فهد المرزوق شاب كويتي يصنّع الجلود برؤيته التصميمية الخاصة.. يستخدم أفضل الأنواع وأغلاها ثمناً
نجح فهد المرزوق في كسر الحواجز والقيود التي كثيراً ما كانت سبباً في تدني ثقافة الـ»fashion»، فخلال مدة زمنية لا تتعدى عاماً استطاع أن يضع قدميه على أولى عتبات النجاح، فحبه للعمل وإيمانه بما يقدم كانا السببين الرئيسيين في اتساع دائرة زبائنه من متتبعي الموضة محلياً وعالمياً، ليصبح اليوم أول كويتي يصمم الجلود من أحذية وحقائب وأكسسوارات، ويقدم كل ما هو جميل وأنيق و«صرعة»... «الجريدة» التقت المصمم في منزله وأجرت معه هذا اللقاء حول بداياته في عالم التصميم وصولاً إلى طموحاته المستقبلية.ماذا يصمم فهد المرزوق؟
أصمم الأحذية الرجالية والنسائية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى الحقائب بأحجامها واستخداماتها المتعددة، كما أحرص على تصميم علب خاصة لحفظ المجوهرات والأكسسوارات.ما سبب توجهك إلى تصميم الأحذية والحقائب؟جاء اختياري لتصميم الجلود الثمينة من أحذية وحقائب وأكسسوارات، لكونها مكملة للمظهر الخارجي بالنسبة للمرأة والرجل على حد سواء، فقد بات نجاح الهندام مقروناً بما يختاره الرجل والمرأة من أحذية وبما تحمله المرأة من حقيبة، فهي جزء لا يتجزأ من المظهر وليست مكملة له، حسب ما يعتقد البعض، فضلا عن أنني متتبع نشط للموضة وكل ما يعنى بالـ»fashion» بشكل عام، فقد نما لدي هذا الشغف عبر المحيط الذي انتمي إليه داخل عائلتي الصغيرة والتي غالباً ما كان لها الدور الأهم والأبرز في تنمية مواهبي وإبداعاتي، التي لم تحدها أي حدود، فقد دفعتني الوالدة صاحبة التأثير الأبرز في شخصيتي على صقلها يوماً بعد يوم، مما عزز في داخلي الثقة والعزيمة لتحقيق أهدافي وطموحاتي على نطاق أشمل وأوسع، لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، فكثر من هم يرون أن خطوطي جريئة نوعاً ما، إلا أنني غالباً ما أجدها خطوطا واضحة وفريدة من نوعها، جعلتني أتخطى التقليدية وما اعتادت على رؤيته عينا المستهلك الكويتي، فقد حاولت أن انطلق بفضاءات مخيلتي النشطة والمعاصرة نحو الخارج عن المألوف في مجموعة من التصاميم، التي كان لها التأثير الأقوى في التنويع والابتكار لإرضاء ذائقة محبي الموضة بشكل عام، في خطوة لا أزال اعتبرها الأولى في مشوار عالم التصميم.نجحت في عملك ولاقت تصاميمك قبولاً لدى المرأة، فما السبب برأيك؟أؤمن بأن الموهبة الحقيقية والعمل بإخلاص عاملان أساسيان في نجاح أي مشروع، فقد اعتمدت في عملي على رؤيتي الخاصة وشغفي في كل ما هو جديد وأنيق، فالمرأة بطبيعتها غالباً ما تبحث عن التميز وعن المصمم الذي يفهمها، كما هو الحال مع كبار المصممين في العالم الذين نجحوا في لفت أنظار نساء العالم إليهم، من جراء اتخاذهم المرأة مصدر إلهام تصاميمهم.ألا ترى أن هذا العمل غريب نوعاً ما؟لم يعد لهذه المفردة وجود في وقتنا الحالي، فالإبداع لم يعد له ضوابط أو حدود، فالانفتاح على العالم الخارجي وعلى ثقافات الغرب جعلنا أكثر تآلفاً مع ما نراه اليوم من إبداع وتطور في شتى المجالات، خصوصاً تلك المتعلقة بالأزياء والموضة، والتي بدورها بدأت تلاقي القبول لدى فئات مختلفة في المجتمع، فالساحة الإبداعية تعج بطاقات شبابية حذوا حذوي في عالم التصميم ونجحوا في ما قدموه، متمنيا لهم التوفيق، فهم طاقات بالفعل بحاجة إلى الدعم والتشجيع.