سورية: قوات الأسد تحاول إخضاع حمص وتقتل 100

نشر في 09-02-2012 | 00:01
آخر تحديث 09-02-2012 | 00:01
● بوتين ولافروف: الشعب هو من يقرر مصير الأسد ● أنقرة تقترح عقد مؤتمر دولي في أقرب فرصة

تحت عنوان «الحسم العسكري» المتواصل منذ حوالي سبعة أيام، شنت القوات الموالية للنظام في سورية أمس هجوماً وحشياً على حي باباعمرو في حمص، في محاولة لبسط سيطرها الكاملة على المدينة التي بات المعدل اليومي للقتلى فيها منذ حوالي أسبوع لا يقل عن 100.

لم تترك قوات الجيش السوري الموالي للرئيس بشار الأسد أمس أسلوب قتال إلا مارسته في حمص، من صواريخ الكاتيوشا إلى قذائف الدبابات التي انتشرت بكثافة في جميع أنحاء المدينة، وصولا إلى إطلاق النار العشوائي من الرشاشات الثقيلة والقناصين، في محاولة لبسط سيطرتها الكاملة على المدينة التي باتت تلقب بـ "عاصمة الثورة"، وذلك مع مرور أكثر من أسبوع على عملية "الحسم العسكري" التي يشنها الجيش الموالي بهدف القضاء نهائيا على الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط الأسد ونظامه.

وتركزت الهجمات الوحشية أمس على حيي باباعمرو والانشاءات، ما اسفر عن مقتل 80 شخصا بينهم 20 طفلاً، وذلك وسط النقص الشديد في المواد الطبية اللازمة لإسعاف الجرحى. ووزع الناشطون المعارضون اشرطة مصورة اظهرت عشرات القتلى وعشرات المنازل المدمرة والاشلاء البشرية المقطعة في كل مكان.

وأفاد شاهد عيان بأن الوضع في باباعمرو مزرٍ جدا، وعمليات الإسعاف متعثرة من جراء القصف العنيف، مشددا على أن القذائف والصواريخ دمرت 20 منزلا وتسببت في إشعال عدة حرائق.

كما ذبحت أفراد ميليشيا "الشبيحة" المؤيدة للأسد ليل الثلاثاء ـ الأربعاء بالسكاكين 20 شخصاً، بعد ان اقتحمت منازلهم الواقعة على اطراف مدينة حمص. والضحايا هم عائلة تضم خمسة أفراد، هم الأب والزوجة وأطفالهما الثلاثة، وعائلة من سبعة أفراد في منزل آخر، وثمانية أفراد في منزل ثالث.

أما في الزبداني في ريف دمشق، فلاتزال المعارك مندلعة في محيط المدينة بين عناصر الجيش السوري الحر والجيش النظامي. وقد أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 100 قذيفة على البلدة التي فشلت قوات النظام في دخولها قبل حولي اسبوعين، وعقدت هدنة هي الأولى مع نوعها مع مقاتلي "الجيش الحر". وأفادت تقارير بمشاركة "حزب الله" اللبناني في القتال في الزبداني التي تقع قرب الحدود اللبنانية.

كما صعدت القوات الموالية للنظام من عملياتها في محافظة درعا بشكل ملحوظ، واقتحمت عدة بلدات رداً على تزايد عمليات انشقاق الجنود. وفي بلدة تسيل في درعا افيد باعتقال اكثر من 200 شخص بينهم حوالي 75 دون سن الـ 14 عاماً، وتم اقتحام عشرات المنازل وتخريبها اضافة الى حرق متجرين على الأقل.

غليون

في غضون ذلك، رأى رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أنّ "نظام الأسد أصبح على حافة الانهيار"، موضحاً أنّ "ما يقوم به في حمص دليل على أنه فقد الأمل في البقاء"، معرباً عن اعتقاده بأنه "ليس هناك نظام يعتقد أنه سيبقى ويقوم بقصف الأحياء بهذا الشكل".

واعتبر غليون أنّ ما قام به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو "عمل عدواني تجاه الشعب السوري"، لافتاً إلى أنّ "روسيا فقدت مصداقيتها بالتزاماتها بهذا النهج ازاء الأزمة السورية". وجدّد تشجيعه لتشكيل ما أسماه "مجموعة أصدقاء سورية"، لكنه لفت إلى أنّ "الرهان الأساسي يبقى على استمرار الثورة داخل سورية"، داعياً في هذا الاطار الى "تدعيم وتجهيز الجيش السوري الحر الذي يشكل اليوم العصب الأساسي في الدفاع عن الثورة".

