الصقر مفتتحاً مقره الانتخابي: على أبناء الأسرة إنهاء خلافاتهم... فالشعب يدفع الثمن

نشر في 22-01-2012 | 22:52
آخر تحديث 22-01-2012 | 22:52
-متفائل بالإصلاح والتنمية ولا بد أن تكون الحكومة الجديدة شابة يقل فيها الشيوخ الوزراء

-امراة تشتري الأصوات باسمي وأنا بريء منها

-إسناد وزارة سيادية لأبناء الشعب أمر مهم... والأمل على الشباب للانتصار للكويت

-توقعاتي صابت في المجلس الماضي وخسرتُ الكثير بسبب عزوفي عن البرلمان

-الخصخصة الطريق إلى التنمية والقضاء عل البطالة

-"أذوني" على المدينة الإعلامية رغم أنها توفر 20 ألف وظيفة للكويتيين

طالب مرشح الدائرة الثانية محمد الصقر أبناء الأسرة بإنهاء الخلافات الحاصلة بينهم، والعمل على دعم الإصلاح في الكويت، لافتا إلى ان الشعب الكويتي يدفع ثمن هذه الخلافات، معرباً عن أمله بأن يكون المجلس المقبل مجلسا اصلاحيا ينقل الكويت الى آفاق رحبة تحت شعار التنمية والبناء.

وقال الصقر، خلال افتتاح مقره الانتخابي في الشامية اليوم، إن المجلس المقبل سيكون برلمانا قويا يلبي طموحات اهل الكويت ويكافح الفساد، وسيكون الطريق نحو التنمية الحقة، مشبها المجلس القادم بالمجلس التأسيسي.

وبينما شدد الصقر على ضرورة مكافحة ظاهرة شراء الأصوات والمال السياسي، قال: "إن هناك امرأة تقوم بعملية شراء الأصوات باسم محمد الصقر، وأنا بريء منها وهاتفت نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع وزير الدفاع بشأن هذه الحادثة وتقدمت برفع دعوى قضائية ضدها".

وأكد أهمية تطوير السياسية الخارجية، خاصة ان الكويت تعيش في محيط خطير بين النووي، وفي ظل الربيع العربي، مشيراً إلى أنه مع تعديل الدستور لكن ليس في الوقت الحالي.

الترشح

وقال الصقر مخاطبا الحضور: "أنا سعيد بكم وأرحب بكل فرد منكم شرفني في هذا لمكان وفي هذه المناسبة، رغم البرد الشديد"، لافتاً الى انه من خلال زيارته للدواوين لاحظ أن أول سؤال يواجهه انك قررت عدم الترشح في الانتخابات الماضية وكنت قلت بياناً قوياً بأنك لا تريد العودة للحياة السياسية، فلماذا عزفت في الماضي ولماذا رجعت في هذه الانتخابات؟ مجيباً بأنه يمتلك المصداقية ويعتبرها همه الأكبر "أما أسباب العزوف واسباب الرجوع، فعندما قررت عدم خوض الانتخابات الماضية في عام 2009 قلت انني وقتها للاسف الشديد لا ألمح في الأفق مؤشرا يبشر بأن المجلس المقبل واقصد 2009 مهيأ للإصلاح والتغيير وتعزيز الديمقراطية ولدي مؤشرات عديدة ان المجلس المقبل في 2009 سيكون أمام خيارين؛ إما حلقة جديدة من المسلسل التأزيمي والذي ينتهي بحل المجلس واستقالة الحكومة، أو سيطرة المال السياسي واحتكاراته، فرفضت المشاركة في مسؤولية الحل، ورفضت الاحتمال الثاني لعدم رغبتي بأن أكون شاهد زور".

عزوف

وأضاف الصقر: "قلت أيضا إن عزوفي عن الترشح في الانتخابات الماضية لا يعني العزوف عن الإصلاح، وعدم التمسك بمجلس الأمة كمؤسسة سياسية، فأمل الأصلاح موجود وهو ما دفعني الى العودة من جديد والعمل وفق مقومات الديمقراطية وتحصين ممارستها"، لافتا الى ان توقعاته صدقت في مجلس 2009 "حيث إن قرار عزوفي عن الترشيح كان صحيحاً".

وقال: "كنت أنوي العزوف عن خوض غمار انتخابات مجلس الأمة منذ 2008 لكن خشيت ان يقولوا إن محمد الصقر خائف من الخمس دوائر، لذلك خضت الانتخابات وفزت، مؤكداً أنه يعتقد بأن خروجه من المجلس الماضي كان عن قناعة حيث كان المجلس الماضي الأسوأ في تاريخ الكويت السياسي.

وزاد الصقر: "عزوفي تسبب في خسارتي كثيرا من الأمور، أهمها الابتعاد عن رئاسة البرلمان العربي ورئاسة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة، فضلا عن خسارة عضويتي كنائب"، موضحاً أن الظروف السياسية لم تكن مواتية للترشح لمجلس الأمة الماضي.

لماذا عدت؟

وأضاف: "يتساءل البعض لماذا عدت؟ فأقول عندما حُل المجلس لم يكن لدي الرغبة في العودة إلى مجلس الأمة من جديد، وهناك سببان غيروا رأيي وهما أن مجموعات كبيرة من اهل الكويت دار بيني وبينهم حديث طويل لمدة أيام حيث توسم اهل لكويت فيني الخير، وقالوا لي إذا لم تعد إلى مجلس الأمة فأنت تخذلنا وأنك لا تملك الحق بالابتعاد عن العمل البرلماني، وأنا في هذا الإطار لست نرجسيا، ولكن لا أريد أن أُتهم بأني خائف ومتنازل عن دوري السياسي والخوف وخذلان اهل الكويت ليس من شيمتي، وأعتقد أن الأمل بالإصلاح قادم وأؤكد أن ما قام به سمو أمير البلاد عندما نزع فتيل الأزمة بحل مجلس الأمه الماضي كان قراراً في محله، لأن سمو الأمير رغب بالعودة إلى الأمة من اجل التغيير والإصلاح، على ان يأتي مجلس مقبل قوي يلبي طموحات اهل الكويت"، متوقعا ان يكون المجلس المقبل شبيها بالمجلس التاسيسي الذي يتواجد معنا نائب رئيسه احمد الخطيب، لافتا الى أن ما سلف كان الأسباب الرئيسية لعودتي للحياة البرلمانية والسياسية، فضلاً عن الأمل في شباب الكويت لبناء كويت المستقبل.

توازن بلا تنازل

وأبدى الصقر، كعادته تفاؤله حينما تحدث عن شعاره "توازن بلا تنازل، وتعاون بلا تهاون"، مشددا على أن السياسة هي فن الممكن، وأن الحل دائما في الوسط البعيد عن الجموح والتشنج، مطالبا جميع التيارات السياسية بأن تتنازل عن جزء من مطالبها للوصول إلى توازن.

وبيَّن أن التوازن المطلوب هو توازن في الطرح وفي أدب الخطاب، وفي قبول الرأي الآخر، وفي الفصل بين السلطات، غير أنه في المقابل لا يعني التنازل عن الثوابت، بل يوجب احترام الدستور، والتمسك بدولة القانون، وتوظيف الصراعات الطائفية والقبلية لمصلحة البلد.

وأكد الصقر أن البلد يقوم على دعائم أهمها رفض التطرف والتشنج والتخوين واحتكار الوطنية، مبيناً أن شعاره يقضي بأن الأوطان تُبنى بالتعاون لا بالتصادم، والوحدة الوطنية تقوم على التسامح لا على الثأر، مشيرا إلى أنه أصبحت "لدينا مادة جديدة اسمها الفجور في الخصومة، التي يقابلها في قاموسي التسامح وقبول الرأي الآخر". واعتبر أن "مشكلة الكويت تكمن في أن كل طرف فيها يريد إلغاء الآخر، مع أننا جميعا من أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، وفي كل مكان سنة وشيعة وبدو وحضر، ووصلنا الى نظرية الحكام العرب، إما أن تؤيدني وإما أقتلك"، مشددا على أن عقلية إلغاء الآخر، لابد من إلغاؤها.

برنامج

وقال الصقر "ليس لديّ برنامج انتخابي، وإنما رؤى"، معتبرا أن "النائب الذي يقول بمجلس الأمة ان لديه برنامجا انتخابيا يسعى إلى تحقيقه، فهو يحلم، فنحن لسنا دولة أحزاب، لكننا في دولة بها خمسون حزبا أو خمسون نائبا، لكل واحد منهم أولوياته. فكيف نطبق أولوياتنا؟".

وشدد على أن "الشيء الوحيد القابل للتطبيق هو برنامج الحكومة، الذي دائما ما يكون إنشائيا منمقا، مع أنها لم تطبق أي برنامج لها، فرئيس الوزراء يقرأ البرنامج ويأتي وزير يتحدث عن أولويات أخرى غير الأولويات التي أقرتها الحكومة"، مطالبا الحكومة بتقديم أولوياتها، على أن تكون مسؤولية المجلس أن يفرض عليها تطبيقها.