حدثنا عن مراحل تنفيذك للتصميم؟أبحث عن فكرة التصميم ومن ثم أقوم برسمها، لأبدأ بعدها عملية البحث عن الجلود والمواد الأخرى المستخدمة في التصميم من الخارج، ثم أبعث بها للمصانع التي أتعامل معها في إيطاليا ولبنان لتنفيذها بإشراف مني، وهي مصانع ذات تاريخ عريق في صناعة الجلود، يتعامل معها كبار المصممين أمثال «Alexander McQueen» و»Elie Saab» وغيرهم، ومن اللافت أن أغلبية التصاميم التي أقوم بابتكارها سابقة لأوانها، فكثيراً ما أقوم بتنفيذ تصاميم اكتشف في ما بعد أنها ضمن موضة أو «هبة» الموسم، باختصار أملك حساً بالـ»fashion» ميزني عن غيري، وهو يعد أبرز عامل في نجاح ما أقدمه.ما ردة فعل أصحاب تلك المصانع لكونك شاباً خليجياً مبتدأ؟لا أخفيكم سراً كنت أرى في أعينهم نظرات الإعجاب والقبول، خصوصاً أنهم يتعاملون مع أشهر المصممين، ومطلعون على كم هائل من التصاميم المتميزة، وباستطاعتهم التمييز بين العمل الجيد والرديء بسهولة.يشاع أنك تصنع الأحذية بنفسك؟صحيح، ففي السابق كنت أحرص على تصميم الأحذية والحقائب بيدي، وهي عبارة عن «custom made» تنفذ لشخص واحد، أما اليوم فقد اختلف الوضع وبدأنا بتنفيذ كميات كبيرة من تلك التصاميم نظراً لإقبال الزبائن عليها.ما أنواع الجلود التي تقوم باستخدامها في صناعة الأحذية والحقائب؟أفضل أنواع الجلود وأغلاها ثمناً، فغالباً ما أبحث عن الجلود الجميلة ذات الجودة العالية، منها جلود الثعابين الـ«Anaconda» والـ«Python» وجلود التماسيح والنعام وغيرها، وهنا تجدر الإشارة إلى أنني شغوف بالتماسيح، لذا قررت أن أقتني واحداً لتربيته ودراسة حياته عن كثب.هل هناك معايير خاصة تتبعها في تصاميمك للأحذية؟قد يخال لبعض السيدات أنه باستطاعتهن الحصول على منظر جميل بارتدائهن حذاء ذا كعب متوسط الطول، وذلك للجمع بين جمال المظهر وما بين الراحة، إلا أني أغالطهن الرأي بمقولة أؤمن بها“No pain no gain”، فغالباً ما يساهم الكعب العالي في منح قوام المرأة تناسقاً وتوازناً في الخطوات، بعكس الأحذية ذات الكعب المتوسطة الطول والتي لا أحبذ تصميمها.وماذا عن الأكسسوار المستخدم في الحقائب والأحذية؟استخدم الـ»spikes» وهي قطع من الحديد المدبب والشهيرة والمستخدمة في زي فناني «Rock and roll»، بالإضافة إلى أجود أنواع السلاسل واللؤلؤ والريش وغيرها.حدثنا عن ألوان الموسم؟تدخل الألوان الفاقعة هذا الموسم بقوة، كالأصفر والبنفسجي والوردي فلم يعد الاعتماد على الألوان الغامقة في الشتاء كما هو دارج في السنوات السابقة، بالإضافة إلى اعتماد النقوش في الأحذية والحقائب.هل هناك لون معين تعتمد عليه في كل المواسم؟الأسود والأبيض بلا منازع.لم يعد استخدام الـ»Clutch bags» مقتصراً على المناسبات والسهرة ما السبب برأيك؟أنا شخصياً ضد هذا المبدأ، فالقطعة الجميلة والتصميم المميز ليس مقتصراً على مناسبة ما أو مكان محدد، فما المانع من أن ترتدي السيدة حقيبتها الـ»Clutch» في مطعم أو كافيه أو حتى في «مول»، إذا ما كانت الحقيبة متناسقة مع حذائها وزيها بشكل عام. هل تأثرت بمصممين عالميين؟ ومن هم؟نعم، «Alexander McQueen» الجريء في تصاميمه والتي غالباً ما نجدها تلائم عروض الأزياء المبالغ فيها، و»Tom Ford» المعروف بتصميماته الكلاسيكية ذات القصات الأنثوية الضيقة، بالإضافة إلى المصمم العالمي «Roberto Cavalli».