الأمير: أمام دولنا عمل شاق ومسؤوليات عظيمة لمواجهة التحديات بإرادة جماعية

نشر في 22-11-2011 | 15:50
آخر تحديث 22-11-2011 | 15:50
No Image Caption
برعاية وحضور أمير البلاد، افتتحت أمس أعمال منتدى المستقبل الثامن لمجموعة دول الثماني والشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، ألقى سموه كلمة شدد فيها على مسؤولية الدول إزاء مواجهة التحديات برؤية واضحة.
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد أن "أمام دولنا عمل شاق ومسؤوليات عظيمة تقتضي منا جميعاً مواجهة التحديات بإرادة جماعية وبرؤية واضحة لأهدافنا وخلق آليات تعاون ودوائر حوار لتحقيق عمل مشترك".

وقال سمو الأمير في كلمته أمام منتدى المستقبل الثامن لمجموعة دول الثماني والشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا على مسرح قصر بيان أمس إن "أبناءنا الشباب وبناتنا الشابات هما الركيزة الأساسية للحاضر والمستقبل وتقع علينا مسؤولية إعدادهم للمساهمة الفعالة لخدمة وبناء أوطانهم والعمل من اجل رفعتها وازدهارها".

وشدد سموه على أن "الاستثمار الأشمل والأفضل والأطول أمدا وربحا على كافة الأصعدة هو الاستثمار في الشباب وفي تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم وخلق فرص العمل اللازمة لهم لتحقيق ذواتهم وطموحاتهم".

وفي ما يلي نص كلمة سمو الأمير:

"يسعدني وانا افتتح اعمال منتدى المستقبل الثامن ان ارحب بكم في دولة الكويت، متمنين لكم طيب الاقامة ولاجتماعكم كل التوفيق والنجاح وان يحقق تعاونكم ما نصبو اليه جميعا من تقدم ورقي لمجتمعاتنا كما يسرني ان تأتي رئاسة دولة الكويت وبمشاركة مع الجمهورية الفرنسية الصديقة لهذا المنتدى الهام في ظل انطلاقة احتفالية دولة الكويت الخاصة بمرور خمسين عاما على اصدار الدستور الكويتي الذي جاء انطلاقا من الايمان الراسخ بالديمقراطية والحرية والمشاركة الحقيقية في اتخاذ القرارات بهدف تحقيق مزيد من الرخاء والتقدم وترسيخ دعائم الامن والاستقرار في البلاد.

ضيوفنا الكرام..

ينعقد هذا المنتدى لهذا العام في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية يشهدها العالم كما تشهدها منطقتنا في الوقت الراهن، وإننا على ثقة بأن دولنا قادرة على تجاوز تلك الظروف عبر التطوير والتجديد في أساليب معالجتنا لمشاكلنا آخذين في الاعتبار التطلعات المشروعة لشعوبنا ومركزين على التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وهو ما يتطلب تضافر الجهود والتعاون البناء والتنسيق بين دولنا لتحقيق الأمن والاستقرار.

إن أمام دولنا عمل شاق ومسؤوليات عظيمة تقتضي منا جميعا مواجهة التحديات بإرادة جماعية وبرؤية واضحة لأهدافنا وخلق آليات تعاون ودوائر حوار لتحقيق عمل مشترك يفتح المزيد من آفاق التواصل بين دولنا ولعل منتدانا هذا يعبر عن أحد أوجه هذا التواصل والانفتاح على تجاربنا.

الركيزة الأساسية

ضيوفنا الكرام..

مما لاشك فيه أن أبناءنا الشباب وبناتنا الشابات هما الركيزة الأساسية للحاضر والمستقبل وتقع علينا مسؤولية إعدادهم للمساهمة الفعالة لخدمة وبناء أوطانهم والعمل من اجل رفعتها وازدهارها فالاستثمار الأشمل والأفضل والأطول أمدا وربحا على كافة الأصعدة هو الاستثمار في الشباب وفي تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم وخلق فرص العمل اللازمة لهم لتحقيق ذواتهم وطموحاتهم.

ضيوفنا الكرام..

إننا نؤمن بأن تضافر جهودنا وتعاوننا الايجابي سيؤدي الى نجاحنا في مواجهة التحديات بإصرار أكيد وعزم لا يلين وإن علينا كدول أن نقف جميعا متضامنين دفعا لنهضة مجتمعاتنا وتطورها عبر دعم التواصل والحوار الدائم بين مكونات المجتمعات من مؤسسات المجتمع المدني وقطاعات الأعمال والمؤسسات الحكومية بحيث يكون نصب أعيننا الوصول للتعاون الأمثل بما يحقق ما نتطلع اليه من تقدم واستقرار ورخاء.

انني أنتهز هذه المناسبة للاعراب عن وافر الشكر لكافة مؤسسات المجتمع المدني وقطاعات الاعمال التي شاركت خلال الفعاليات التمهيدية لأعمال هذا المنتدى التي جسدت حرصها على المساهمة في نمو وازدهار مجتمعاتنا.

