يضرب الحب يا غوار

نشر في 19-11-2011
آخر تحديث 19-11-2011 | 00:01
No Image Caption
 د. صالح الحيمر فطوم متغنجة ومتدلعة ومتعجرفة، وفيها كبر "شوي"، ورثت الأوتيل من عائلتها وعندها بعض الأموال التي جعلتها محط إعجاب الكثيرين. فطوم هذه فيها "خبالة" فهي لا تعرف أين مصلحتها، عاطفية جدا وتصدق كل ما يقال و"تعصب" بسرعة، ولديها في دولتها الفندقية ثلاثة عمال: ياسين "المعتّر" المسكين؛ "ياسينو" كما تناديه فطوم لا يحب التغيير ويخاف من النظام أو قل تابعا ومنقادا له، يقبض من فطوم ما يعتقده ثروة، فتعطيه أحيانا باقي عشاء الأوتيل أو ترمي عليه "جاكيتا" قديما، وأحيانا "يستانس" عندما يمر يوم "ما زفته" فطوم، ويعتبر ذلك مكسبا له.

الجزء الثاني من الشعب هو أبو عنتر، يريد أن يفعل شيئا ولديه طاقة وعضلات وشيم وأخلاق، ولكن فطوم تكرهه "لله في لله"، ولم تجلس معه يوما أو تسمع منه، ومر المسلسل كاملا دون أن تلتقيه. بقي من الشعب غوار الثائر الذي لا يهدأ له بال حتى يحقق العدل الذي يراه... فطوم تجب مواجهتها، يحبها "الماخوذ" وهي تصده، مخلص لها ولكنها تتهمه بالخيانة و"الشطانة".

استخدم غوار جميع صلاحياته تحت قبة الأوتيل وخرج للشارع ليستنجد بـ"أبو عنتر"، وحشده لمساندته، ولدينا "أبوكلبشة" مسؤول الحارة، غبي ويستخدم أدوات غير مناسبة لإدارة الحارة، ويتحكم به شخصيات وتجار الحارة كـ"أبو رياح" وصاحب محل الذهب، ويعمل فقط لمصلحة المتنفذين وينفذ أجنداتهم.

لم يتبين خلال المسلسل لماذا فعل ذلك، وما مصلحته. أبو كلبشة "ماله خلق" على المعارض العنيد غوار، يعد عليه أنفاسه ليدخله السجن لأي سبب، لا مشكلة لديه في ضرب أهل الحارة وإدخالهم السجن مع حميرهم.

جاء الغريب إلى الحارة، تعرفونه،،، إنه حسني البورزان، وكان أقصى أمانيه أن يجد غرفة متواضعة يجلس فيها ليعد ألحانه ويقفل راجعا لديرته، فـ"انجبرت" فيه فطوم وأعطته أحسن غرف الأوتيل وصارت تقدم له قهوة الصباح بيدها، لا..... وبدأت تدلعه "حسونتي".

لم يعجب الثائر غوار هذا التنازل للغريب، فانتفض وذهب يستخدم أدواته الدستورية وغير الدستورية، والمشروعة وغير المشروعة لمنع هذا الإسفاف والسفالة من فطوم، و"مات قهر" عندما علم أن "أبو كلبشة وأبورياح" يباركان هذه العلاقة المشؤومة، فتكالبت "قوى الشر" على غوار وألقت به في السجن وبفطوم في أحضان "حسونتي".

في الرمق الأخير من حياة هذه الحارة نرى عدة أطياف من المجتمع مسجونة، ويبرز أبوعنتر مفتول العضلات ويتراقص كأنه لا يعي الكارثة، ويقول إنه مازال بحيويته وقوته،،، من يستفيد مني؟ وغوار يتحسر ويبكي "اعترف لاحقا أن بكاءه كان حقيقيا" ويقول: "فطووووووم، يضرب الحب شو بيزل!!".

في مقطع طريف لهذا الغوار المهضوم في مسرحية "كاسك يا وطن" يدخل أهل الحارة على المسؤول الكبير يشكون إليه ظلم وصلف مسؤول حارتهم، فيجدونه غارقاً في أموال الشعب ومغيباً عن أحوال حارتهم ومتعمداً الإفساد في المؤسسة. يخرج أهل الحارة دون أن يبثوا شكواهم، فيناديهم: "وين رايحين يا شباب". فيرد غوار: "مشكلتنا مو عندك... مشكلتنا معك"، فيغضب ذلك المسؤول ويرد بعنف: "إنإلعوا لبرّا".

back to top