وأضاف: "أريد أن أكون أكثر وضوحا، لماذا أنا متفائل؟ فما يقال ان هناك فريقين موالاة ومعارضة، سببه ضعف الحكومات المتعاقبة خلال أربعين عاما"، لافتا إلى أن "الحل برأيي يكمن في قضيتين، يجب العمل على حلهما، الاولى هي الصراع داخل اسرة الحكم، إذ لا يوجد أحد في الكويت لا يعلم بالتخاصم الموجود بين ابناء الاسرة، فكل واحد منهم يحفر للثاني، ولا نريد غيرهم حكاما، كما تنص المادة الرابعة التي نتمسك بها، لكن يحكمونا عدل، فلدينا ست صحف مملوكة لأبناء الصباح وخمس قنوات، وأقول لهم هذا الكلام من منطلق المحبة لا من منطلق العداء، فإذا صلحت العلاقة بينهم حُل 30 في المئة من مشاكلنا".

الحكومة المقبلة

وتابع: "ان سبب تفاؤلي أيضا هو تعيين سمو الشيخ جابر المبارك رئيسا للوزراء، فإذا نجح في تغيير اسلوب تشكيل الحكومة، وشكلها قوية وعملت على تطبيق القانون فستكون لديه فرصة دخول التاريخ من اوسع ابوابه"، معتبرا أن سبب مشاكلنا هو عدم تطبيق القانون بمسطرة واحدة على الجميع.

وشدد الصقر على ان "تطبيق القانون سيجعل البقاء للنواب الذين يعملون، ولا مجال وقتها لنواب المعاملات والطائفيين، واذا حدث ذلك فسيكون البلد في وضع جيد".

وعن التنمية قال الصقر ان "المفهوم الحقيقي للتنمية يجهله الكثيرون، رغم حديثهم عنه، فنحن في بلد يحارب القطاع الخاص، رغم انه هو المسؤول عن التنمية في البلاد"، مشددا على أن "الخصخصة ليست قضية شعبية، وإنما قضية وطنية، لذلك أتحدث عنها، وبريطانيا في عام 1980 كانت في حالة مزرية، وكانت مهددة بفقدان عضويتها في الامم المتحدة، الى ان جاءت مارغريت تاتشر وخصخصت كل القطاعات، ومنها الخطوط البريطانية التي اعتمدت لها 3.6 مليارات جنيه استرليني تعويضا للموظفين، وقامت ببيعها، ما ادى الى ارتفاع ارباحها في 2001 الى 689 مليونا".

وأشار الصقر الى "اننا في هذا العام نحتاج الى 21 الف فرصة عمل، فمن اين يتم توفيرهم؟"، مستدركا: "فكان لدي حلم، هاجموني من خلاله، اذ كنت اريد توفير المدينة الاعلامية، التي كانت ستوفر 15 الف وظيفة عمل، علما بأن هذا المشروع غير مربح، وكان يفترض ان تقوم به الحكومة، فضلا عن أنه كان يتبع شركة المال التي يمتلكها أناس محترمون غيري وهي مجموعة الخرافي".

مؤشرات

وقال الصقر انه "حسب مؤشرات مدركات الفساد، فان الكويت تراجعت من المركز 35 عام 2003 الى المركز 66 في عام 2006، وحصلت على المركز الاخير من حيث التعليم والصحة"، مشددا على أنه "لدينا مشكلتان: تعليم وتنمية، ففي عام 2030 نحتاج الى 250 الف فرصة عمل، والصرف الحكومي يجب ان يكون على التنمية عبر بناء مستشفيات ومصانع، مع تمويل القطاع الخاص كحال كل الحكومات".

ولفت الى موضوع سيضعه في البداية اذا كان لديه برنامج هو السياسة الخارجية، "الذي يعد موضوعا امنيا بينما لا احد يتحدث عنه، وهو أهم من الجيش، فنحن نعيش في مثلث خطر، ثلاث دولة شقيقة وصديقة، لكن هناك دولة ستصبح نووية قريبا، والاخرى ستقسم نتيجة القتل بالمئات يوميا وليس اسبوعيا، ومن جانب اخر هناك ربيع عربي طال اربع دول هي ليبيا وتونس ومصر واليمن، ولا يوجد دولة عربية واحدة ستكون بمنأى عن التغيير، وأتمنى ان تكون تغييرات دول الخليج سلمية، يبادر حكامها بالتغيير".

