المجلس السوري ودروس المنصف المرزوقي

نشر في 31-12-2011
آخر تحديث 31-12-2011 | 00:01
No Image Caption
 يحيى علامو تتعدد مهام مجالس المعارضة أو الهيئات الممثلة لها إبان الثورات أو الانتفاضات، وتتعدد أساليبها لإحداث التغيير المطلوب وذلك من خلال برنامج وطني استيعابي يحتضن كل شرائح المجتمع، وهذا يستلزم بالضرورة إسقاط كل الأجندات، بل كل الاجتهادات المتعارضة مع البرنامج لكي لا يستبدل السيئ بالأسوأ، وحتى لا تكون شرعية المعارضة محل شك ومجالا للاستفهام.

مهام جسام ملقاة على عاتق المعارضة السورية عموما بسبب تشعبات الوضع السوري الإقليمي والدولي، وبسبب حساسية التنوع المجتمعي السوري؛ إضافة إلى إفرازات النظام خلال العقود الماضية على الصعد كافة.

وهذا يستلزم تكتيكاً نوعياً أساسه الوعي وحكمة التفكير، وخاصة عندما يحتوي النسيج المعارض على مكوّن مثير للحساسية بسبب تجاربه السابقة مع النظام، فعندها يستلزم الأمر خارطة طريق تبعث الطمأنينة على السلامة الوطنية والأخلاقية للنسيج.  انعقاد المؤتمر الأول للمجلس السوري في تونس كان صائبا، لأن الثورة التونسية تعتبر قدوة ونموذجاً يحتذى به، ولا بأس من المجلس السوري أن ينهل من غنى تجربتها وثقافة قادتها والتي أدت إلى إنجاز مهامهم الثورية والبنيوية بأقل الخسائر وبأعلى المعايير الحضارية، وبالتالي رعاية الرئيس المرزوقي للمؤتمر وتخصيصه بكلمة حكيمة المعنى والمضمون علها تجد آذانا صاغية من المؤتمر وخاصة لدى صقور التدخل الخارجي، وعلها أيضا تخمد هيجانهم الإقصائي وتطلعاتهم الخارجية والتي لم تهدأ منذ إنطاكية حتى الآن دون البحث عن طرق أخرى للتغيير.

الغرب احتضن أكثر المعارضين السوريين والتونسيين ولكن الفرق بينهم كالفرق بين الاستقراء والاستقواء، وبين الثقافة والأجندة، وهذه إحدى معوقات الحراك السوري التي أخرت الحسم وأوصلت الشارع المتحرك إلى الإحباط من جراء سقوط الحلم الخارجي  وعدم سقوط المبشرين به، والعسكرة الحاصلة خير دليل على ذلك.

القيادة حكمة وتجربة ومسؤولية، والخلفية الأكاديمية أو الصفة العلمية مهما ارتفعت تعتبر عاملا مساعدا، وليست شرطا لازما للقيادة لأن الثورات أو الحركات الثورية تحتاج إلى قيادات متمرسة بالعمل النضالي وملتصقة بالواقع، ومن هنا تأتي أهمية التجربة النضالية لمعارضي الداخل-هيئة التنسيق الوطنية التي افتقدها المجلس لغاية في نفس يعقوب، والتي كانت على الأقل صوبت بعض الأخطاء، وحافظت على سلمية الحراك المتجهة حاليا إلى العسكرة كما أكدته صحيفة "الغارديان".

كم كنت أتمنى أن يبث لنا السيد غليون بشرى توحد المعارضة وإنجاز الملف الداخلي بشكل وطني عوضا عن بشرى تسليم الإدارة الأميركية خطة التدخل العسكري المحكمة والشاملة والمعدة من قبل المجلس- جريدة الرأي الكويتية- ولا ندري هل أخذت الخطة بالاعتبار أمن إسرائيل أم تركت مفتوحة "للناتو" ليحدد إطارها؟

back to top