جدو حبيبي... هل يعيد الكبار إلى السينما المصرية؟
اختارت الفنانة بشرى والمخرج علي إدريس النجمين محمود ياسين ولبنى عبد العزيز لبطولة «جدو حبيبي»، فهل يكون الفيلم حافزاً لعودة «الكبار» إلى الشاشة، وهل يوفق صناع السينما في إحداث تناغم بين جيلين مختلفين تماماً في طريقة تعاملهما مع الشاشة الفضية، وهل يصبح حضور «الكبار» أساسياً في أفلام الشباب؟
مع عودة النجم الكبير محمود ياسين إلى السينما في فيلم «الجزيرة»، الذي شارك في بطولته مع أحمد السقا وأخرجه شريف عرفة، ساد أمل في أن تفتح تلك العودة الباب على مصراعيه أمام نجوم آخرين كبار ابتعدوا، قهراً أو سهواً، عن الشاشة الفضية، وهو ما حدث فعلاً فعاد محمود عبد العزيز في فيلم «ابراهيم الأبيض» الذي شاركه في بطولته أحمد السقا وهند صبري وعمرو واكد. لكن لأسباب غير معروفة اختفى الكبار عن الشاشة مجدداً، ربما لرغبة صناع السينما في تخفيض الموازنات أو لأسباب لها علاقة بالاستسهال.المؤكد أن صنّاع السينما فقدوا التوازن الفني بين الجيلين، فبدا الأمر كأنه محاولة لاستبعاد الكبار والاكتفاء بالشباب وتحميلهم مسؤولية الأفلام.الغريب أن النجوم «الكبار» سناً الذين يستعين بهم المخرجين لا يتجاوزون أصابع اليد، من بينهم: حسن حسني ولطفي لبيب وعزت أبو عوف الذي يشارك في «عمر وسلمى 3»، بحكم مشاركته في الجزئين الأول والثاني وليس بحكم اختياره كفنان لبطولة الفيلم.سينما الشبابيرى النجم محمود ياسين «أن سينما اليوم هي سينما الشباب ولا يمكننا إنكار أنهم يتحكمون فيها كون الأفلام تباع بأسمائهم، لكن لا يمنع ذلك وجود «الكبار» فيها، تماماً كما بدأنا نحن، إذ استعان بنا النجوم الكبار وساندونا في تجاربنا السينمائية الأولى». يضيف ياسين: «عندما تأكد صناع السينما من أن تجربة أفلام الشباب لن تكتمل إلا بوجود الكبار كانت العودة من خلالي في فيلم «الجزيرة»، من ثم استعانوا بزملائي». كذلك يتساءل: «لماذا اختفت هذه الظاهرة، وما عاد المخرجون يستعينون بالنجوم الكبار إلا كضيوف شرف؟».يتمنى ياسين أن تكون عودته ولبنى هذه المرة ليس كفنانين من جيل الكبار فحسب، بل عودة جيل كامل إلى السينما لأنها مكانه الطبيعي بخبراته السينمائية التي على الشباب الاستفادة منها».سيناريو جيّدتبدي كريمة مختار سعادتها بعودة الكبار إلى السينما، مؤكدة أنها توافق على مشاركة الشباب بطولة أفلامهم شرط أن يكون السيناريو جيداً: «السينما راهناً هي سينما الشباب ويفصّل المؤلفون الأدوار على مقاس هؤلاء، لذا علينا أن نوافق في حدود هذه المساحة، إذ لن نجد مؤلفاً يكتب لنا خصيصاً».تضيف: «على كل فنان أن يجيد قراءة الواقع قبل التعامل معه كي لا يصطدم به. في المقابل، علينا ألا نقدم تنازلات للحصول على دور لمجرد تحقيق حضور على الشاشة، لأن جيلنا لم يعتد هذه الطريقة، لذا نحرص على أن تكون خياراتنا دقيقة».استعان المخرج سامح عبد العزيز بـ «الكبار» في أفلامه، من بينهم: محيي الدين اسماعيل الذي قدمه مع رامز جلال في «حد سامع حاجة؟»، كريمة مختار التي أعادها إلى السينما في «الفرح»، سميحة أيوب في فيلمه الجديد «تيتة رهيبة» من بطولة محمد هنيدي، على أن تجسد شخصيّة جدته رهيبة وتدور بينهما مغامرات كوميدية.يوضح سامح عبد العزيز أن عودة «الكبار» كانت مهمة وضرورية، وعلى المخرجين التعامل معها باعتبارها أمراً واقعاً ومهماً، وألا يتجاهلوا حضور هؤلاء في الأفلام وألا يتعاملوا معهم من منطلق المجاملة، ويقول: «تعدّ موافقة النجم الكبير على المشاركة في البطولة مع النجوم الشباب مجاملة للشباب ولصناع الفيلم وليس العكس. علينا أن نعرف قيمة التاريخ السينمائي لنقدم فناً جيداً».