فرعيات الخامسة الجمعة والسبت... في السراديب
«الداخلية» تُجري تحريات مكثفة لرصد أي تجمعات في الدواوينأطلق مرسوم الدعوة لانتخابات مجلس الأمة للفصل التشريعي الرابع عشر العنان لقبائل الدائرة الخامسة في تحديد يومي الجمعة والسبت المقبلين لإجراء الانتخابات الفرعية، بتضامن كل من العوازم والعجمان ومطير والهواجر، لتكون على مرحلتين منعاً للازدحام أمام مقار لجان التصويت، وأخذت بعض القبائل صفة الاستعجال لإنهاء خلافات مرشحيها وأبرزها الهواجر والعتبان والدواسر.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن تحريات وزارة الداخلية تجري على قدم وساق لرصد أي تجمعات في الدواوين، وحددت هويات أصحابها مسبقاً لمتابعتها عن كثب، فضلاً عن الاستعداد لأي تغيرات طارئة، خصوصاً أن فترة الاقتراع المحددة لن تتجاوز ست ساعات كحد أقصى، من الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر.وكشفت مصادر أخرى أن مواقع الانتخاب ستكون في عدد من منازل المرشحين، وتحديداً في "سرداب" المنزل لحجب الأنظار عن الداخلية.وبينما تشهد تشاوريات الدائرة الخامسة انسحاب بعض المرشحين ورفض ترشيح آخرين، قال مرشح ونائب سابق للمقربين منه "عاونوني على الفرعية وبالرئيسية اقعدوا في بيوتكم أنا ناجح"، كما يحاول المرشح ذاته السعي للحصول على تزكية من قبيلته دون إجراء تشاورية أو انتخابات فرعية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مرشحي القبيلة.إلى ذلك، اجتمع الهواجر أمس لبحث إشكاليات عالقة بين فريقين من المرشحين، في تحديد آلية الاختيار، فضلاً عن الارتباك الذي أحدثه اتفاق مرشحي "مطير" على عدم التحالف مع "الهواجر" في الانتخابات الرئيسية في حال خوض مرشح أثير حوله عدد من الشبهات المالية. وعقدت القبيلة (الهواجر) اجتماعاً أمس لدى أحد أعيانها لبحث كيفية الخروج من المأزق التي تمر به.أمّا "العتبان"، فأخذت مباحثاتهم صفة الاستعجال بعد صدور "مرسوم الدعوة" نظراً لكثرة عدد مرشحيها، إذ تطمح القبيلة إلى اللحاق بركب بقية قبائل الدائرة وإجراء فرعيتها على مرحلة واحدة، لا سيما أن عدد ناخبيها قليل، ومن أبرز مرشحيها والمرجح نجاحهم عايض بوخوصة، نهار ضاوي، خالد النيف.وفيما يخص "مطير"، فهي جاهزة لبدء اختيار مرشحيها، لكن سبب تأخرها يعود إلى الرغبة في الانضمام مع بقية القبائل، إذ اتفق مرشحو القبيلة على عقد تحالف مع مرشحين كحد أقصى لتكون القائمة مؤلفة من ثلاثة، ويكون الصوت الرابع من نصيب مرشح ونائب سابق.وعن فرعية العوازم، واجه المرشح والنائب السابق فلاح الصواغ الكثير من الانتقاد منذ لحظة إعلانه عدم خوضه للانتخابات الفرعية، وأنه سيخوض الانتخابات الرئيسية مباشرة، إذ انقسم حوله عدد من فئة الشباب ما بين مؤيد ومعارض، ومازال عدد مرشحي القبيلة العازمين على خوض الفرعية يتجاوز 40 مرشحاً.وبحسب مصادر موثوقة فإن أماكن الاقتراع للقبيلة ستكون موزعة ما بين مناطق سكنية والجواخير والاسطبلات، للابتعاد عن رجال الأمن. وبالنسبة لقبيلة العجمان، أعلن عدد من مرشحيها انسحابهم اعتراضاً على آلية التصويت والتي تم تحديدها بإلزام الناخب باختيار ثلاثة أصوات، وما زال أحد المنسحبين في موقف متذبذب لخوض الانتخابات الرئيسية من عدمها. وذكرت مصادر أن أحد المرشحين المحسوبين على "حدس" مورست عليه ضغوط لخوض الانتخابات الرئيسية دون الخوض في فرعية القبيلة، إلا أنه رفض كونه مرغماً على الدخول فيها.وأرجعت المصادر ذاتها كثرة عدد المرشحين الذين يرغبون في خوض الفرعيات، وخصوصاً ممن ليس لهم أي فرصة للفوز، إلى رغبتهم في اقتناص أصوات "الفخذ" الذي يتبع له كل منهم ليحولوا دون وصول هذه الأصوات إلى مرشحين بعينهم.وعلمت "الجريدة" أن مرشحاً ونائباً سابقاً مستقلاً في الدائرة الخامسة رصد 4 ملايين دينار لحملته الانتخابية لخوض الانتخابات الرئيسية.وفي الدائرة الثانية، أبلغت مصادر مطلعة "الجريدة" أن أبناء قبيلة "شمر" عقدوا اجتماعاً تنسيقياً أمس الأول حول المرشحين الأربعة؛ الوزير السابق بدر الحميدي (لم يحضر) ومحمد فليطح ودعيج الشمري ومحمد الوقيت، لمناقشة أوضاعهم كأبناء للقبيلة والتدارس حول أوضاعهم ومدى حظوظهم في الانتخابات القادمة.وعن الدائرة الانتخابية الرابعة، كشف أحد المصادر لـ"الجريدة" أن أبناء قبيلة "عنزة" بدأوا بتجميع ثلاثة آلاف دينار من كل من يريد ترشيح نفسه، تعطى للجنة المنظمة لـ"تشاورية" القبيلة، ودعوا إلى عقد اجتماع خاص الأسبوع المقبل لتحديد آلية اختيار المرشحين النهائيين.في موازاة ذلك، طلبت الحكومة من وزارة الداخلية تشكيل لجنة موحدة من قبل وزارات الكهرباء والماء والتربية والمواصلات والبلدية والأشغال والشؤون الاجتماعية والعمل لتجهيز الحملة الحكومية الانتخابية، على أن تبدأ اللجنة عملها فور نشر مرسوم الدعوة في الجريدة الرسمية بهدف إنجاز الاستعدادات الكاملة لانتخابات "أمة 2012".وعلمت "الجريدة" من مصادر حكومية أن وزارة الداخلية تريد إكمال جميع الاستعدادات الخاصة بالعملية الانتخابية، من مدارس وكهرباء وماء وهواتف وتمويل وإنشاءات وغيرها قبل يوم الاقتراع بأسبوع على أقل تقدير.وأفادت المصادر بأن وزارة الداخلية ممثلة بإدارة الانتخابات طلبت من وزارة التربية تجهيز 95 مدرسة حكومية من المدارس الحديثة لاستلامها خلال الفترة المقبلة.وأشارت إلى أن إدارة الانتخابات تسابق الوقت من أجل تجهيز مقر تسجيل المرشحين الراغبين في خوض الانتخابات، حيث سيبدأ التسجيل غداً ويستمر عشرة أيام متواصلة من دون أي عطلة.كذلك، بدأت وزارة المالية دراسة حساب كلفة ميزانية الانتخابات واحتياجات الجهات المعنية بالعملية الانتخابية من أجل إنجازها ورفعها الى مجلس الوزراء، تمهيداً لرصد الميزانية، التي من المتوقع أن تزيد عن ميزانية الانتخابات الماضية والتي كانت بلغت 11 مليون دينار.