العرب الجدد!

نشر في 25-06-2011
آخر تحديث 25-06-2011 | 00:01
No Image Caption
 ناصر حضرم السهلي انعطافات حادة في مجرى التاريخ يشهدها العالم العربي منذ دخولنا العام الجديد، بدأت بهروب الرئيس التونسي بعد ثورة شعبية دامية حازمة أجبرته على خطابه الذي وصف بـ"الخطاب الجبان"، وقال في خطابه بما معناه "أنا هالحين فهمتكم"! بعد أكثر من 20 سنة الآن "فهمتهم"؟!

 الشعب التونسي الذي أراد الحياة صاح بصوته المجروح من غبن النظام، فهلع وهرب بن علي! وبعد الهروب الكبير للرئيس التونسي وزوجته، انفجرت "قنبلة الكرامة" وهزت بقوتها جدران قصور طغاة العالم العربي، معلنة بداية عصر جديد للحرية الحقيقية في العالم العربي.  وجاء بعده الرئيس المصري الذي حاول بكل دبلوماسية وخفة ظل المناورة ليقلل من عزيمة شباب مصر! ولكن إصرارهم على التغيير وكفاحهم وصمودهم أجبره على ترك السلطة، وبعدها هجمت عليه الذبحات الصدرية تلو الأخرى معلنه نهاية أليمة لتاريخه الرئاسي الطويل! والآن يعيش العالم العربي نوعا من الإحباط، بعد محاولة صمود أكثر من ثلاثة رؤساء جمهوريات، وكفاحهم من أجل البقاء، وأعتقد أن الرئيس الليبي المتشبث بشكل مخيف ورهيب بكرسيه هو من أعطى الحماسة للرئيسين اليمني والسوري! أستطيع أن أصف الشباب العربي الثائر بـ"العرب الجدد" الذين جاؤوا ليغيروا مجرى التاريخ، جاؤوا ليعيشوا بكرامة، جاؤوا ليعيشوا مثل شعوب العالم التي تسخر منهم ومن تخلفهم، وتصفهم بدول العالم الثالث! "العرب الجدد" هم امتداد تراكمي للكبت والخوف الذي كان يعيشه مواطنو العالم العربي منذ تربع طغاة الجمهوريات فوق عروشهم، وقد تراكمت الأحاسيس الخائفة فوق بعضها، وتراكمت الألسنة المقصوصة فوق بعضها، إلى أن حان وقت الإعلان عن ثورة تونسية كانت البداية التي أيقضت بسرعة الجمهوريات العربية النائمة!  كل هذا يجري أمام مرأى الغرب الذي حاول أن يتدخل في الشؤون المحلية لبعض الدول، ولكنه ضرب على أياديه، ولا نكاد نسمع أصواته إلا في بعض الدول! ويقولون إن الغرب يحبنا؟ يحبنا لأننا نحن له أشبه بوجبة نفطية دسمة يرميها بعد اكتشاف طاقة بديلة توازي الطاقة التي يعوم عليها عالمنا!

على "يال" الموضوع:

متى تصحو العقول العربية وتستوعب أن وجود بعض حكام الجمهوريات المستبدين ما هو إلا استغلال غربي لوجودهم وتخطيط لخطة أعظم، وهي تفتيت الدول العربية إلى دويلات أصغر بعد دخول قواتهم لتحرير البلد من "المستبدين" واستقرار جيوشهم فيه تحت بند الحماية... والنموذج العراقي يشهد؟!

back to top