عبدالله السدحان وناصر القصبي يتناولان موضوعات جريئة في طاش 18
يتألقان في الأداء الكوميدي واستحضار الكراكترات السابقة مثل فؤاد وجعفر السوداني يحقق الثنائي الكوميدي عبدالله السدحان وناصر القصبي النجاح للمرة الثامنة عشرة في مسلسلهما «طاش» رغم العرض الحصري على mbc.
استطاع الثنائي الناجح عبدالله السدحان وناصر القصبي، أن يكونا في دائرة الأضواء، للعام الثامن عشر على التوالي، وشد انتباه المشاهدين نحو ما يقدمانه من موضوعات جريئة جداً، وبعض القصص الواقعية في إطار كوميدي.هذا العام هو الأكثر جرأة في فتح الباب على قضايا اجتماعية وأخرى تتعلق باستغلال الدين كستار أو قناع لتحقيق المصالح الشخصية وتكوين الثروات أو تحقيق مآرب أخرى من خلال التحليل أو التحريم.لم يقفا كالنعامة في مواجهة وكشف أقنعة بعض المحتالين والنصابين والمدعين، فكل حلقة من المسلسل عبارة عن ملف كامل ومكثف، وبمعالجة درامية تسهم في خلق جو من الإثارة. يعرف هذا الثنائي سر النجاح وخلطته، فالبحث عن الأفكار هو البداية ويستغرق وقتاً طويلاً، ومن ثم صياغتها درامياً في نسق فني متكامل، واللافت في الجزء الثامن عشر هو عدم الاعتماد على الديكورات والأثاث الفخم جداً الذي نجده في مسلسلاتنا الخليجية، إلا ما ندر ووفق الضرورة الدرامية. اختيار الحلقة الأولى كان موفقاً وذكياً وجريئاً، لتفتح الباب على مصراعيه عبر موضوعات يعتبرها البعض خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها أو التطرق إليها، وهذا ما لمسناه في الحلقات اللاحقة، حلقة البداية جاءت تحت عنوان "التعايش" التي تنبذ عمى التعصب والرأي المتشدد، فبهما يتمزق المجتمع وينقسم إلى فئات متناحرة، وتناولت لغة التكفير لدى البعض لكل من يخالفه الرأي، فالمتدين المتشدد يرى الليبرالي أنه كافر وعميل للأجانب، والليبرالي يرى أن الرجل المتدين إرهابي ومتطرف لا يعرف وسيلة غير العنف لفرض رأيه، وفي اتهامات متبادلة يدخلان السجن ومن هنا يتعرف كل واحد منهما على حقيقة الآخر، فالمتدين يساعد شخصا من ديانة أخرى، والليبرالي يؤدي فريضة الصلاة، وبالتالي تتبين الحقيقة ليتبدد الوهم المسيطر عليهما خصوصاً أنهما أولاد عم، ينفذان وصية جدهما في إدارة وحرث الأرض معاً ويعيشان بكل محبة واحترام، واللافت هنا ادخال خطاب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحث فيه على الوحدة الوطنية، وينبذ التعصب والتفرقة وتقسيم المواطنين إلى تصنيفات (علماني، ليبرالي، منافق، وإسلامي متطرف).ويستمر المسلسل في وضع اصبعه على الجرح، من خلال حلقة "شيك بشيك" التي تنتقد البيروقراطية في التعامل مع الشيكات من دون رصيد وإحالة الضحايا من هيئة إلى أخرى، مما أدى إلى تفشي هذه الظاهرة وازدياد عدد الضحايا، وفي المقابل أظهرت سرعة التعامل مع قضايا كهذه وحسمها في إمارة دبي.وفي حلقة "الأب الداشر"، يتم التطرق إلى الأب السكير الذي يجلب العار إلى ابنيه، فسمعته سيئة جداً في الحي، كما أنه يعاكس الخادمة ويتلصص عليها من فتحة باب غرفتها وهي نائمة، ولا يكتفي بذلك بل يدخل إليها لكن ابنه يلحق به قبل أن يعتدي عليها، الابن بدوره يمارس دور الأب على والده وينصحه بالابتعاد عن رفاق السوء، بيد أن ذلك الحزم لم يأت بحل، وتسهم سمعة والده السيئة في رفض زواجه من إحدى الأسر.أما حلقة "زيد أخو عبيد" فتوضح أن البنوك الإسلامية لا تختلف عن البنوك التجارية في التعاملات المصرفية والفوائد على القروض.وسلطت حلقة "كيدهن عظيم" الضوء على غيرة بعض النسوة، وما يترتب عليها من انتقام ودمار لهن وللأخريات، وذلك من خلال الأخوين "محميد" و"حمود" فزوجة الأخير "بدور" تسيطر عليها الغيرة من زوجة شقيق زوجها "أمل" لأنه يغدق عليها بالهدايا ويصطحبها معه في أسفاره، فقررت أن تنتقم منها بإقناع "محميد" بفكرة الزواج من أخرى بحجة أنه لا يزال شاباً، لكن انقلب السحر على الساحر فيتزوج "حمود" عليها من اختارتها بنفسها.استحضر الثنائي السدحان والقصبي "كراكترات" موجودة في الأجزاء السابقة مثل "أسعد عمر قلي" للنجم السعودي يوسف الجراح و"فؤاد" للقصبي في حلقة "السطو المسلح"، و"بوهزاز" السدحان و"بونزار" القصبي، والشخصية السودانية "جعفر" التي أبدع فيها القصبي في "ردد يا ليل".