المالكي: زمن المغامرات ولّى ولن يسمح العراق بأي اعتداء على الكويت

نشر في 19-12-2011 | 19:07
آخر تحديث 19-12-2011 | 19:07
No Image Caption
شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ضرورة بناء علاقات قائمة على الثقة بين الكويت والعراق، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بتكرار مغامرات صدام حسين، معرباً عن ترحيبه بأي دعوة كويتية توجه إليه.
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى بناء ثقة موثقة للعلاقات بين العراق ودولة الكويت لا تهتز امام اي تغيير، مؤكدا أن زمن المغامرات ولّى ولن يسمح العراق اليوم بأي اعتداء من أي جهة على الكويت.

جاء ذلك في حديث خاص أدلى به المالكي خلال استقباله وفد جمعية الصحافيين الكويتية برئاسة عدنان الراشد، وعضوية جاسم كمال، وممثل "كونا" في بغداد محمد الغزي.

وقال المالكي: "نريد اعادة الثقة المتبادلة بين البلدين والشعبين الكويتي والعراقي، وألا يأتي مغامر مثل صدام ليسيء الى العلاقات بين البلدين"، مشيرا الى أن "ثمة الكثير من هؤلاء المغامرين ممن يدعون القومية العربية يريدون تكرار تجارب الماضي الأليم، لكن لا تأثير لهم على القرار في عراق اليوم، الذي يمضي باتجاه واضح حيث يريد سيادته ولا يسمح بتدخل أحد في شؤونه، كما لا يريد ان يتدخل في شؤون الآخرين".

مفهوم الثقة

وعبر المالكي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات العراقية الكويتية وقائلا: "نريد مساعي لترسيخ مفهوم الثقة التي تغلق كل ابواب الاساءة"، معربا بهذا الشأن عن ترحيبه بأي دعوة كويتية توجه إليه لزيارة الكويت، وعن رغبته في المقابل باستضافة رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في بغداد للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

وأضاف أن بلاده تريد الأمن والاستقرار للكويت ولا تريد التدخل في شؤون أحد لا في الكويت ولا في أي مكان، مذكّرا بما وصفها "بدروس أليمة في ذلك بسبب صدام وسياساته".

وقال إن "أهم شيء احمله اليوم هو أن أبني الثقة الموثقة بين البلدين الكويت والعراق والتي لا تهتز لأي تغير... اذ أريد ممن يأتي بعدي ألا يلعب بهذه الثقة المتبادلة"، اما المسائل العالقة كمسألة ميناء مبارك الكبير وغيرها "فكلها أمور وقضايا يمكن حلحلتها وهي زائلة"، مشددا على انه "إذا انطلقنا من مبدأ الخوف والتوجس من الآخر فلن نحقق أي تقدم، في حين أن الثقة المتبادلة هي التي تفضي الى تحقيق الشيء الكثير".

وتطرق المالكي الى التقرير الفني الذي قدمته اللجنة العراقية بشأن ميناء مبارك الكبير، والذي سيتم عرضه على مجلس النواب (العراقي)، مشيرا الى أن هناك "نقطتين مهمتين نريد الإجابة عليهما وهما حجم الزخم الذي ينجم عن رسو البواخر والتلوث".

وأضاف المالكي انه في ما يتعلق بمسألة الثلوث "أشار الجانب الكويتي إلى قدرته على معالجة ذلك التلوث المتوقع والسيطرة على الشعب المرجانية وغيرها من أسباب التلوث".

وقال إن مسألة ميناء مبارك الكبير شابها بعد سياسي، مشيرا الى جملة من الحوادث قال انها أثرت على المزاج السياسي العراقي من بينها حجز مدير الخطوط الجوية العراقية في لندن واحتجاز طائرات عراقية في كندا وبريطانيا.

لكنه أكد أن "أهم قضية الآن هي قضية المياه، وإذا وجدنا لها حلا يمكن عندها حل بقية المسائل العالقة".

