الأسد: وضع سورية مختلف عن مصر وتونس واليمن

نشر في 30-10-2011 | 21:13
آخر تحديث 30-10-2011 | 21:13
No Image Caption
دعا الرئيس السوري بشار الأسد روسيا إلى مواصلة دعم نظامه، محذراً من أن التدخل الخارجي في الأزمة التي تعيشها بلاده سيحرق المنطقة بأسرها، جاء ذلك في حين تظاهر المعارضون المطالبون بالحرية في "أحد تجميد العضوية" للضغط على وزراء الخارجية العرب الأعضاء في اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف السوري الذين اجتمعوا أمس في الدوحة.
في حين يتواصل القمع الدموي الذي تقوم به القوات السورية الموالية للنظام ضد المحتجين المطالبين بالحرية والديمقراطية، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع التلفزيون الروسي اليوم انه يتوقع من موسكو مواصلة دعمها لنظامه، مؤكداً: "أولا وقبل كل شيء نعتمد على روسيا كبلد تربطنا به صلات وثيقة في هذا المنعطف التاريخي".

وأوضح الأسد خلال المقابلة أنه "منذ الأيام الاولى للأزمة أبقينا الاتصال بشكل دائم مع الحكومة الروسية، ونحن نطلع أصدقاءنا الروس بالتفصيل على مستجدات الاوضاع"، وأشاد باستخدام موسكو حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي المدعوم من أوروبا، مضيفاً أن بلاده ستعول على استمرار الدعم من موسكو.

وكان الأسد حذر خلال مقابلة مع صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي الى "زلزال" من شأنه أن "يحرق المنطقة بأسرها". وقال الرئيس السوري الذي تطالبه المعارضة وواشنطن والدول الغربية بالتنحي عن السلطة: "سورية الآن هي محور المنطقة. إنها خط الصدع. وإذا حاولتم اللعب فسيسبب ذلك زلزالا"، وأضاف: "هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى أم عشرات الأفغانستانات؟"، وزعم أن "أي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بأسرها. إذا كانت الخطة هي تقسيم سورية، فسيكون ذلك بمنزلة تقسيم للمنطقة بأسرها".

وقال الأسد إن الدول الغربية "ستسعى إلى تكثيف ضغوطها بالتأكيد"، في إشارة على ما يبدو إلى العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وفي السياق ذاته، قال الأسد "سورية مختلفة تماما عن مصر وتونس واليمن... التاريخ مختلف والسياسة مختلفة".

ووصف الأسد الانتفاضة بأنها "صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب"، في إشارة إلى حزب البعث الحاكم ذي التوجهات العلمانية وجماعة الإخوان المسلمين التي سحقها نظامه في عام 1982.

وأضاف "لقد كنا نقاتل الإخوان المسلمين منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ومازلنا نقاتلهم".

وتزامنا مع اجتماع اللجنة الوزارية العربية الملكلفة متابعةَ الملف السوري في العاصمة القطرية الدوحة اليوم، لبى آلاف السوريين الدعوة التي أطلقها الناشطون المطالبون بالحرية والديمقراطية الى التظاهر تحت اسم "أحد تجميد العضوية"، للمطالبة بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية.

ودعا المحتجون على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 الى "احد تجميد العضوية" تحت شعار "أوقفوا دعمكم للقتلة". وقالوا "جمدوا عضوية القتلة في الجامعة العربية".

الى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء السوري عادل سفر أن الإصلاح في بلاده عملية متكاملة في أبعادها السياسية والاعلامية والقضائية والادارية، مشيرا الى أن الإصلاح الاقتصادي هو جزء من عملية أشمل تترابط معطياتها وتتواصل حلقاتها كي تحقق الأهداف المطلوبة في جميع القطاعات والمجالات.

وشدد سفر في كلمة بافتتاح أعمال الملتقى الوطني للحوار الاقتصادي اليوم في دمشق على "أن هذه العملية تشكل استجابة حقيقية لمتطلبات وطنية واحتياجات داخلية هدفها امتلاك اقتصاد قوي متنوع قادر على المنافسة وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى الحياة المعيشية للمواطنين".

وكان سفر قال في تصريح للصحافيين عقب افتتاح الملتقى في رده على سؤال حول وجود نية لمقاطعة تركيا اقتصاديا: "نحن لا ندخل في مثل هذه المجالات باعتبار ذلك مخالفا لمنطق العامل الاقتصادي".

وتابع "من يريد أن يقاطعنا اقتصاديا فليفعل، ولكن نحن نحافظ على مصالحنا الاقتصادية مع كل الدول، ونتمنى ان تخرج سورية من الازمة التي تمر بها وتعود الامور الى نصابها".

ونفى سفر في رده على سؤال ان كانت سورية استخدمت ايا من النقد الاحتياطي لديها، قال "الامور جيدة ولدينا احتياطي كبير وما تم استثماره واستغلاله هو فقط الفائض من هذا الاحتياطي".

وعن بدء سورية بالتعامل بعملتي الروبل الروسي والووان الصيني في اسواقها قال "نحن سنوزع اعتمادنا على كل العمل الممكن استخدامها حاليا والووان والروبل عملات عالمية يمكن استخدامها في هذه المرحلة".

وعن مدى تأثر الاقتصاد السوري بالأحداث الحالية التي تشهدها البلاد قال رئيس مجلس الوزراء "من الطبيعي ان يتأثر الاقتصاد السوري بهذه الاحداث وبشكل كبير، ونحن بدأنا مرحلة اقتصادية صعبة على المستوى العالمي، وكانت هناك أزمة اقتصادية عالمية لاتزال تداعياتها مستمرة في اوروبا لاسيما في اليونان واسبانيا وفرنسا".

الموفد الصيني

في السياق، اكد الموفد الصيني الى الشرق الاوسط وو سيكه اليوم خلال زيارة للعراق أنه حذر السلطات السورية خلال زيارة أخيرة لدمشق من ان قمع التظاهرات "لا يمكن أن يستمر".

وقال الموفد الصيني انه "اكد لمسؤولين رفيعي المستوى في سورية خطورة الوضع، وأنه لا يمكن ان يستمر"، مضيفا ان الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان "يحترم ويستجيب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري".

وكان الموفد الصيني قال خلال زيارة لسورية الخميس الماضي انه "يجب احترام إرادة الشعب ومطالبه المشروعة، وهناك توافق واسع النطاق بشأن المشاركة الواسعة وسلمية الاصلاح".

وأوضح سيكه "نعتقد انه يمكن تحقيق مطالب الشعب السوري من خلال مشاركته ودفع عملية الاصلاح"، داعيا الى "وقف كل اعمال العنف حقنا للدماء واجراء اصلاحات من خلال الحوار وغيره من الطرق السلمية" ومضيفا "يجب احترام خيار الشعب".

back to top