حرب شاملة حول دمشق: مقتل العشرات ونزوح جماعي
• الأسعد: «الجيش الحرّ» لديه مفاجآت • 10 دول في مجلس الأمن موافقة على المبادرة العربية
شهدت مناطق ريف دمشق وضواحي العاصمة أمس ما يشبه الحرب الشاملة مع استشراس القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في مهاجمة كل البلدات التي فقدت السيطرة عليها في الأيام الماضية. وقد أفيد عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومسلحي الجيش السوري الحر وعناصر الجيش الموالي للأسد، بينما رصدت حركة نزوح من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. اندلعت معارك في الشوارع أمس قرب العاصمة السورية دمشق في وقت تسعى القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد إلى تعزيز قبضتها على ضواحي العاصمة التي كان مسلحو "الجيش السوري الحر" قد سيطروا عليها على بعد كيلومترات معدودة من مقر سلطة الأسد. ومع تصاعد أعمال العنف والمعارك قتل أمس أكثر من 45 شخصا من المدنيين، اضافة الى عدد غير محدد من الجنود المنشقين والنظاميين.معاركوبحسب التقارير الميدانية، استعاد الجيش الموالي للأسد السيطرة على حمورية، وهي أحد الأحياء التي استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لإجبار المسلحين على التقهقر، بعد ان تقدموا مسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات. كما دخلت قوات الأسد بلدة رنكوس التي تقع على بعد 40 كلم شمالي العاصمة دمشق، بعد محاصرتها ستة ايام، بحسب ما افاد ناشطون.وأشارت التقارير الى أن بلدة سقبا تتعرض لإطلاق نار من قبل القوات السورية ووردت انباء عن سقوط جرحى وعن اوضاع انسانية صعبة، كما تتعرض بلدة عربين لإطلاق نار من قبل القوات السورية المتمركزة على مشارف البلدة.وكذلك أفاد سكان في مدينة درعا الجنوبية، التي انطلقت منها الاحتجاجات في الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر، بأن المنشقين عن الجيش والقوات الحكومية اشتبكوا في معارك خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلا معظمهم من القوات الحكومية.وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة تقل عسكريين خلال أدائهم لواجبهم في نقل الطعام للوحدة العسكرية التابعين لها، وحصل اشتباك أدى إلى مقتل 6 عسكريين بينهم العقيد هارون سلطان، ومقتل وجرح عدد من الإرهابيين" في درعا.وقالت "سانا" إن "مجموعة إرهابية" فجرت "خطا لنقل الغاز من حمص إلى بانياس بالقرب من تلكلخ" القريبة من الحدود اللبنانية، ما أدى إلى تسرب نحو 460 ألف متر مكعب من الغاز.كما اندلعت معارك عنيفة في مدينة الرستن قرب حمص، وفي بعض احياء حمص بين الجيش الحر وقوات الأسد.نزوح جماعي إلى ذلك، أفاد مواطنون سوريون، بأن المناطق الشرقية في ريف دمشق التي تواجه حملة عسكرية عنيفة خلال اليومين الماضيين، تشهد نزوحاً جماعياً جراء القصف العنيف الذي تتعرض له تلك المناطق.وأضافت المصادر، أن عائلات في مناطق دوما ورنكوس ومسرابا وعربين وعين ترما، نزحت إلى العاصمة وسط أنباء عن تصعيد الحملة العسكرية خلال الأيام المقبلة، في حين شهدت مناطق داريا وحرستا ومناطق أخرى نزوحاً جزئياً. وتشهد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حملة عسكرية متواصلة لليوم الرابع على التوالي هي الأعنف منذ اندلاع الثورة في 15 مارس الماضي، في سعي من الحكومة السورية لإخماد الاحتجاجات في تلك المناطق.الأسعدوقال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أمس إن "الروح المعنوية لكتائب بشار الأسد بدأت تنهار، والنظام بدأ يفقد أعصابه، وهو ما دفعه إلى القيام بالقصف العشوائي ضد المدن وسقوط المزيد من القتلى". وأضاف الأسعد في مقابلة عبر الهاتف مع قناة "الجزيرة" من الحدود السورية ـ التركية أن "الجيش الحر يخوض المواجهة مع النظام على جميع الجبهات في سورية، وسيفاجئه بالكثير بالفترة المقبلة، وأنه مصمم على إسقاط هذا النظام".وذكر أن "نظام الأسد بدأ يدفع بقوات الحرس الجمهوري بسبب كثرة الانشقاقات بين صفوف جيشه، مشيرا إلى أن الأغلبية العظمى من المنشقين تنضم إلى الجيش الحر، إذ يجدون لهم مكانا عبر تنظيم محدد لهذا الأمر".وأكد الأسعد أن "عقيدة الجيش الحر هي الدفاع عن الوطن والمواطنين من جميع الطوائف"، معتبراً أنه "النواة الحقيقية لتشكيل جيش حقيقي لدولة الحرية والديمقراطية لسورية المستقبل". وإذ رفض أي "دور سياسي لأفراد الجيش في المستقبل"، شدد على أن "الجيش الحرّ لحماية الوطن وسيترك السياسة للسياسيين".قرار أمميوبينما يتواجد أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ووزير خارجية قطر رئيس اللجنة الوزارية العربية لمتابعة الملف السوري الشيخ حمد بن جاسم ووفد من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون في نيويورك في محاولة لإقناع اكبر عدد من الدول بتبني المبادرة العربية لحل الأزمة السورية والتي تنص بشكل خاص على تنحي الأسد وتفويض صلاحياته الى نائبه، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن مشروع قرار مغربي يحظى بتأييد عشرة على الأقل من اعضاء مجلس الأمن. وإذا لم تستخدم روسيا او الصين حق النقض (الفيتو) فإن هذا العدد كافٍ لتمرير القرار.ومن المقرر ان يجتمع مجلس الأمن اليوم الثلاثاء لبحث الأوضاع في سورية. وسيشارك في جلسة مجلس الأمن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيراها الفرنسي آلان جوبيه والبريطاني وليام هيغ، في محاولة لإقناع المجلس بتبني المبادرة العربية.(دمشق، نيويورك ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، أو بي آي)