في حوار خاص مع الجريدة: أسطورة الشياطين الحمر آندي كول يستذكر جزءاً من مسيرته الحافلة بالإنجازات

يعتبر آندي كول، أحد أفضل لاعبي إنكلترا على مر التاريخ، كما يصنفه الكثير من النقاد الرياضيين ضمن أساطير الكرة الإنكليزية ونادي مانشستر يونايتد على وجه الخصوص.

بدأ النجم الأسمر مسيرته الاحترافية عام 1989 مع نادي أرسنال، قبل أن ينتقل إلى العديد من الأندية حتى حط رحاله في مانشستر يونايتد عام 1995 ليخط اسمه بحروف من ذهب مع عمالقة كرة القدم العالمية، ويحصد العديد من الألقاب مع «الشياطين الحمر».

«الجريدة» التقت آندرو كما يحب أن يطلق عليه في حوار خاص أجاب من خلاله عن العديد من الأسئلة المتعلقة بمسيرته الرياضية، وذلك خلال زيارته للكويت أمس الأول ضمن جولة «دي اتش إل» الراعي الرسمي الجديد لمانشستر يونايتد.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• في البداية نود أن نسلط الضوء على أبرز الأحداث التي واكبت بداية مسيرتك الاحترافية مع مانشستر يونايتد، وما الذكريات التي لاتزال عالقة بذهنك منذ انتقالك إلى فريق الشياطين الحمر؟

أتذكر جيدا يومي الأول مع مانشستر يونايتد، لقد دخلت الى غرفة تبديل الملابس فشاهدت النجوم الذين من حولي، فقلت في نفسي: هل فعلا سأتمكن من فرض نفسي امام هؤلاء؟ لقد علمت منذ ذلك اليوم أنه على العمل بشكل مضاعف لأتمكن من المشاركة مع زملائي وأعتقد أنني تمكنت من تحقيق مبتغاي.

• شكلت ثنائيا مثاليا مع دوايت يورك خلال نهاية التسعينيات، ما السر وراء التفاهم الكبير الذي كان بينكما؟

بالفعل، لقد كنت استمتع باللعب الى جانب يورك، فعندما تعاقد مانشستر معه أحسست بخطر المنافسة، لكن بعد ان لعبنا سويا وجدت أن يورك يعطيني اضافة أكبر ولا يشكل خطرا على مكاني في التشكيل الأساسي.

• هل كنت تتدرب مع يورك بشكل منفرد؟

لا أفضل إعطاء معلومات غير صحيحة لأنه في الحقيقة لم أكن اتدرب مع أي لاعب آخر بشكل منفصل عن بقية المجموعة، الا أن داخل الملعب كان كل منا يعرف كيف يخدم الآخر.

• ماذا يعني لك الهدف الذي احرزته أمام توتنهام عام 1999 والذي كان كفيلا بخروج فريقك فائزا وحصد لقب الدوري الممتاز؟

في الحقيقة هذا الهدف يعني لي الكثير فمازلت أتذكر صيحات الجماهير بعد أن وضعت الكرة فوق حارس مرمى توتنهام، وتمكنت من تحقيق ثالث لقب شخصي مع مانشستر يونايتد في الدوري الممتاز.

• قبل الحديث عن الفريق الحالي للشياطين الحمر أود أن اسألك عن علاقتك بالمدرب الكبير أليكس فيرغسون وما أبرز مميزات المدرب الذي امضى 25 عاما مع الشياطين الحمر؟

علاقتي بالسير كانت ولا تزال رائعة، الجميع يحترم هذا الرجل ليس فقط داخل أسوار النادي بل في بريطانيا كلها، لقد قدم فيرغسون تضحيات كبيرة من اجل مانشستر يونايتد بشكل خاص والرياضة بشكل عام، العديد من نجوم مانشستر يعتبرون السير أليكس الأب الروحي بالنسبة اليهم.

• من وجهة نظرك من يمكنه أن يكون خلفا لفيرغسون في حال قرر الرحيل؟

هذا السؤال سابق لأوانه، فيرغسون سيبقى لعامين آخرين على أقل تقدير، وفي حال رحل لا أعتقد ان هناك مدربا بإمكانه ان يسد الفراغ الذي قد يحدثه السير، فهو ليس مدربا فقط انه يدير جزءا كبيرا من مشروع نادي مانشستر يونايتد، واتمنى ان يبقى لسنوات طويلة مع الفريق.

