الجيش السوري ينتشر في قرية خربة الجوز الشمالية الحدودية ويغلق طريقاً يوصل إلى تركيا... والمئات يفرون إلى هاتاي

نشر في 23-06-2011 | 17:58
آخر تحديث 23-06-2011 | 17:58
No Image Caption
إضراب المعارضة ينجح جزئياً... واستعدادات كثيفة لـ «جمعة سقوط الشرعية»

شهدت الحدود السورية التركية أمس توتراً ملحوظاً مع انتشار عسكري سوري على قرى حدودية ما دفع المئات من النازحين الذين كانوا يقيمون في تلك القرى المحاذية لخط الحدود إلى العبور إلى داخل الأراضي التركية. جاء ذلك في وقت نجحت المعارضة السورية أمس جزئياً في الإضراب العام الذي دعت إليه للمرة الأولى في كل أنحاء البلاد، في وقت كثف الناشطون استعداداتهم للتظاهر اليوم تحت اسم «جمعة سقوط الشرعية».

في خطوة قد تزيد التوتر بين أنقرة ودمشق، وصلت الدبابات والقوات السورية اليوم إلى مشارف الحدود التركية وانتشرت في قرية خربة الجوز، دافعة مئات السوريين المتجمعين منذ أسبوعين على طولها إلى العبور إلى تركيا.

وأفاد ناشط حقوقي بأن الجيش السوري تدعمه دبابات دخل قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية، حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.

ومن الجانب التركي من الحدود، أفاد شهود أتراك بأنهم رأوا دبابات وجنودا سوريين يصلون الى مشارف الحدود. وقال أحد سكان بلدة غوفيتشي انه رأى جنودا يمرون عند هضبة تبعد اقل من كيلومتر عن الحدود.

وأفاد صحافي من "فرانس برس" بأن علما تركيا كان وضعه اللاجئون السوريون قبل ايام على مبنى عند هذه الهضبة عربون امتنان لتركيا التي استقبلت الآلاف منهم، تم استبداله بعلم سوري.

وأدى تقدم الجيش الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية الى فرار المئات الذين نزحوا منذ ايام ودخولهم الى تركيا.

فرار المئات

وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود وأصبحوا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.

وقد أحاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الارجح لتنظيم نقلهم الى خمس مخيمات للاجئين السوريين أقامها الهلال الاحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا)، التي تستقبل بالفعل 10200 سوري. كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك.

من جهته، اشار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي الذي وصل الى غوفتشي الى دخول أكثر من 600 سوري الى تركيا. وقال "نشهد نشاطا متجددا على الحدود"، موضحا أن "اكثر من 600 شخص وفدوا اليوم"، وأكد ان "عدد السوريين يبلغ 11 ألف لاجئ حاليا في تركيا".

وأضاف رئيس الهلال الاحمر التركي الذي كان يتحدث الى القناة الاخبارية التركية "خبرتورك" ان "منظمته قادرة نظريا على رعاية 250 ألف لاجئ".

ويتجمع آلاف النازحين السوريين في مخيمات على شكل "قرى" تضم مئات الاشخاص على ارض تشكل شريطا ضيقا يبلغ عرضه مئات الامتار وطوله عدة كيلومترات يمتد على طول الحدود.

وكان النازحون قد تلقوا تأكيدات من السلطات التركية ان بإمكانهم عبور الحدود المحددة بصف من الاسلاك الشائكة في حال تعرضهم للخطر.

وسمع إطلاق عيارات نارية بأسلحة خفيفة ودوي انفجارات الثلاثاء الماضي عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يوجد آلاف النازحين السوريين الهاربين من القمع.

تحركات تركية

وعلى أطراف محمية غوفتشي الصغيرة، وضعت القوات التركية اكياسا من الرمل وثبتت مناظير عالية الدقة على حوامل كما لاحظ مراسل وكالة "فرانس برس". وعمدت القوات التركية الى نصب علم تركي عملاق على رأس التلة المشرفة على القرية.

وأشار مهرب تركي على علاقة وثيقة مع اقارب في الجانب السوري في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" إلى ان "المدرعات السورية كانت متمركزة في قرية خربة الجوز (شمال غرب) بينما كانت وحدات من الشرطة تقتحم المزارع أسفل القرية على بعد حوالي 500 متر من الحدود".

إغلاق طريق

إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بأن قوات من الجيش السوري انتشرت أمس على طريق رئيسي من مدينة حلب التجارية إلى تركيا مع امتداد الاحتجاجات الى المناطق الحدودية.

داوود أوغلو

وأجرى وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو امس اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري وليد المعلم لمناقشة التحركات على الحدود التركية.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن مصادر دبلوماسية أن داوود أوغلو اتصل بالمعلم وناقش معه التحركات عند الحدود التركية – السورية، والتطورات الأخيرة في سورية وعبور السوريين عند الحدود إلى تركيا.

وقال الدبلوماسيون إن داوود اوغلو اتصل أيضاً بمسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وبحث معها التطورات الأخيرة في المنطقة والمساعدات التي تم تقديمها للاجئين السوريين.

وفي باريس، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً أعربت فيه عن "القلق الشديد" من تصاعد التوتر عند الحدود السورية - التركية، وقالت إن آلاف السوريين فروا من "القمع الوحشي" الذي تمارسه السلطات إلى تركيا.

الإضراب

يأتي ذلك، في حين نجح الإضراب الذي دعا ناشطون اليه في جميع المدن السورية اليوم بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات الدموية ضد النظام السوري الذي لجأ الى العنف لقمعها.

وكان ناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك دعوا إلى "الاضراب العام في كل المناطق والمدن السورية".

وذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس أن "تلبية جزئية جرت في بعض المدن لهذه الدعوة".

وأشار إلى أن "بعض المحال التجارية اغلقت في دوما والمعضمية (ريف دمشق) والأحياء الجنوبية في بانياس (غرب) وبعض قرى درعا (جنوب)، بالاضافة الى بعض المحال في القامشلي (شمال شرق)". كما استجاب للاضراب "بعض المحال في حمص وحماة (وسط) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب)".

"جمعة سقوط الشرعية"

وأفاد مصدر معارض بأن الناشطين المعارضين كثفوا استعداداتهم للتظاهرات التي ستُجرى غدا تحت اسم "جمعة سقوط الشرعية".

وتوقع المصدر أن تكون التظاهرات غدا حاشدة خصوصا في دير الزور وحمص رغم الاجراءات الأمنية القاسية التي اتخذتها السلطات.

من جهة ثانية، أشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي الى "استمرار السلطات السورية في استعمال القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية ولجأت إلى اعتقال العشرات في حلب (شمال) ودير الزور (شرق) وريف دمشق وادلب (شمال غرب)".

العقوبات الأوروبية

وتبنّت بلدان الاتحاد الأوروبي امس رسميا مجموعة جديدة من العقوبات ضد سورية بسبب استمرار قمع التظاهرات، تشمل سبعة أشخاص هم اربعة سوريين وثلاثة إيرانيين، فضلا عن اربع شركات، كما ذكر دبلوماسيون.

وبعد استهداف 23 سورياً، بينهم الأسد وأفراد من الدائرة المقربة منه، تمت إضافة الاسماء السبعة الجديدة ليتم تجميد أرصدتهم وفرض حظر سفر عليهم، بحسب الدبلوماسيين.

ويُتهم الإيرانيون الثلاثة بتقديم دعم عسكري لدمشق في قمعها للتظاهرات.

back to top