الفلاح: مشروع الوسطية الذي تبنته دولة الكويت يجسد حقيقة الدين
قال وكيل وزراة الاوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت د. عادل الفلاح ان مشروع الوسطية ومبدا مواجهة الفكر بالفكر الذي تبنته دولة الكويت يجسد حقيقة الدين الحنيف وجوهره ويعكس طبيعة اهل الكويت الذين جبلوا على قيم الوسطية والتسامح والاخاء.جاء ذلك في حديث اجرته وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع الفلاح هنا اليوم على هامش زيارة لاسبانيا تاتي ضمن الجولات التي تسعى من خلالها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والمركز العالمي للوسطية الى زرع قيم الوسطية ونشر النموذج الصحيح للاسلام.
واضاف الفلاح ان الامة الاسلامية جسدت المعاني والقيم الاصيلة للوسطية عبر تاريخها ولاسيما عندما تبوات ذروة الحضارة في بلاد الاندلس ومصر الاقباط وفي اسيا الوسطى وروسيا وغيرها من المناطق التي تشهد بعظمة الاسلام وتسامح المسلمين.واوضح ان مشروع الوسطية الذي بادر به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على منبر الامم المتحدة يعد اداة اساسية لتحقيق الاستقرار والسلام العالميين وتعزيز التحالف الحضاري وتحقيق الاسلام في نفوس المسلمين ومكافحة (فوبيا) الاسلام وتعزيز أواصر الاخوة الانسانية في شتى البلدان.وذكر الفلاح ان الكويت تسعى عبر مركز الوسطية العالمي من منطلق ايمان واعتقاد اصيل بالمنهج الاسلامي الى نشر مفاهيم الوسطية وتعميقها والى مشاركة مسلمي العالم في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الاسلام والتاكيد بشكل خاص على قضايا المواطنة الصالحة والاندماج الايجابي في المجتمعات التي تحتضنهم والمشاركة الفعالة في تنميتها مع الحفاظ على الهوية الاسلامية.وشدد على ان تلك القضايا تعد من ابرز القضايا التي تبنتها الوزارة لاظهار سماحة الاسلام والوقاية من المخاطر باشكالها عبر تحصين الشباب والمسلمين بالفكر الوسطي المعتدل مع التاكيد على المرجعية والتاويل الصحيح للقران الكريم والسنة النبوية مشيرا الى ان تلك الاستراتيجية تعد اكثر فعالية وابعد تاثيرا في الزمان والمكان.وقال الفلاح ان زيارته لاسبانيا تاتي في اطار تناول قضية المساعدات التي تقدمها دولة الكويت لاسبانيا بهدف دعم المشاريع التي تخدم مصالح الاسلام والمسلمين وتعزيز مبادئ الاحترام المتبادل والاندماج الاجتماعي فضلا عن نشر الثقافة الاسلامية المعتدلة وتعالميهما بعيدا عن التعصب الفكري الى جانب توسيع العلاقات بين البلدين وتوطيدها. وقد اجتمع الفلاح خلال زيارته مع مدير الشؤون الدينية في وزراة العدل الاسبانية والقائمين على عدد من المؤسسات والمنظمات التي تعنى بشؤون التعددية الثقافية والتعايش السلمي للبحث في الشؤون الاسلامية والوقوف على اوضاع المسلمين في اسبانيا والاطلاع على المناهج الاسلامية للمرحلة الابتدائية في المدارس الاسبانية.ونوه الى الاهتمام الذي توليه الجهات الرسمية الاسبانية لقضايا المسلمين في بلد تسوده حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية مشيرا في هذه الخصوص الى ان اسبانيا تسعى عبر مجموعة من التدابير الى الارتقاء بواقع المسلمين في البلاد والى تعزيز الاندماج الاجتماعي الفعال والتكافل الثقافي والحضاري.واكد انه التمس لدى تلك الجهات رغبة واسعة وملحة بمشاركة الكويت في النهوض بقضايا المسلمين الذين يفوق عددهم مليون و200 الف شخص مسلم في اسبانيا والمشاركة في اعداد الائمة ومخاطبة الشباب وتغذيتهم بقيم الوسطية والاعتدال.ولفت الفلاح الى الانتشار الكبير الذي يحظى به مشروع الوسطية عالميا حيث تم ترجمة نحو 60 كتابا ومؤلفا في هذا المجال الى اكثر من 20 لغة معتبرا ان ذلك يعكس تعطش النفوس التي فطرت على مبادئ الوسطية والقيم الانسانية السمحة الى منهج متكامل يوجه خطاهم على طريق التعايش السملي والتالف والتناغم.وتقدم بالشكر الجزيل للجهود الكبيرة التي تبذلها سفارة الكويت لدى اسبانيا وعلى راسها السفير عادل حمد العيار في رعاية شؤون المسلمين ودعمها للمشاريع الاسلامية وتعاونها الوثيق مع الجهات المختصة في البلاد للتعريف بالدين الاسلامي ونشر الفكر الوسطي بما ينعكس ايجابيا على حياة المسلمين في البلاد.يذكر ان الفلاح كان قد شارك في مؤتمر (لقاء عالمين.. التكامل الثقافي العربي الاسلامي الاسباني) الذي اقيم في قرطبة الاندلسية الجنوبية في اكتوبر من العام الماضي مؤكدا في كلمة القاها في الافتتاح الرسمي للمؤتمر تحت عنوان (الوسطية ودورها في تعزيز الشراكة الحضارية مع مجتمعات أمريكا اللاتينية والكاريبي) على الدور الذي تقوم به الكويت في نشر الوسطية والتعايش السلمي وبث صورة الاسلام المشرقة في جميع أنحاء العالم.