• ما رأيك بالمستوى الحالي لمانشستر يونايتد؟

- أعتقد أن الفريق يقدم موسما جيدا فهو يضم نخبة من لاعبي كرة القدم على المستوى العالمي، والمنافسة شرسة في الدوري الانكليزي هذا الموسم، ويبدو أن اللقب لن يحسم حتى المراحل الاخيرة من المسابقة، فمانشستر سيتي أصبح فريقا من الصعب مقارعته، وكذلك الحال بالنسة الى فريقنا، انهم يملكون العديد من نجوم اللعبة واحترم كثيرا روبيرتو مانشيني مدرب الـ»سيتيزن».

• إذاً ما سبب الخروج المبكر والمخيب للآمال من بطولة دوري الأبطال؟

المنافسة في دوري الأبطال تعتمد على الكثير من المعطيات، إن لم تملكها جميعا فأنت تواجه خطر الاقصاء، في البطولات الاوروبية الكبرى الفريق يكون في حاجة الى عناصر الخبرة القادرة على التعامل مع الظروف الصعبة التي قد يمر الفريق بها، بصراحة فريقنا الحالي يفتقر الى تلك العناصر تقريبا، كما ان الحظ لعب دورا كبيرا في خروجنا من دوري المجموعات خاصة في مواجهتنا امام بازل السويسري.

• برأيك ماذا يحتاج مانشستر يونايتد لكي يعود للمنافسة على لقب دوري الابطال الموسم المقبل؟ وهل تعتقد ان الفريق في حاجة الى اجراء تعاقدات مع لاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الصيفية؟

هذا الامر يعود الى المدرب، ولكن حسب رأيي اعتقد ان الفريق لا يحتاج الى اي صفقات جديدة، لدينا العديد من اللاعبين الشبان الذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب، قد يكون خط الدفاع في حاجة الى تعزيز نظرا الى الاصابات المتتالية التي تعرض لها كل من فيرديناند وفيديتش.

• بالحديث عن اللاعبين الشبان؛ ما رأيك في مخرجات أكاديمية مانشستر يونايتد، وبالاخص لاعب خط الوسط توم كليفيرلي؟

مخرجات الاكاديمية ممتازة، ولا اعتقد ان هناك فريقا في اوروبا ينافسنا في هذا المجال باستثناء برشلونة، وبالنسبة لتوم كليفيرلي، اعتبره أحد افضل مواهب الكرة الانكليزيه في الوقت الحالي، لقد قدم مستوى رائعا خلال فترة اعارته الى ويغان في الموسم الماضي، لكنه لسوء الحظ تعرض للاصابات التي حالت دون مشاركته بشكل متواصل مع الفريق، وأنا شخصيا أراهن على هذا اللاعب ليكون خليفة للنجم الكبير بول سكولز.

• كيف تقيم مستوى الإسباني ديفيد دي خيا، وهل تعتقد انه قادر على سد الفراغ الذي تركه حارس المرمى الهولندي فان دير سار؟

لا أعلم ما السبب وراء الانتقادات التي تعرض لها دي خيا، انه أحد افضل حراس المرمى في الدوري الممتاز، ويمتلك موهبة رائعة، صحيح انه ارتكب بعض الاخطاء هذا الموسم الا انه لا يزال في بداية مشواره واتمنى ان يستغل الفرصة التي يقدمها له السير اليكس فيرغسون بإشراكه اساسيا مع فريق بحجم مانشستر يونايتد، اما بالنسبة الى سد الفراغ الذي تركه فان دير سار، نعم دي خيا يستحق ان يخلفه مع «الشياطين الحمر».

• يعتبر مانشستر يونايتد أحد افضل الفرق التي تتميز بالعودة في المباريات حتى وان كان الفريق متخلفا بفارق أكثر من هدف، من واقع تجربتك مع الشياطين الحمر ما السر وراء ذلك؟

ببساطة الفريق لديه تاريخ رائع في هذه الناحية، والفضل في ذلك يعود الى السير اليكس فيرغسون بالدرجة الاولى، عندما تشاهد السير وانت في أرض الملعب تشعر برهبة كبيرة، ورغم ان معظم اللاعبين يبادلونه الحديث يوميا خلال الحصص التدريبية فإنه لا يتوانى عن معاقبة أي لاعب يقصر داخل المستطيل الاخضر مهما كانت قيمة هذا اللاعب، وأتذكر جيدا مباراتنا امام توتنهام عام 2001 عندما كنا متخلفين بثلاثة اهداف نظيفة ثم تمكنا من العودة بانتصار ثمين بعد احرازنا خمسة أهداف.

