سمو الرئيس...رسالة من مواطن

نشر في 09-08-2011
آخر تحديث 09-08-2011 | 22:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي سمو رئيس مجلس الوزراء... أطيب التحية وجل الاحترام وبعد... لا يشك أحد في إخلاصكم وحبكم للكويت وأهلها... ولا يشك أحد في ما تتمتعون به من خبرة متراكمة على فترات واسعة من الزمن وفي مجالات مختلفة اكتسبتم من خلالها قدرة على إدارة الأمور وقيادة الدفة، فبدأتم بالتدرج في العمل الدبلوماسي حتى الوصول إلى عمادة السلك الدبلوماسي في طهران في عصر الشاه عندما كانت إيران رقماً صعباً في التحالف الأميركي الأوروبي، وقد تشرفت بالاستماع من سموكم عن بعض تلك الفترة... ثم أصبحتم وزيراً للإعلام فوزير دولة للشؤون الخارجية ثم وزيراً للديوان الأميري في فترة حكم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، فلم يأتِ اختيار سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لسموكم لترأس الحكومة من فراغ.

سمو الرئيس... لقد ألقى القدر على كاهلكم قيادة السلطة التنفيذية في البلاد في فترة من الزمن تشهد فيها منطقتنا عواصف سياسية وتحولات اجتماعية وثورات شبابية تطالب بالتغيير في الأساليب والأنظمة، فاسمح لي سموكم أن أخاطبكم كمواطن كويتي محب لوطنه يستمع لبعض ما يدور ويرى بعض ما يحدث، فالأوضاع في البلاد لا تسر، والحديث خرج من مجال الهمس إلى مجال العلن... وفي اعتقادي أن زمن التغيير في نمط الحياة والعمل قد حان أوانه، لذا فإني أتمنى من سموكم أن "تقط البشت" وتقوم بزيارات مفاجئة إلى كل وزارات ومؤسسات الدولة ومناطق الكويت المختلفة وإلى شوارع مدينة الكويت القديمة، وإلى الشوارع الخلفية في السالمية وحولي والجابرية وخيطان وغيرها.

أتمنى أن تقوم بزيارات مفاجئة بدون حرس ظاهر أو مراسم أو إبلاغ مسبق إلى مستشفيات الكويت التي لم تتغير منذ عقود... زيارات إلى المراكز الصحية والحدودية والمدارس وغيرها من منشآت الدولة التي لم تعرف حتى الآن أن هناك ثورة في الأجهزة والمعدات الحديثة.

أتمنى أن ترى الواقع كما هو، لا كما تصوره لكم التقارير واللجان الرسمية، لا تستمع إلى ما يقدمه بعض المستشارين والخبراء والمسؤولين الذين قد تكون توجهاتهم ترتبط بأجندة لتكتل أو جماعة أو طائفة فلا تأتي مصلحة الوطن في الأولوية.

أرجو أن تقوم بزيارة لما يسمى مجازاً مطار الكويت "الدولي".

أتمنى أن تقوم بزيارة دواوين أهل الكويت البسطاء وليس بعضها، لتستمع إليهم وهم يتكلمون بكل عفوية بعيداً عن اختيار الكلمات أو العبارات يتكلمون بكل الحب والتقدير عن أسرة آل الصباح وعلى رأسها "الشيخ العود"، حفظه الله ورعاه، فتشعر بمقدار الحب والولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة، لتشعر بمدى خوفهم وجزعهم على هذا الوطن الذي سكن وجدانهم جيلاً بعد جيل.

أتمنى أن تكون الكفاءة والإخلاص في العمل هي معيار تولي المراكز القيادية في البلاد.

أتمنى أن تتغير "الكليشة" التي تتكرر على مسامعنا آلاف المرات "اجتمع مجلس الوزراء واطلع على الرسائل والتقارير الواردة.. وقرر تكوين لجان تحقيق... ثم رحب... ثم هنأ وشكر وانتهى التقرير".

أتمنى أن نتقدم إلى الماضي ونعود إلى المستقبل، كويت السبعينيات عندما كنا نقود مواكب الحضارة والتقدم والبناء في المنطقة بأسرها وفي جميع المجالات بلا استثناء.

سمو الرئيس... أنا على يقين أن أغلب ما ذكرته لا يدخل في صلب مهامكم المباشرة فهناك وزارات وإدارات ومؤسسات مسؤولة عن المتابعة، ولكن إن كان هناك قصور فلابد من التنبيه والمحاسبة وهذا في اعتقادي من صلب مهامكم... ونشير هنا إلى قول الخليفة الراشد عمر الفاروق: "لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها لم تصلح لها الطريق".

سمو الرئيس لأن تأخرنا عن التطور كان غير عادي فمن الواجب أن يكون تطورنا غير عادي بقرارات ومشاريع غير عادية كمدن سكنية تخرج عن النطاق المألوف بشوارع وبحيرات وجسور وأنفاق، وإنشاء مدن طيبة تنافس أرقى المدن الطبية في العالم، ودعوة الشركات الكبرى لإقامة صناعات كقطع الغيار أو الأجهزة الإلكترونية وغيرها لتكون رافداً لمدخول النفط وغيرها من مشاريع ورؤى طموحة... قد يقول البعض إنها أحلام، لكنها قابلة للتطبيق متى وجدت الإرادة وقرارات بحجم التحدي تبدأ أولاً بمراجعة القوانين التجارية التي مازالت تستخدم الروبية الهندية!

لسموكم كل الحب والتقدير والله يحفظكم.

back to top