الرقابة تغازل التيارات الإسلامية

نشر في 09-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 09-01-2012 | 00:01
No Image Caption
من  سيكون بيده مقصّ الرقيب في الفترة المقبلة؟ جهاز الرقابة الذي أعلن رئيسه سيّد خطاب أنه، بعد ثورة 25 يناير 2011،  لن يقف أمام أي إبداع  ولن يرفض عملا يطرح وجهة نظر أو نقد بناء، أو الحركات الإسلامية التي قد يكون لها الأغلبية في مجلس الشعب وقد تسنّ قوانين تكبّل الفن؟

ثمة أفلام كثيرة رفضتها الرقابة في الفترة الأخيرة، على الرغم من تأكيد سيد خطاب أن الوضع بعد الثورة يختلف كلياً عما قبلها من ناحية معايير قبول الأعمال الفنية أو رفضها،  في مقدمها: سيناريو فيلم «بازل» كتابة محمد أمين، بحجة أنه يتناول قضايا الدعارة وبيع الأطفال للأثرياء العرب من خلال تجنيد شباب عرب يقصدون  مصر سواء للدراسة أو السياحة، مع العلم أن هذه القضايا بالذات ناقشتها مراراً  الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية.

فيلم «ريكلام البار» تأليف مازن الجبلي، يصوّر المجتمع السفلي من عاهرات وقوادين وبلطجية في أحد الملاهي الليلية. رشحت لبطولته علا غانم (معروف عنها حماستها لأدوار مختلفة وخارجة عن المألوف).

ترى علا غانم، أن الرقابة تكون مفيدة أحياناً لأنها تنوب عنها في رفض بعض المشاهد، لكنها لا تقبل أن تعود الرقابة كسابق عهدها وتكبّل  الإبداع، بل عليها أن تدعم فكرة تناول المواضيع بحرية بخاصة القضايا الشائكة لأن هذا هو دور الفن الأساسي.

سياسة ومجتمع

يندرج فيلم «الأفعى والشيطان»، تأليف جمال الدين حسين،  ضمن لائحة الأعمال الفنية المتعثّرة رقابياً، يتمحور حول امرأة عاهرة يسهل لها رجل أمن ممارسة الدعارة ويستغلّ منصبه في هذه المهمة. وقد رشحت  لبطولته غادة عبد الرازق.

بالطبع لا يقتصر الرفض على هذه النوعية من الأعمال التي تعتبر غير ملائمة للمجتمع المصري، بل طاول فيلم «كريسماس عيد الأضحى» تأليف حسام حلمي، ويعالج قضية الاحتقان الطائفي في مصر.

كذلك رفض فيلما: «الحزب» تأليف أحمد محمد القصاص ويتناول، بشكل ساخر، أشخاصاً ورموزاً في الدولة من خلال قصة خيالية يمكن إسقاطها بسهولة على الوضع الحالي، «مسألة حياة أو موت» تأليف محمد عباس عثمان وهو فيلم سياسي رفض لضعف مستواه الفني.

آلية الرقابة

يشير سيد خطاب إلى أن الأعمال المرفوضة ضئيلة إذا ما قورنت بتلك المقبولة، موضحاً أن الرقابة مؤسسة لها مهمة محددة، وليس من المنطقي أن تكون قيداً أو عبئاً على الفن.

وحول ما يتناقله  البعض من زيادة المدّ الإسلامي وفرضه قيوداً على الإبداع يؤكد خطاب أن الرقابة لا تتعامل مع أي شخص خارج المؤسسة، ومن ثم لن يتدخل أحد في آلية عملها، «لكن  قد يسن مجلس الشعب المقبل، الذي يسيطر إسلاميون على غالبية مقاعده، قوانين ستلتزم بها الرقابة».

يضيف خطاب: «سواء ظل الحال على ما هو عليه أو خيّم على الرقابة انفراج فني في الفترة المقبلة، يظل صعود التيار الإسلامي الشاغل الأكبر لأنه سيلقي بظلاله على الرقابة وعلى فئات المجتمع، فارضاً شروطه على الفن، ليبدأ صراع من نوع آخر، أطرافه من المبدعين والإسلاميين».

back to top