• حدث العديد من مشاكل الإساءة العنصرية هذا الموسم في الدوري الانكليزي الممتاز، ماذا يمكن ان تعلق على تلك الاحداث؟

أعتقد ان كرة القدم وجدت لإسعاد الناس لا لتكون سببا في تعاستهم، الإساءات العنصرية تكررت كثيرا هذا الموسم ولعل حادثه سواريز نجم ليفربول وإيفرا هي الاشهر، أتمنى ان تغلظ العقوبات على من يرتكب تلك الإساءات سواء من اللاعبين او تلك التي تصدر من الجماهير أحيانا.

• هل تفكر في العمل بمهنة التدريب لأحد أندية الدوري الممتاز؟

في الحقيقة سعيت لذلك ولا أزال، فمهنة التدريب تتطلب الكثير من العمل الشاق، واعتقد أن أي لاعب محترف يفكر في تولي الإشراف على أحد أندية الدوري الممتاز بعد اعتزاله مباشرة، الا انه يصطدم بالكثير من العراقيل التي تحول دون ذلكحالياً اشرف على فريق هدرسفيلد تاون من الدرجة الأولى، واتمنى الارتقاء لتدريب أحد الفرق الكبرى.

• بعد تخلي كابيللو عن مهنة الإشراف على المنتخب الإنكليزي، برأيك من الأنسب لقيادة منتخب الأسود الثلاثة؟

هذا السؤال يجب أن يطرح على الاتحاد الإنكليزي. علمنا أن إقالة كابيللو كانت نتيجة سوء فهم بين الطرفين، أما الآن فلا يجب أن نندب حظنا، ومن الأفضل الاستعداد لما هو قادم. المنتخب مقبل على بطولة كأس الأمم الأوروبية. من الطبيعي أن الجماهير الإنكليزية متلهفة لرؤية نجومها يحملون كأس البطولة بعد غياب طويل عن منصات التتويج، أما في ما يتعلق بالمدرب الأمثل في هذه اللحظة فأعتقد أن هاري ريدناب أفضل الموجودين في الساحة الإنكليزية، ولكن يبدو أن الاتفاق معه سيكون بعد انتهاء البطولة الأوروبية.

• ما أبرز العراقيل التي تقف أمام المنتخب الإنكليزي؟

وسائل الإعلام... دائما ما يكون تأثيرها سليباً على المنتخب الإنكليزي، للأسف لا أعلم لماذا تحاول معظم الصحف الإنكليزية الاصطياد في الماء العكر. ينتظرون أي هفوة سواء من اللاعبين أو الإداريين الإنكليز لشن حربهم الإعلامية، لعل حادثة جون تيري وسحب شارة القيادة كان للإعلام دور بارز في تضخيمها، وهذا الأمر يقاس عليه العديد من المشاكل الأخرى التي تهولها وسائل الإعلام.

• مَن اللاعب الذي كان يتمنى كول أن يلعب إلى جواره؟

بالتأكيد كنت أرغب في اللعب إلى جانب الفرنسي زين الدين زيدان، كما حلمت باللعب مع البرازيلي رونالدو. إنهما أحد أبرز أساطير كرة القدم عبر التاريخ.

• في الختام أود ان اشكرك على رحابة صدرك خلال الحوار، وماذا عن زيارتك للكويت؟

قمت بزيارة عدد من مناطق الخليج العربي، من بينها دبي لكنها الاولى بالنسبة لي في الكويت، وأسعدني حضور العديد من جماهير مانشستر يونايتد خلال المؤتمر الصحافي وأشكر الجميع على كرم الضيافة ولكم ايضا جزيل الشكر.

آندي كول في سطور

الاسم: آندرو الكسندر كول

العمر: 40 عاما

الأندية التي لعب في صفوفها: ارسنال، فولهام، بريستول سيتي، نيوكاسل، مانشستر يونايتد، بلاكبيرن، مانشستر سيتي، بورتسموث، برمنغهام، سندرلاند، بارنلي، نوتنغهام.

عدد الأهداف مع مانشستر يونايتد: 93 هدفا في 195 مباراة

الألقاب مع مانشستر: الدوري الإنكليزي في 5 مناسبات، دوري ابطال أوروبا موسم 1998-1999، كأس العالم للأندية عام 1999، كأس الاتحاد الإنكليزي.