ورحل صاحب التفاحة الثالثة...

نشر في 09-10-2011 | 00:01
آخر تحديث 09-10-2011 | 00:01
No Image Caption
"إذا جاء يوم لا أستطيع فيه القيام بواجبي وما هو منتظر مني كمدير لـ"آبل" فسأكون أول من يعلن ذلك"... بهذه الكلمات ودَّع صاحب "التفاحة" الثالثة رفاقه في العمل، بعدما تمكَّن منه المرض الذي ظل في صراع دائم معه طوال السنوات الثماني الماضية.

ولم يمهله القدر كثيراً... فبعد هذه الكلمات القصيرة ترك الميدان إلى مثواه الأخير، بعدما وضع "تفاحته" في كل بيت وفي كل شركة وفي كل مؤسسة،... إنه ستيف جوبز مكتشف القارات الجديدة على خرائط عالم تكنولوجيا المعلومات.

فكما يقولون ثلاث تفاحات غيَّرت مجريات العالم تفاحة "آدم"، وتفاحة "نيوتن"، وتفاحة "ستيف جوبز"، وذلك للتأثير الكبير الذي أحدثته هذه الأخيرة في تغيير نمط وأفكار الأفراد عند حوارهم مع التكنولوجيا.

لم يكن يتخيل المحيطون به ولا حتى جوبز نفسه أن هذا "الكراج" الذي كان يعمل فيه مع رفيقه في أواخر السبعينيات، سيصبح النواة الأولى نحو بناء هذا الصرح العملاق، وأن تكون "تفاحته" هي أغلى

"تفاحة" في العالم، حيث أبرزت آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة من وزارة الخزانة الأميركية "أن شركة آبل تمتلك سيولة مالية أكثر من الحكومة الأميركية باحتياطيات مالية تصل إلى 76.4 مليار دولار".

ما فعله وما نجح فيه جوبز وصفه الكثيرون بأنه "سحر"، حيث كان كافياً أن يضعه في قائمة المبدعين على مر العصور، فقد استطاع جوبز أن يذهب بفكره إلى ما هو أبعد من الواقع وما يشغل تطلعات ورغبات الناس، وهو في ذلك يقول مقولته الشهيرة "لا يمكنك أن تسأل العملاء ما الذي يريدونه الآن ثم تحاول توفيره لهم، فبحلول الوقت الذي تتمكن فيه من صنع وتقديم ما طلبوه، ستجدهم يريدون شيئاً أحدث".

فكان هذا هو سر عبقرية صاحب "التفاحة"، فقد ذهب إلى ما هو أبعد بكثير من فكر وخيال الآخرين، فكانت النتيجة "ثورة" الآي بود التي لاقت قبولاً واسعاً في عالم محبي ومستمعي الموسيقى، ومن بعدها "ثورة" أجهزة الآي فون التي تمثل الجيل الأول من الهواتف الذكية، وأخيراً الوجه الجديد للكمبيوتر الشخصي (الآي باد)، الذي قدم مفهوماً جديداً لشكل وتصميم الكمبيوتر بشكله اللوحي الجديد.

ومع هذه الثورات المتعاقبة التي أحدثتها "تفاحة" جوبز، استفادت شركة زين بالتحديد، فالتعاون الأخير والمستمر إلى الآن مع شركة "آبل" غيَّر كثيراً من أنماط وسلوكيات عملاء "زين" لدى استخدامهم الهاتف النقال أو لدى الدخول إلى شبكة الإنترنت، واليوم نملك قاعدة كبيرة على شبكتنا ممن يفضلون استخدام تطبيقات "آبل" على أجهزة الآي فون والآي باد، فبفضل تطبيقات "آبل" كوَّنت شركة زين مجتمعاً رائعاً لرواد ومحبي تطبيقات الآب ستور.

حياة ستيف جوبز لم تكن بالسهلة، فقد شهدت نجاحات وإخفاقات، ولكن الشيء الذي كان يجعله يعود كل مرة هو "حب التكنولوجيا"، وهو الذي قال عنه "كان السر الذي يقف وراء هذا النجاح المبهر الذي وصلت إليه مع آبل هو الحب الذي يكنه العنصر البشري لتكنولوجيا الحياة"، ويكفي أن نعرف أن هذا "الحب" الذي تحدث عنه مع التكنولوجيا، تجسد بقوة عند عودته مرة أخرى إلى "آبل" في منتصف التسعينيات.

* الرئيس التنفيذي لمجموعة زين

back to top