شنهو اللي تغير في الكويت؟

نشر في 02-09-2011
آخر تحديث 02-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي لا شك أن هناك تغيرا في البناء والتعمير: مناطق ومدن جديدة، عمارات شاهقة، مجمعات سكنية وتجارية، وهذا شيء طبيعي ومنطقي في دولة تتصف بالثراء، لكن ما يحزن ويؤلم وجود تغيير في نوع آخر، تغيير في نفسية المواطن الكويتي، كانتشار الحسد والحقد والنميمة، والفرز الطائفي والعنصري والقبلي، والفرز الديني.

على شاطئ الخليج العربي في مدينة الكويت جلست مع مجموعة من الأصدقاء، من بينهم عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في البلاد، وكان محور الحديث الديمقراطية الكويتية ما لها وما عليها، وفجأة سألني سعادة الصديق العزيز سفير مملكة هولندا في الكويت: "عزيزي يوسف بعد غياب عن الكويت فترة من الزمن تجاوزت الثلاثين عاما، يا ترى ماذا تغير عليك في البلاد؟ وكيف وجدت الكويت؟".

لم أفكر كثيرا في الجواب، فلا شك أن هناك تغيرا في البناء والتعمير: مناطق ومدن جديدة، عمارات شاهقة، مجمعات سكنية وتجارية، وهذا شيء طبيعي ومنطقي في دولة تتصف بالثراء، لكن ما يحزن ويؤلم وجود تغيير في نوع آخر، تغيير في نفسية المواطن الكويتي، كانتشار الحسد والحقد والنميمة، والفرز الطائفي والعنصري والقبلي، والفرز الديني: سلفي حدسي، ليبرالي، وغيرها كالرشوة والفساد وقائمة طويلة من المثالب التي أنشبت أظفارها في جسد الوطن حتى أصابته بالإعياء وعدم القدرة على الحركة.

ومن أجل هذا الردح الإعلامي نشأت فضائيات وصدرت صحف ومواقع إلكترونية، ولو سألتني: وهل الحكومة طرف في الموضوع أو أنها تشجع على هذا الردح وزيادة المثالب لاحترت في الإجابة؟ إن قلت: نعم، فما الدليل؟ وكيف نثبت ذلك؟ وإن قلت: لا، فلن أجد من يصدقني.

ولكن لا شك أن هناك من يستفيد من هذا الوضع، فهناك جماعات وكتل وأشخاص وجدوا في الوهن الذي أصاب الوطن فرصة للبروز والظهور، فأصبحت الساحة مهيأة لهم للتحرك بعد أن كانت عصية عليهم في الزمن الجميل، في كويت الماضي، ويتساءل المرء: "لماذا غابت الأشياء الجميلة من حياتنا؟ وين أزرق جاسم وفيصل والحوطي؟ وين شادي الخليج والصولة والديكان؟ وين تلفزيون الكويت والمايسترو الرائع محمد السنعوسي والمبدع رضا الفيلي؟ وين... وين...؟"، وقائمة طويلة من الأشياء الجميلة.

"بس ما نقول إلا":

آه يا زمان أول آه يا فريجنا

وربعنا الطيبين

آه على سنين مضت

آه يا ألم في قلبي دفين

وين غابت البسمة

ليش ضاعت الضحكة

وين هذاك الرنين

عز الوفاء بين الناس

وناخت الديرة

من كثر الأنين".

إنه ليس بكاء على الأطلال فالزمن الجميل، ومن فيه ما هم إلا نجوم أضاءت ولا تزال تضيء سماء الكويت بالحب والطيبة والوفاء والإخلاص، إننا نبكي على الحاضر ولكنها سنّة الكون.

فقطار الحياة يسير، وهناك من يترجل في بعض المحطات، وهناك من يصعد ويستمر القطار في المسير، ولكن ما يؤلم أن قطار التطور عندنا يسير إلى الخلف.

والآن صديقي سعادة السفير: هل عرفت ماذا تغير في الكويت؟

back to top