هل هناك تصميم معين نفذته بشغف؟حذاء صممته للمغنية العالمية «ريانا» وللممثلة الأميركية» لنزي لوهان» ولـ»فرانشسكو ميسوني».استطعت أن تدمج التصميم التقليدي بالموضة حدثنا عن هذه التجربة؟نفذت تصميما خاصا لـ»نعال نجدية»، وهو نوع معروف ومتداول محلياً، مع إضافات خاصة متتبعة للموضة ولرؤيتي التصميمية الخاصة، وجاءت الفكرة بعد قراري ارتداء واحدة بتصميم خاص يرضي ذائقتي، لاقت بدورها قبول واستحسان أصدقائي والمحيطين بي.متى يصمم فهد المرزوق؟في كل وقت سواء في المنزل أو خارجه، كالمطاعم و»الكافيهات»، فالموقع لا يحد مخيلة المصمم نهائياً، فمتى ما طرأت لي الفكرة أجد نفسي لا شعورياً أتناول قلمي وأبدأ برسم الـ»sketch» الخاص بالتصميم.كيف تقيم ذوق المرأة الكويتية؟أنيقة و»ذويقة» لأبعد الحدود، فهي تميز ما يناسبها من بين آلاف القطع، للأمانة لم أجد منافسات لها في عالم الموضة.ما مواصفات زبونة فهد المرزوق؟جريئة ومميزة، وهي من نخبة المجتمع، باختصار هي من الـ»V.I.P».ما مشاريعك المستقبلية؟أنا بصدد الالتحاق بمعاهد خاصة في لندن وميلان وباريس، لدى كبار المصممين، أمثال «Alexander McQueen» و«Dior»و»Roberto Cavalli» وغيرهم للعمل معهم، بهدف اكتساب خبرة وتنمية مهاراتي الخاصة في التصميم.حدثنا عن شركة «Design H»؟هي شركة أمتلكها تندرج تحتها عدة أفرع منها Hbyf لصناعة الجلود من أحذية وحقائب وأكسسوارات، إضافة إلى «ستايلست» للمجلات، بمعنى أن أقوم بتنسيق مظهر العارضين من نساء ورجال، وذلك عن طريق اختيار الملابس والأحذية والحقائب والأكسسوارات والمكياج، بالإضافة إلى اختيار موقع التصوير وديكوره وما إلى ذلك، كما هو الحال مع صفحات «PHOTOSHOOT» في مجلة «bjornal»، وفي المستقبل سوف نفتتح فرعا خاصا بتنسيق الحفلات والمناسبات والديكور.ما هي طموحاتك؟أطمح أن أفتتح محلات خاصة في أهم دول العالم، وأن تصبح الماركة الخاصة بي عالمية، بحيث يكون لها أفرع في أوروبا وأميركا، وأتمنى أن تستمر حتى يتوارثها أبنائي في المستقبل.فهد المرزوق• يبلغ المصمم فهد المرزوق الخامسة والعشرين من عمره، وهو طالب في الجامعة الأميركية في الكويت.• يمتاز فهد بحس فني عالي المستوى، فقد كان ذلك واضحاً من خلال تصميم المنزل الذي يقطن فيه والذي بدوره جاء معاصراً وذات ديكورات مميزة.• يحتفظ المرزوق في منزله بأفخر أنواع جلود الثعابين والتماسيح وأثمنها، مما أتاح لنا الفرصة كطاقم عمل للتعرف عليها كمادة خام قبل البدء بتصنيعها.• ما يميز الشاب فهد هو حرصه على ترتيب حاجياته وتصاميمه في ملفات خاصة جاءت لافتة وجذابة، عمل بدوره على تصميمها.• يهوى المرزوق تربية الحيوانات وأبرزها التماسيح، موضحاً أنه غالباً ما يستخدم جلودها في تصاميمه، لذا فضّل تربيتها كي يستطيع فهم طبيعتها، بالإضافة إلى حرصه على قراءة مجموعة من الكتب الخاصة بها.• يمتاز عمل المرزوق بخاصية فريدة جعلته مصمما فريدا من نوعه على المستويين المحلي والعالمي.• يرى المرزوق أن الشباب الكويتيين يملكون طاقات كبيرة في مختلف المجالات، وما يميزهم هو الإبداع والطموح، مما جعلهم اليوم محط أنظار الكثيرين.للتواصل مع فهد المرزوق من خلال الموقع الإلكترونيwww.hbyfdesigns.com