يا حسافة!

نشر في 21-01-2012
آخر تحديث 21-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. عبدالله محمد الوتيد شخصية كويتية ذات نمطية متكررة وأبعاد مأساوية على الذات الإنسانية والمجتمع، هي في كثير من الأحيان وفي أغلب الأوقات ذات جذور ضاربة في تاريخ الكويت أباً عن جد، عائلاتها معروفة بتاريخها الطويل في بناء هذا الوطن، قدموا من خلال إرثهم النفس قبل النفيس من أجل بناء هذا المجتمع، فانتماءاتهم الفكرية متعددة، وهي قد تكون وطنية أو دينية سنية أو شيعية أو قبلية. نراهم في بداية حياتهم السياسية والمجتمعية طاقات شبابية ناشطة وواعدة في كثير من المحافل والمناسبات، وينظر إليهم بعين من الرضا والتشجيع، فهؤلاء سيحملون مشعل المسؤولية لاستكمال ما بدأه الآباء والأجداد، فهم دماء التجديد والتطوير الذي يجري في عروق الوطن، فهم كفاءاته وإمكاناته المستقبلية ووقود الأمة وشعلة الاحتراق الدائمة لإضاءة مسيرة المجتمع ودروبه. إلا أن هذه الشعلة وذلك الاشتعال، وفي خضم وهجها، تراها تتحول من طاقة بناءة وشخصية وطنية محبة لبلدها (الشخصية الوطنية الشعبية) إلى شخصية متخاذلة في مسارها، ومتواطئة ضد بلدها، ومتمحورة حول احتياجاتها وغاياتها الشخصية والذاتية (الشخصية الوصولية الذاتية). هنا يتحول الاشتعال والشعلة من أجل الوطن إلى احتراق وتدمير ذاتي ومجتمعي، فيتعطل النشاط والحيوية الإنسانيان ويخبو وهج هذه الشعلة فتنطفئ. السؤالان اللذان يطرحان نفسهما: كيف تحدث عملية التخريب والتحول الممنهج ويخسر الوطن هذه الطاقات والكفاءات إضافة إلى الآمال الموضوعة في شباب المستقبل؟ ولماذا نشاهدها في مجتمعنا واضحة كأن هذه العملية خُصّصت لقتل كل ما فيه أمل للبلاد وإقصاء كل الأمثلة والنماذج الخيرة الوطنية ليحتذي بها الآخرون؟ الأمثلة والنماذج الخيرة أضحت قليلة إما بسبب الإقصاء وإما بفعل الإفساد، فضرر هؤلاء على المجتمع في تزايد، والمجتمع أعوز ما يكون إلى محاربة هذه الظاهرة المقيتة، فهل هناك من يعطل هذه العملية وذلك التحول؟ وما طرق الحماية لهذه الطاقات الواعدة وإيقاف هذا التخريب الشخصي الممنهج؟ وهل الإغراءات شديدة وعظيمة لتجعل هؤلاء لا يستطيعون بشخوصهم الفردية الوقوف أمامها؛ فيتوجب علينا كمجتمع إيجاد ما يمكن إيجاده لصيانتهم وحمايتهم ووقايتهم من هذا الاعوجاج والانحراف؟! أملي كبير في يقظة الضمير الإنساني الكويتي عند بعض هؤلاء، وأما من أعلن انغماسة في بؤر الفساد بكل وقاحة وتكبّر فما عساي إلا أن أقول له: "ملعـون مـن خان البلد   وفلوسه ملعونه معــاه ملعون من بـاع العهد   شيطان مارد في ثنايـاه زقــوّم يطفحـها بعدْ   زقوم تجري في حشـاه وين الحجي وين الوعد  سكّان دربه وشبــلاه قال الوطن ماكو بعـدْ  إحنا جنوده والحمــاه إحنا لها سكه وســدْ   إحنا الأمل وإحنا الرماه كذاب وفلوسـه عبـدْ   باع الرعية والرعــاه يا حيف كذاّب الوعد   لا بد يسقط من سمـاه"
back to top