سورية: الآلاف يردون على اقتحام باباعمرو بـ تسليح الجيش الحر
• تظاهرات حاشدة و«الأمن» يقتل 60 شخصاً • «الوطني» يطالب تركيا بإقامة «منطقة عازلة»
قُتِل 60 سورياً على الأقل أمس عندما فتحت قوات الأمن الموالية للرئيس السوري بشار الأسد النار على تظاهرات حاشدة خرجت تحت عنوان «جمعة تسليح الجيش الحر»، في خطوة بدت كأنها رد على خطة «الحسم العسكري» التي شهد حي باباعمرو أمس الأول إحدى محطاتها.رد عشرات الآلاف من السوريين أمس على خطة الحسم العسكري التي تقوم بها القوات الأمنية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، والتي شهد يوم أمس الأول إحدى محطاتها مع سيطرة القوات الموالية على حي باباعمرو في حمص، بتظاهرات حاشدة تحت عنوان «جمعة تسليح الجيش الحر».وأفادت التقارير أن القوات الموالية للأسد أعدمت أمس عشرة شبان في حي باباعمرو، في وقت قتل 50 شخصاً على الأقل برصاص الأمن في مناطق متفرقة من البلاد بينهم 10 قُتلوا خلال قصف بالهاون استهدف تظاهرة معارضة.ورغم كل ما حصل في مدينة حمص، خرج الآلاف في تظاهرات معارضة في حي الخالدية وفي بلدة الرستن المحاذية لحمص. كما خرجت تظاهرات في مدينة حلب وريفها وفي ريف دمشق وفي حي الميدان وفي حي برزة في العاصمة، وفي إدلب وريفها خصوصا في بلدتي بنش وكفرنبل.وفي السياق، ناشد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات السورية أمس احترام القانون الدولي بعد أنباء عن اعدام 17 شخصا بدون محاكمات بعد دخول القوات السورية الى حي باباعمرو.وقال المتحدث باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة روبرت كولفيل، إن المجلس وصلت إليه معلومات «تشير الى تنفيذ مجموعة من الاعدامات الرهيبة التي تمت دون محاكمات» في باباعمرو.الصحافيان الفرنسيانإلى ذلك، وصل الصحافيان الفرنسيان اديت بوفييه ووليام دانييلز الى باريس إذ تم إجلاؤهما بمساعدة من «الجيش الحر» مساء امس الأول من سورية الى لبنان. وكانت بوفييه اصيبت بجرح بالغ في ساقها خلال قصف الجيش الموالي للأسد على حمص.وأعلن «الجيش الحر» في بيان أمس مقتل عناصر منه خلال عملية إجلاء الصحافيين الاجانب الذين كانوا عالقين في حي باباعمرو في حمص، الى لبنان. وقالت «كتيبة الفاروق» التي تضم عناصر الجيش المنشق في حمص، في بيان انها «إيمانا منها بسمو رسالة الصحافة ونبل المهمة التي قام بها الاخوة الصحافيون (الاجانب) جنّدت مجموعات من خيرة الشباب لتولي عملية اجلائهم الى لبنان»، وأضاف ان «نخبة من رجال الفاروق الميامين استشهدوا خلال هذه المهمة». وكانت منظمة «آفاز» غير الحكومية التي ساعدت في إخراج الصحافي البريطاني بول كونروي الثلاثاء الماضي من سورية إلى لبنان، أفادت عن مقتل 13 ناشطاً سورياً يعملون معها في العملية.إلى ذلك، زعمت السلطات السورية انها عثرت أمس على جثتي الصحافيين، الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك، اللذين قتلا في مدينة حمص الأسبوع الماضي مدفونتين تحت التراب.وأشار مصدر رسمي سوري في بيان ليل الخميس- الجمعة إلى أنه «سيجري نقل الجثث إلى أحد المشافي في دمشق، حيث يقوم الطبيب الشرعي بفحصها وستقوم سورية بطلب الـ»دي ان ايه» من بلدانهم للمطابقة حتى تتمكن من تأكيد هوياتهم، ومن ثم تسليمها الى سفارات كل من بولونيا (نيابة عن الولايات المتحدة) وفرنسا وإسبانيا، بحضور ممثلين عن الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي». «المجلس الوطني»ودعا رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون أمس الدول الأجنبية إلى تسليح المعارضة السورية، وأعرب عن إحباطه من تعامل بريطانيا، الذي وصفه بالحذر، مع الأزمة في بلاده.وقال غليون في مقابلة مع صحيفة «دايلي تليغراف» نشرت أمس إن «بريطانيا وقوى غربية أخرى تنتهج الحذر في تعاملها مع الأزمة في سورية، على عكس الدول العربية مثل قطر والسعودية».وأضاف أن المجتمع الدولي «بطيء جداً ولا يزل صوته منخفضاً في سورية ويتحدث بالهمس ضد النظام الذي يقتل شعبه بوحشية كل يوم، ونحن نرحّب بالمواقف التي اتخذتها بريطانيا في وقت سابق، لكننا نعتقد أن صوتها صار أكثر هدوءاً الآن ولا نعرف الأسباب... وباتت حذرة جدا».وقال غليون (67 عاماً) إن إعلان «المجلس الوطني السوري» إنشاء مكتب استشاري عسكري «يهدف إلى توحيد الكفاح المسلح داخل سورية، لكي لا نواجه حالة من الفوضى تفتقد إلى سلسلة القيادة السليمة ويغيب فيه الانضباط بعد انهيار النظام السوري».واستقبل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس في إسطنبول وفداً من المجلس الوطني برئاسة غليون. وذكرت مصادر مطلعة في المجلس لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الوفد قدم لائحة مطالب إلى وزير الخارجية التركي، من بينها إقامة منطقة عازلة على الحدود قرب منطقتي إدلب وجبل الزاوية، بالإضافة إلى بحث التحضيرات الجارية لمؤتمر «أصدقاء سورية» في إسطنبول خلال مارس الجاري.ساركوزيوأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس أن بلاده قررت اغلاق سفارتها في دمشق للتنديد بـ»فضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وأشار ساركوزي إلى أن «ما يحصل فضيحة. هناك أكثر من ثمانية آلاف قتيل (من بينهم) مئات الأطفال، وحمص تواجه خطر الزوال. هذا أمر لا يمكن القبول به أبدا»، وتابع: «أبلغنا المجلس الوطني السوري بدعمنا، وسنواصل اتخاذ المبادرات في مجلس الأمن الدولي لإزالة عدد من العراقيل»، مؤكداً دعمه لـ»إقامة مناطق إنسانية على الحدود السورية على الأقل للسماح باستقبال الهاربين من اضطهاد النظام السوري الذي لا بد أن يرحل».بوتينمن ناحيته، نفى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس ان تكون روسيا تقيم «علاقة خاصة مع سورية» مشيرا إلى أنها تتخذ «موقفا مبدئيا» من تسوية هذا النوع من النزاعات. وأوضح بوتين موقف بلاده الذي «يقضي بألا نشجع على نزاع مسلح وبأن نحمل الأطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لإطلاق النار».في سياق آخر، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان أن «معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة مع سورية في عام 1980 تلزم الطرفين بإجراء مشاورات، لا تقديم مساعدات عسكرية»، مضيفاً أن «المعاهدة مازالت سارية وتلزم الجانبين بإجراء مشاورات عاجلة بهدف تنسيق مواقفهما إذا تعرض أمن أي منهما للخطر أو ظهور تهديد للأمن والسلم العالميين».(دمشق، بروكسل - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)