وعن الكويت قال: "ليس لدينا مشكلة، فلدينا دستور، وكان يجب ان يعدل الى مزيد من الحريات عام 1968، كما تنص المذكرة التفسيرية، وهو بحاجة الى تعديل لكن ليس الوقت مناسبا الان، حيث ستحدث ازمة سياسية نتيجة عدم وجود توافق سياسي، ونحتاج الى ان نتنفس شيئا، من خلال ان تضم الحكومة المقبلة شبابا اكثر، ويقل عدد ابناء الاسرة فيها، وان تكون احدى وزارات السيادة شعبية، وهي حماية للأسرة، اذ ستخف الاحتقانات وأن تكون السياسة الخارجية بمسافة واحدة من الجميع".

امرأة تتاجر باسمي

في ختام حديثه، كشف الصقر ان احدى النساء تقوم من ورائه بشراء جنسيات باسمه، وأن هذا الأمر تم ابلاغه به من قبل جمعية الشفافية عبر "الجريدة"، اذ أبلغوها أنهم سينصبون لها كمينا، مشيرا الى انه اتصل على الفور بوزير الداخلية خاصة أنه لا يعلم شيئا عن هذه السيدة، كما تحدث الى أحد المسؤولين بالداخلية، فضلا عن أنه طلب من المحامي الخاص به تسجيل قضية في المخفر، "وبهذه الاجراءات اريد حماية نفسي".

وشدد الصقر أمام الحضور على انه "ضد المال السياسي والرشاوى"، معتبرا أن "الراشي والمرتشي مجرمان، ولا يقبل على نفسه ذلك"، مشيرا الى ان هناك من يحاول تشويه صورة وسمعة الاخرين وانه اراد تبرئة نفسه امام الحضور.

 

الإصلاح قادم

قال الصقر ان "الشعب الكويتي يترقب اصلاح الاوضاع المتردية في البلاد في كل المجالات، وأبشره بأن الاصلاح قادم وان المرحلة المقبلة تبشر بالخير والتنمية لاهل الكويت".

مكافحة الفساد

شدد الصقر على ضرورة أن تكافح الحكومة والمجلس المقبلان الفساد في شتى الميادين من خلال خطط مدروسة، مشيرا الى ان المجلس الجديد سيكون مهما للغاية بعد الظروف السياسية التي مرت بها البلاد مؤخرا.

الاختيار الأمثل

شدد الصقر في دعوته للناخبين والمواطنين على ضرورة المشاركة الايجابية في هذه الانتخابات لانها مفصلية، مشير الى ان "اهل الكويت سيصنعون بيدهم مجلسا قويا وتاريخيا"، واكد اهمية اختيار النائب الوطني الذي لا يحمل على عاتقه سوى الكويت واهلها.

أنا متفائل

رأى الصقر ان المرحلة المقبلة ستشهد كويتا جديدة، "وأنا متفائل ببناء كويت المستقبل من خلال هذه الانتخابات، والمجلس المقبل الذي سيكون الانطلاقه الحقيقية نحو التنمية".

حضور كثيف وتواجد أمني

كان لافتا الحضور الكثيف للمواطنين وناخبي الدائرة الثانية، اذ لم يتسع ديوان الصقر لكل الحضور، وتابع البعض الندوة الجماهيرية واقفا بالخارج، وساهم رجال الداخلية في تنظيم حركة السير والمرور.

هؤلاء حضروا

حضر الندوة عدد من رجالات الكويت وساستها واقتصادييها، وكان اهم من حضر احمد الخطيب وعبدالله النيباري ومشاري العنجري وأسيل العوضي وعبدالوهاب الوزان وعصام الصقر وفيصل الشايع، كما حضر جمع غفير من رجالات الكويت.

الشراح: يتحدث إلينا محارباً

قالت عريفة الندوة نادية الشراح، عند تقديمها الصقر، وبعد ترحيبها بالحضور، "يتحدث الينا محاربا، اختار طواعية الابتعاد عن المشاركة في الاحداث السياسية، لمدة عامين، راقب خلالهما الأوضاع، وعبر عن رأيه فيها، الان بعد وصول الاوضاع الى حد خطير، يعود الى الصفوف الأولى في معركة الاصلاح والتغيير، من خلال المساهمة مع الخيرين في انقاذ البلاد".

تأبين سعود الناصر

أبن محمد الصقر في بداية حديثه الشيخ سعود الناصر، مؤكدا انه احد رجالات الكويت الاحرار، الذي قدم الى الكويت الكثير، سائلا الله ان يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله والشعب الكويتي أجمع الصبر والسلوان.

شكر الحضور

شكر الصقر الحضور فردا فردا، "خاصة أنهم حرصوا على تلبية دعوته، رغم درجات الحرارة المنخفضة، والطقس المائل للبرودة الشديدة".

back to top