إطلاق الصواريخ

وعن حادثة اطلاق الصواريخ من منطقة بجنوب البصرة قال المالكي، إن لجنة تحقيق تم تشكيلها وتم ضبط السيارة التي اطلقت منها الصواريخ، مؤكدا انه "أمر لا نرضاه ابدا ونقف عنده بحزم وسنضرب بقوة أي أعمال من هذا النوع، ولن نسمح لهذه المجاميع ان تقوم بكل ما من شأنه التأثير على علاقاتنا مع الدول الشقيقة".

وبشأن الوضع الأمني في بلاده بعد انسحاب القوات الاميركية بعث المالكي برسائل طمأنة على الوضع الامني، وقال "منذ عام 2008 ومنذ أن وقعنا الاتفاقيات مع الجانب الاميركي خرج الجانب الامني من يد الاميركيين، وبالذات بعد احداث البصرة، وانتقل الملف الامني تدريجيا الى العراقيين، ولم يكن هناك منذ ذلك الحين أي تدخل امني اميركي الا بطلب عراقي، حيث كان ذلك الملف يدار عراقيا".

وعبر عن ارتياحه لخروج القوات الأميركية من العراق بهذا الشكل، وقال ان الانسحاب "جاء متزامنا وتمتين العلاقة مع الولايات المتحدة، حيث انتقلنا الى علاقة أوسع بين البلدين متمثلة بالتعاون الثنائي وهو مبعث سرور".

وأضاف "نحن الآن بلد كامل السيادة، ولدينا علاقة جيدة مع الولايات المتحدة ومع ايران في وقت واحد، وهناك من يسأل بشأن كيفية احتفاظنا بتلك العلاقات".

وفي ما يتعلق بالتطورات في الملف السوري قال المالكي: "نحن ضد الحصار المفروض على سورية، اذ لدينا تجربة مشابهة ومريرة فالحصار لا يضر الحاكم بل يضر طبقات الشعب وليس من المعقول أن نحاصر الشعب السوري".

وشدد على رفض بلاده للتدخل العسكري الخارجي في سورية وقال "نحن لسنا مع التدخل العسكري في سورية او احالة الملف السوري الى مجلس الأمن، وذلك أمر غير مقبول".

المعارضة السورية

وتابع المالكي "ينبغي اعطاء فرصة لبقية الحلول. لدينا لقاء مع المعارضة السورية وقبلوا بوساطتنا فضلا عن الحكومة السورية التي وافقت ايضا على ما نقله وفدنا، ويمكننا جمع الأطراف السورية على طاولة واحدة"، مشيرا إلى أن الجانب الاميركي على اطلاع بتلك الوساطة، ولم يعترضوا وهم راغبون في إيجاد حل لأزمة سورية.

وقال المالكي ان سورية ليست دولة هامشية ورأى أنه اذا ما التهبت سورية فإن دولا مجاورة لها ستلتهب وتندلع الطائفية فيها وهو ما "يؤثر بلا شك علينا في العراق"، لذا ينبغي ادانة أعمال العنف في سورية والدعوة الى حوار تلتقي عليه الاطراف السورية بما يفضي الى تحقيق الحريات وتشكيل الأحزاب، وإنهاء العمل بالدستور الحالي وتحديد موعد للانتخابات تحت اشراف دولي، ويبدأ مجلس الشعب الجديد اعماله بكتابة دستور جديد بعد استقرار الأوضاع "حيث سيكون ثمة تنوع ولن يدار البلد من مكون واحد".

وعن دور الجامعة العربية أكد المالكي اهمية استعادة دورها الفاعل وبنائها المتين بعيدا عن سياسة المحاور التي أشار الى ان العراق لا يريد ان يكون طرفا فيها، معلنا استعداد بلاده لاستضافة القمة العربية في مكانها ببغداد وفي موعدها.

back to top