النجوميّة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحقيقة والوهم!

نشر في 12-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-01-2012 | 00:01
No Image Caption
هل تعتبر مواقع التواصل الاحتماعي على غرار

الـ «الفايسبوك» و{تويتر» وسيلة تواصل بين الفنان وبين جمهوره ومعجبيه، أم وسيلة لبناء عالم وهمي يقوم على التضليل والأكاذيب وتحقيق نجاحات ومراتب أولى في استفتاءات مزعومة لا أساس لها من الصحة؟  

ملحم  بركات، وليد توفيق، راغب علامة، عاصي الحلاني وغيرهم من نجوم الصف الأول على الساحة الفنية اليوم، بنوا شهرتهم على مجهودهم الشخصي وموهبتهم وليس على مواقع التواصل، لسبب بسيط هو أن موهبتهم بارزة وواضحة للعيان ولا تحتاج إلى التكولوجيا لتبرز، ثم لم تكن مواقع التواصل والإنترنت قد رأت النور بهذه الكثافة، ولم تكن قد وظفت كجزء لا يتجزأ من الخطة التسويقية لأي فنان.

إذا عدنا بالذاكرة إلى الفنانين الكبار: أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، فيروز، صباح، نصري شمس الدين... نلاحظ أن هؤلاء ما زالوا يتمتعون بسحر لا يقاوم لدى الجمهور وتردّد أغانيهم الأجيال المتعاقبة...  أكبر مثال على ذلك فيروز، فسرّ هذه السيدة العظيمة في غموضها. هنا نتساءل: هل لفيروز صفحة على الـ «فايسبوك» أو على «تويتر»؟ على الإطلاق، مع ذلك تبقى فيروز.

وسيلة تسويقية

قد يكون التطور التكنولوجي فرض نفسه على نجوم اليوم كي لا يتخلفوا عن ركب الحضارة، لكن أصبح فنانون كثر على قناعة بأن تواصلهم مع الجمهور قد يوصلهم إلى النجومية،  وأن ازدياد المترددين على صفحتهم الشخصية سيجعل منهم نجوماً من الصف الأول، وهنا الخطأ الأكبر.

إذا كانت ثمة شركات إنتاج تعتمد هذه الوسيلة لتسويق فنانيها، فهي بلا شك ترتكب خطأ كبيراً، قد تساعد تلك المواقع على تجميل صورة الفنان بخاصة إذا كان في بداية خطواته الفنية، لكن تكمن الخطورة عندما تتحول تلك المواقع إلى وسيلة لإشاعة أخبار غير صحيحة، غايتها اختلاق أكاذيب للترويج لأغنية أو لفنان يدرك الجميع أنه لم يحقق أي خطوة نحو النجاح. فقد ذكر أخيراً أن إحدى الفنانات حصدت أغنيتها اليتيمة التي أصدرتها المرتبة الاولى، العام المنصرم، عبر استفتاء أجراه أحد مواقع الإنترنت، ولم يذكرالبيان الصادر عن المغنية اسم الموقع أو عدد الذين صوتوا، فبقي هذا الخبر ساذجاً مسرّباً من المغنية أو مدير أعمالها، وذلك سيان، فالهدف هو الترويج لها، لكن هذه الطريقة المكشوفة والخالية من أي عنصر من عناصر الذكاء تنعكس سلبًا على المغنية نفسها وليس على الجمهور.

ولو طالعنا الاحصائيات التي تصدر يومياً حول الأغاني الأكثر رواجاَ لوجدنا أن من ضمنها العمالقة الذين  ذكرناهم، وفي طليعتهم أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ... فهل كان هؤلاء يستخدمون الـ «فايسبوك» و{تويتر» للترويج لأعمالهم أو التواصل مع جمهورهم؟

صحيح أننا محكومون بعامل التطور، وهذا أمر طبيعي، وكل من يتخلّف عن ركب التكنولوجيا ومواكبة العصر سيكون كالطائر الذي يغرد خارج السرب، لكن مهما كان هذا التطور مفيداً للبشرية سيقف عند حد معين يسمى الموهبة والكاريزما الدخول السريع إلى القلب.

أين مودي؟

مودي، شاب ظهر على الساحة الفنية متسلحاً بالمال والتكنولوجيا، حاول أن يفرض نفسه على الجمهور لكنه فشل، لأنه يفتقر إلى أي عنصر من عناصر النجومية، كذلك الحال بالنسبة إلى كثيرين موجودين راهناً على الساحة الفنية، فهم يحاولون، من خلال صفحاتهم الخاصة على الـ «فايسبوك»، إشاعة أن الزوار يدخلون صفحاتهم بالآلاف للتحدث عن النجاح الذي أحرزوه ويبدون إعجابهم بالأعمال الفنية التي يقدمها هؤلاء، إلا أنهم ينسون أو يتناسون أن الجمهور يدرك أن رصيدهم من النجاح ضئيل ويكاد يكون شبه معدوم.

تكمن المشكلة الحقيقية التي يواجهها هؤلاء الفنانون في النتائج التي يحققونها على أرض الواقع وتكون مخيبة للآمال إجمالاً مثل إيرادات أغانيهم الضئيلة أو عدم تلقيهم عروضاً لإحياء حفلات عامة أو خاصة، وقد يذهب فنانون إلى حد الغناء مجاناً أو دفع المال للمتعهدين للمشاركة في حفل غنائي يضم نجماً من الصف الاول.

هذه الظاهرة التي انتشرت أخيراً في الوسط الغنائي تشير إلى حالة إفلاس شديدة، وكأن حقبة صناعة النجوم توقفت بتوقف سيمون اسمر عن تبني المواهب الجديدة.  وهنا لا نتحدث عن اليسا ونانسي وهيفا اللواتي اصبحن نجمات قبل ازدهار مواقع التواصل الاجتماعي.

مسألة سهلة

في دردشة مع «الجريدة» يقول أنطوني غاريوس، أحد مصممي مواقع الانترنت الخاصة بالمشاهير، إن فنانين كثراً لا يدخلون إلى صفحاتهم الشخصية بل يتولى هذه المهمة مكتبهم الإعلامي أو مدير أعمالهم.

يضيف غاريوس: «بالنسبة إلى المعجبين المسجلين على صفحة الفنان وازدياد عددهم يوماً بعد يوم، فهذه مسألة في غاية السهولة، نتقنها جيداً ونستطيع في أكثر من أسبوع أن نجعل صفحة فنان مغمور مليئة بالمعجبين، وقد أقدمنا على ذلك مرات، ولكن هذه الطريقة أصبحت مكشوفة أمام من يتقن فعلها، لكن المضحك المبكي في هذا الموضوع عندما يقتنع مدير أعمال الفنان ومكتبه الإعلامي بهذه الخطوة غير عابئين بتعليقات الجمهور او النقاد».

back to top