سيف الإسلام للغرب: لن نغادر ليبيا وحملتكم محكوم عليها بالفشل
●أنقرة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام طرابلس
●«الأطلسي» يغير على ميناء زوارة ومنطقة بني وليد
●«الأطلسي» يغير على ميناء زوارة ومنطقة بني وليد
شن نجل العقيد الليبي معمر القذافي سيف الإسلام هجوما عنيفا على الدول الغربية التي تشارك في الحملة ضد النظام الليبي، متهماً إياها بالانتقام من والده، بسبب رفضه تسيير بعض مصالحها الاقتصادية.
مع اشتداد الطوق الذي يشكله الثوار الليبيون المدعومون بالغارات، التي ينفذها حلف شمال الأطلسي على معقل النظام الليبي في العاصمة طرابلس، أعلن سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي، في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي أجراها مساء أمس الأول، أن الدول الغربية محكوم عليها بالفشل في حملتها العسكرية التي تهدف إلى إسقاط القذافي، وغاراتها الجوية ضد القوات الحكومية جعلها "أهدافاً مشروعة".وأبلغ سيف الإسلام محطة "تي أف 1" التلفزيونية الفرنسية الخاصة أن والده لا ينوي مغادرة البلاد، في إطار مفاوضات لانهاء الصراع مع المعارضين الذين يريدون إنهاء حكمه المستمر منذ أكثر من أربعين عاما.وسُئل عما إذا كان لديه رسالة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فقال سيف الإسلام: "لن تكسبوا، لا توجد لديكم فرصة، فالفرصة معدومة لكي تكسبوا الحرب هنا، اذا كنت غاضبا منا لأننا لا نشتري طائرات رافال فيجب أن تتحدث معنا"، في إشارة إلى الطائرة الحربية الفرنسية التي تصنعها شركة داسو، والتي حاولت باريس بيعها لطرابلس قبل اندلاع الانتفاضة ضد القذافي.وأضاف: "اذا كنت غاضبا منا لأن صفقات النفط لا تسير بشكل طيب فعليك أن تتحدث معنا. المتمردون لن يعطوك أي شيء لأنهم لن يكسبوا".إلى ذلك، صرح نجل القذافي بأن السلطات الليبية مستعدة لتقديم تنازلات بشأن بعض المطالب الغربية، ولكنها ستقاتل من اجل ليبيا، مضيفا: "تريدون الديمقراطية؟ إننا مستعدون، تريدون انتخابات؟ إننا مستعدون، تريدون دستوراً جديداً؟ إننا مستعدون، وقف إطلاق النار؟ إننا مستعدون، ولكن الجانب الآخر يرفض طوال الوقت، ولكن أن تقولوا لوالدي اترك البلد، إنها دعابة، لن نستسلم ابدا، سنقاتل إنها بلدنا، علينا أن نقاتل من أجل بلدنا، وستكونون أهدافاً مشروعة لنا".قطع العلاقاتمن جهة أخرى، أعلنت الجريدة الرسمية التركية أمس أن أنقرة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة القذافي واستدعت سفيرها هناك.وتأتي هذه الخطوة بعد أن زار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بنغازي، معقل المعارضة في شرق ليبيا أمس الأول، وتعهد بتقديم مساعدات قدرها 200 مليون دولار للمجلس الوطني الانتقالي.وقال أوغلو: "إن الوقت قد حان كي يرحل القذافي عن ليبيا"، معلنا أن المجلس الوطني الانتقالي هو "الممثل الشرعي للشعب الليبي"، مؤكدا بذل الجهود من أجل تنفيذ "خارطة طريق" تدعو إلى وقف إطلاق النار وإلى اقرار فترة انتقالية في ليبيا. ومن المقرر أن يزور مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الوطني محمود جبريل أنقرة هذا الأسبوع، وتستضيف تركيا في وقت لاحق من الشهر الجاري، اجتماعا لمجموعة الاتصال الخاصة بليبيا.في غضون ذلك، التقى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، على هامش اجتماع مجلس الحلف الأطلسي وروسيا، حيث بحثا الأزمة الليبية.غارات أطلسيةفي غضون ذلك، أعلن التلفزيون الليبي العام أن غارات "الأطلسي" استهدفت أمس ميناء زوارة (غرب) ونقاط مراقبة "مدنية" في هذه المدينة التي تقع على بعد 120 كلم غربي العاصمة طرابلس، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى.وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بأن الغارة "الصليبية" استهدفت صباح أمس نقاط مراقبة في بني وليد على بُعد 180 كلم جنوب شرقي العاصمة طرابلس ما خلف العديد من القتلى والجرحى.من جهته، أفاد "الأطلسي" أمس باستهداف ثلاث عربات مسلحة في منطقة زوارة، كما نفذ غارات خصوصا على البريقة (800 كلم شرقي طرابلس)، حيث استهدف 19 موقعا عسكريا، وايضا في مصراتة (200 كلم شرقي العاصمة) وسرت (500 كلم شرقي طرابلس) وغريان (50 كلم جنوبي العاصمة الليبية).المهمة البريطانيةوفي سياق متصل، عادت القوات البحرية الملكية البريطانية أمس إلى قواعدها في بريطانيا بعد إنهاء مهمتها في ليبيا التي تم خلالها إزالة الغام زرعتها قوات القذافي على طول ساحل ميناء مصراتة.وذكر متحدث باسم القوات البحرية، في بيان صحافي، أن سفينة "أتش أم أس بروكلزبي" المضادة للألغام، و"على الرغم من التهديدات التي تلقتها بتنفيذ هجوم بصواريخ المدفعية وإطلاق النار عليها، فإنها استخدمت أشعة تحت الماء ونظاما للتخلص من الألغام (سي فوكس) لتحديد الألغام التي وضعت حديثا على بعد ميل واحد من مدخل الميناء".(بنغازي، طرابلس - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)