«إخوان سورية»

ووصف المراقب العام لـ"الإخوان المسلمين" في سورية رياض الشقفة، الوضع في حمص بـ"حرب إبادة جماعية"، معرباً عن تأييده لـ"فكرة التبرع لدعم تسليح الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد"، مشددا على أنه "لابد من دعم الجيش السوري الحر لأنه لم يعد مقبولاً السكوت على هذا الوضع الراهن"، وأكد أنه "لا توجد عندنا إمكانيات الدعم بالسلاح، لذلك ندعم وندعو إلى الدعم بالمال فقط، لأن الدعم بالسلاح ممكن للدول فقط".

بوتين ولافروف

إلى ذلك وغداة زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى دمشق ولقائه الأسد، حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من "التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ومن التصرف بتهور تجاهها". ورأى بوتين أنه "يتعيّن على المجتمع الدولي إعطاء الشعب السوري فرصة لتقرير مصيره بنفسه"، معربا عن "إدانته للعنف من جميع الفرقاء".

أما لافروف فقد رفض بعد وصوله إلى موسكو أمس التعليق عما إذا كان بحث مع الرئيس السوري احتمال تنحيه من السلطة، مشددا على ان السوريين هم من يقرر مصيره. واعتبر أنه "ليس من شأن الأسرة الدولية ان تحاول تحديد نتيجة الحوار الوطني مسبقا"، مشدداً على ضرورة اجراء مفاوضات بين الحكومة والمعارضة.

أوغلو

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس قبيل مغادرته الى واشنطن أن تركيا مصممة على "تنظيم منتدى على اساس واسع من اجل توافق دولي بين الدول التي يقلقها" الوضع في سورية، مضيفا ان المؤتمر قد ينعقد في تركيا أو بلد آخر لكن يجب أن يكون "في المنطقة" و"في اقرب فرصة". وأعرب داود أوغلو عن اعتقاده بأنّ الأسد لن يجرؤ على استخدام ما أسماه "الكارت الكردي" ضدّ تركيا، متسائلاً: "كيف لنظام لا يسيطر على الزبداني التفكير في مواجهة تركيا".

الجيش الأميركي

إلى ذلك، كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن "وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والقيادة المركزية في الجيش الأميركي بدأتا إجراء مراجعة داخلية أولية للقدرات العسكرية الأميركية في حال طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في سورية". وأكد مسؤولان بارزان بالإدارة الأميركية أن "البنتاغون" والقيادة المركزية تقومان بإعداد وطرح خيارات حال طلب أوباما ذلك.

وشدد المسؤولان على أن السياسة الأميركية إلى الآن تقوم على استخدام خيارات غير عسكرية في سورية، فيما أوضح أحدهما ان المراجعة تهدف إلى معرفة ما هي القدرات المتوفرة نظراً إلى وجود التزامات عسكرية أميركية أخرى بالمنطقة.

وأوضح المسؤولان ان "المراجعة تقوم على النظر في جميع الخيارات، بدءاً بالإغاثة الإنسانية إلى دعم مجموعات المعارضة، فضلاً عن الضربات العسكرية، إلاّ أنهما أكدا ان الخيار الأخير غير مرجّح".

(دمشق ـ أ ف ب، أ ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

المراقبون في إجازة

قال مراقبون ضمن بعثة المراقبين العرب في سورية أمس إن جامعة الدول العربية منحتهم إجازة حتى 14 فبراير الجاري، وأبلغتهم ضرورة مغادرة الأراضي السورية، وتوقعوا أن يكون القرار مقدّمة لإنهاء عمل بعثتهم.

وقال رئيس فريق المراقبين العراقيين اللواء ركن علي حسن الحبيب: «لم نبلّغ الى الآن إيقاف عمل بعثة المراقبين، بل مُنحنا إجازة حتى منتصف الشهر الجاري، ونحن بانتظار ما سيصدر حتى ذلك التاريخ»، مرجعا سبب طلب مغادرة المراقبين الى «أسباب مالية ليس إلا».

من جانبه، قال رئيس المراقبين السودانيين جعفر كبيده إن «رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد مصطفى الدابي غادر الى السودان، وجميع المراقبين سوف يغادرن سورية الخميس، وبُلّغنا أن الجامعة منحت المراقبين إجازة حتى 14 الشهر الجاري، ولكن على الأغلب لن نعود».

وقررت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في 29 يناير الماضي وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سورية، وذلك بعد 4 ايام من إعلان دول مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيها احتجاجا على استمرار القمع الحكومي.

back to top