البدر: صندوق التنمية جزء من مؤسسات الدولة الوطنية
«تأسيسه قبل نصف قرن يعكس حكمة القيادة السياسية»
دخل صندوق التنمية عقب التحرير مرحلة جديدة من تطور نشاطه، إذ اتجه نحو تعزيز نشاطه الاجتماعي والبيئي والتنمية البشرية، كما توجه بمساعداته إلى دول العالم أجمع لكنه ظل محافظاً على طابعه وخصوصيته وتوجهه العربي. اعرب مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر عن الاعتزاز والفخر بتزامن احتفالية الصندوق بالذكرى الـ50 لتأسيسه المقررة في 22 فبراير الجاري مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية. وقال البدر في بيان صحافي أمس انه «لمن حسن الطالع ان تتزامن احتفالية الصندوق بذكرى تأسيسه الـ50 مع الاحتفالات بأعياد الكويت الوطنية فالصندوق جزء من مؤسسات الدولة الوطنية وتأسيسه قبل نصف قرن يعكس حكمة القيادة السياسية وبعد نظرها ومن شأن احتفالية ذكرى تأسيسه الـ50 أن تعكس مسيرته وتستعرض انجازاته على مدى العقود الخمسة الماضية». واوضح ان الصندوق أطفأ في 31 ديسمبر الماضي الشمعة الـ50 في مسيرته الطويلة كأول مؤسسة تنموية في العالم يتم انشاؤها من قبل دولة نامية ساهمت على مدى خمسة عقود بجهود وافرة في دعم مشاريع التنمية في البلدان العربية والنامية. وذكر ان جهود الصندوق في تمويل المشروعات ساهمت في توثيق التعاون مع الدول المستفيدة وتعزيز أواصر الصداقة معها مستعرضا المراحل التي مر بها الصندوق عبر مسيرته التنموية «بدأت الاولى في عام 1961 واستمرت حتى منتصف عام 1974 وتميزت بتوجه عربي خالص باقتصار نشاطه على تقديم المساعدات للدول العربية فقط». وبين ان المرحلة الثانية بدأت عندما وسع الصندوق جهوده لتشمل الدول النامية والفقيرة في افريقيا خصوصا التي تضررت من قيام حرب أكتوبر 1973 مع استمرار نشاط الصندوق وتزايده عربيا. وقال البدر انه مع مرور السنوات تزايد نشاط الصندوق الكويتي وتاليا مساهماته في دفع جهود التنمية في الدول النامية وصولا الى مرحلة التطور الثالثة الممتدة بين عامي 1985 و1991 نجح فيها الصندوق بتمويل نفسه بنفسه من أرباحه المتحققة مشيرا الى ازدياد عدد الدول المستفيدة من القروض والمنح الى 65 دولة حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي.أصعب فترةوتناول البدر أصعب فترة من المراحل التي مر بها الصندوق وهي فترة الغزو الصدامي الآثم للكويت «التي رغم صعوبتها الا أنها بالنهاية أكسبت الكويت احترام العالم كله ففي تلك الفترة انتقل الصندوق الى العاصمة البريطانية (لندن) لممارسة نشاطه من هناك واستمر في أداء التزاماته خلال فترة الغزو ووقع سبع اتفاقيات جديدة لتمويل مشروعات تنموية في عدد من الدول بلغت قيمتها الاجمالية نحو 8ر116 مليون دينار كويتي». وذكر انه عقب التحرير دخل الصندوق مرحلة جديدة من تطور نشاطه وهي المرحلة الخامسة حيث اتجه نحو تعزيز نشاطه الاجتماعي والبيئي والتنمية البشرية كما توجه بمساعداته الى دول العالم أجمع لكنه مع هذا ظل محافظا على طابعه وخصوصيته وتوجهه العربي مبينا ان الصندوق نجح خلال مراحل تطوره الخمس في تعزيز موقف الكويت الدولي ومساندة قضاياها. واشار الى استمرار الصندوق في دعم جهود التنمية في الدول النامية خلال نصف قرن مضى «وتمثل نشاطه الرئيسي في تمويل المشروعات فضلا عن تقديم مساعدات فنية لدعم جهود الدول والمؤسسات في بناء قدراتها لتتمكن من تسريع عمليات التنمية». وقال البدر ان الصندوق ركز عملياته على تمويل المشروعات في قطاعات كالزراعة والنقل والطاقة والصناعة والمياه والصرف الصحي وساهم في دعم مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة من خلال التسهيلات الائتمانية التي تقدم الى بنوك التنمية الوطنية وصناديق التنمية الاجتماعية المختلفة. وذكر ان جهود الصندوق الانمائية في السنوات الأخيرة تنوعت لتواكب التطورات الاجتماعية التي فرضت نفسها على الدول النامية وفي مقدمتها تخفيض نسبة الفقر الى النصف بحلول عام 2015 وتحقيقا لذلك بدأ الصندوق بتكثيف جهوده في تمويل مشروعات في قطاعي الصحة والتعليم منذ عام 2001. واعتبر انه على مدى السنوات الـ50 كان الصندوق الكويتي واحدا من سفراء الكويت إلى العالم وذراعها الممدودة دائما لمساعدة الأشقاء والأصدقاء ويعمل دائما على تعميق أواصر التعاون مع الجميع وتوسع في نشاطه ليشمل بجهوده حتى اليوم أكثر من 104 دول حول العالم وكانت فلسفته الدائمة في التعامل معها منطلقة من فكرة أساسية قوامها نحن نساعد الآخرين على مساعدة أنفسهم. وبين ان الصندوق ساهم نيابة عن دولة الكويت في موارد العديد من مؤسسات التنمية الاقليمية والدولية وعهدت اليه مسؤولية ادارة المنح المقدمة من دولة الكويت مباشرة الى الدول العربية والنامية الأخرى. وقال البدر انه حتى نهاية ديسمبر 2011 قدم الصندوق قروضا ميسرة بقيمة حوالي 5ر15 مليار دولار استفادت منها 102 دولة بينها 16 عربية و40 أفريقية و19 في منطقة شرق وجنوب آسيا والمحيط الهادئ و16 في آسيا الوسطى وأوروبا و11 في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي.