعني دور الوالد المحبّ بالنسبة إلى ذاته، وهذا ما يسمى «إعادة التربية». ضع قائمة بما يجعلك تشعر بأنك بلا قيمة أو غير جيد بما يكفي: تصرفاتك أو محدودية قدراتك أو عيوبك، ثم استرجع أوجه القصور هذه واحدة واحدة وضع نفسك في موقع الأم الحنونة (إنما المدركة لحقيقة الأمور) التي تضع الأمور في نصابها وتعارض طريقة التفكير السلبية من خلال تبيان الحجج والأدلة التي تدعم أقوالها.الهدف: تدعيم ثقتك بنفسك على أسس سليمة.غالبية ت: «أنا» غير مستقرةرغبتك غير الواعية هي أن تكون محبوبًا ومقبولاً لما أنت عليه. هذا يترجم من الناحية السلبية بعدم استقرار مزاجي وتصرفات غير متوقعة، ما يؤدي إلى شعور بعدم الأمان والإحباط لدى المحيطين بك ومعاناتهم من فورات غضبك المستمرة ومن صعوبة إرضاء رغباتك ومن ميلك إلى تحميل الآخرين (أو الظروف) مسؤولية فشلك...من الناحية الإيجابية: تتميز شخصيتك بالقدرة على التعاطف مع الآخرين (تساعد التقلبات المزاجية على جعل الشخص أكثر تقبلاً وفهمًا لمشاعر الآخرين)، وقدرة كبيرة على التأقلم، سرعة في التفكير والتنفيذ، حشرية، حب المغامرة والاكتشاف...الأسباب: طريقة تربية فوضوية في بيئة تحكمها المزاجية (تتم معاقبة الطفل بسبب هفوة ارتكبها. وفي اليوم التالي، يضحك الأهل في وجه الطفل لارتكابه الهفوة نفسها)، ما يؤدي إلى وجود صورة غير ثابتة عن الذات.كونه غير قادر على الاعتماد على أي مقياس ثابت، يحاول الشخص المعني أن يتأقلم لإرضاء أهله. هو يشعر بالفخر حين يتمكن من ذلك وبأنه نكرة حين يفشل في ذلك. ثمة احتمال آخر أن يكون الشخص المعني عاش أحداثًا مفاجئة وغير متوقعة (مرض، حالة وفاة...)، ما رسخ في نفسه الاعتقاد بأنه قشة تحملها الأمواج وتخضع لمد وجزر التيار.كيف نتجه نحو التوازن: احصد القدرة على المثابرة عبر تبني سياسة الخطوات الصغيرة اليومية. حاول العمل على مشاريع قصيرة الأجل والتزم (عبر عقد مكتوب تبرمه مع نفسك) باحترام واجباتك وجدول نشاطاتك (عبر تدوينها في مفكرة)...الهدف: تخطي التقلبات العاطفية لبلوغ الهدف، إذ تعزز هذه الطريقة شعوراً بالأمان الداخلي وتثبت احترام الذات.غالبية ث: «أنا» مثاليَّةرغبتك غير الواعية أن تحبّ نفسك بنقاط قوتها ونقاط ضعفها. لديك قدرة هائلة على إجراء مراجعة ذاتية لتصرفاتك وعلى مقاومة الضغوط ومحاولات التلاعب. تملك قدرة على إبداء الاعتراض بشكل مباشر إنما من دون عدوانية، ولديك سهولة في تقديم الانتقادات والمجاملات وتلقّيها على السواء، وتتمتع بحس النكتة. تعبيرك عن الـ «أنا» هادئ، فأنت تعترف بأخطائك بسهولة أو تعرف كيف تعتذر من دون تفاخر أو خضوع، كذلك تعرف كيف تدافع عن نفسك في حال تمت مهاجمتك. نظرتك إلى نفسك ثابتة ولديك احترام لذاتك وللآخرين.الأسباب: تكون الـ «أنا» المتوازنة غالبًا ثمرة تربية تحترم حاجات الطفل العاطفية، ما يعني وجود أهل حاضرين، يتقبل كل منهما الآخر ويقدره كما هو. لا يتعرض الطفل إلى الإهمال ولا يعتبر وسيلة لبلوغ غاية، فهو يعيش خبراته في بيئة مستقرة وآمنة ويكبر أمام عيون متسامحة ومتطلبة في الوقت نفسه.كيف نتجه نحو التوازن: ابقَ على مرونتك في كيفية تقييمك للأوضاع والعلاقات وتصرفاتك الخاصة، ذلك عبر إجراء مراقبة صحية ومنتظمة للذات، لأن الـ «أنا» المتمتعة بصحة جيدة هي «أنا» في حركة دائمة. عليك إذن أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة: «هل أعامل نفسي جيدًا؟ هل أنا عادل في هذه العلاقة؟ هل قمت بكل ما أقدر عليه؟ ما الذي أستطيع تحسينه؟».الهدف: الإبقاء على الأنا الصحيَّة مدى العمر...