كما لا يسعني في الختام إلا ان أجدد الترحيب بكم مرة اخرى متمنيا لاجتماعاتكم كل التوفيق والسداد وتحقيق الاهداف المرجوة من عقد هذا المنتدى".

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي وكبار الشيوخ ونائب الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح وكبار المسؤولين بالدولة.

الحراك الثقافي

من جهته، رفع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اسمى آيات الامتنان والعرفان لتفضل سمو أمير البلاد برعاية الحفل، مشيرا الى أن هذه "الرعاية الغالية ستدفعنا جميعا لتحقيق الاهداف الطموحة للمنتدى والارتقاء بمضامينه القيمة والسمو برسالته النبيلة متعهدين لسموكم بتضافر كافة الجهود من اجل صالح وتقدم شعوب دولنا والعالم".

واعرب الخالد في كلمته لوزراء خارجية ورؤساء وفود الدول المشاركة وممثلي منظمات المجتمع المدني عن عميق الشكر والعرفان لحضورهم وتفاعلهم البناء مع محاور المنتدى "مغتنما هذه الفرصة لأثمن وبتقدير عال شراكة الجمهورية الفرنسية لدولة الكويت في تنظيم وإدارة المنتدى ومعبرا عن جزيل الشكر لمعالي الصديق الان جوبيه وزير الدولة ووزير الخارجية وجميع زملائه في فريق المنتدى على ما بذلوه من جهد مشهود سيتجسد نجاحا باذن الله في اعماله ونتائجه الختامية".

وقال الخالد ان الدورة الثامنة للمنتدى امام جدول زاخر بالموضوعات وغني بالمضامين عملت عليه حكومات الدول المشاركة ومؤسسات مجتمعاتها المدنية وذلك على مدار سنة كاملة من خلال ورش عمل تناولت ثلاثة موضوعات رئيسية موضوع المساواة بين الجنسين موضوع المدخلات الاقتصادية والاجتماعية، وموضوع بناء الديمقراطية ودور الشباب والمجتمع المدني فيها حيث خرجت تلك الورش بالعديد من التصورات والتوصيات الهامة ستكون وبلا شك محل نقاش مستفيض بين المجتمعين، معربا عن تطلعه "بكل التفاؤل الى أن يقود هذا التلاقح الفكري بين ممثلي الحكومات وممثلي منظمات المجتمع المدني الى تقارب في الرؤى من شأنه تهيئة السبل للسير في بناء غد واعد لاجيالنا الحاضرة والقادمة".

الدستور الكويتي

وأوضح الخالد أن دولة الكويت التي تتشرف باحتضان فعاليات هذا المنتدى تمتلك ارثا عريقا وغنيا في مجال منظمات المجتمع المدني فقد آمنت قيادة وشعبا ومنذ بواكير نهضتها بدور المنظمات الاهلية والشعبية في خدمة المجتمع حيث شهد بدايات القرن الماضي نهوض العديد من الاندية والجمعيات الثقافية والادبية وقد شكلت آنذاك استجابة طبيعية لنهم الناس تجاه الحراك الثقافي المتنامي في مجتمعهم الصغير وتفاعلهم مع الاحداث السياسية والاقتصادية في محيطهم القريب والبعيد، ويعزز من كل ذلك انفتاح الفرد الكويتي على الاخر عبر امتهانه ركوب البحر وارتياده سواحل آسيا وافريقيا مطلعا ومتفاعلا مع حضارات الشعوب الاخرى مما انعكس خيرا وتنوعا على العديد من مناحي حياته وسبل عيشه.

وأضاف "جاء الدستور الكويتي في عام 1962 ليظلل بمظلته الدستورية والقانونية منظمات المجتمع المدني فأعطى الافراد والتجمعات الحرية الكاملة في انشاء الجمعيات والنقابات المهنية التي اضحت اعمالها وانجازاتها منارة وضاءة في تاريخ المجتمع الكويتي".

وتطرق الى ما شهدته الساحة في عدد من الدول العربية وخلال اقل من عام العديد من التحولات والمتغيرات التي تهدف الى تحقيق مطالب شعوب المنطقة في العيش بأمن وتقدم وازدهار وظلال من الحرية والعدالة والمساواة، مضيفا أن الجميع يتابع بقلق بالغ ما يحدث في كل من سورية واليمن آملين وبكل الحرص ان ينعم على هذين البلدين الشقيقين بوافر الامن والاستقرار مؤكدين احترامنا الكامل لارادة الشعوب واختياراتها.

وقال خالد "ويحضرني في هذا السياق الخطاب السامي الذي تفضل به سموكم بمناسبة الذكرى الخمسين على اصدار الدستور الكويتي واقتبس: "يقتضي الامر في هذه المناسبة العزيزة ان استذكر بكل التقدير والاعتزاز كل من سبقنا وأعد لنا ضمانة حقيقية ومستقرة واغنانا عما نشهد في محيطنا العربي ما يعني ان نظرة واضعي الدستور كانت بعيدة المدى في تكريس النهج الديمقراطي وتأطيره حتى بات منهجا تلقائيا وسمة حضارية لمجتمعنا الكويتي" انتهى الاقتباس.

back to top