السمكة نيمو في خطر!

نشر في 02-02-2012 | 14:36
آخر تحديث 02-02-2012 | 14:36
أجرت مجموعة من العلماء الكنديين والأميركيين أبحاثاً تتعلق بالأسماك، فتبين لها أن الجمال واللطف لا يكفيان للبقاء على قيد الحياة في عالم البحار الحقيقي.

مَن لا يحب ذلك الكائن البحري اللطيف في فيلم Finding Nemo (العثور على نيمو)؟ نرى في هذا الفيلم سلحفتي البحر كراس وسكويرت، السمكة الزرقاء دوري، القرش الأبيض الكبير بروس، وبالتأكيد سمكة المهرج نيمو.

في الفيلم، تواجه هذه الشخصيات خطر الأسماك المفترسة، قنديل البحر بقوائمة اللاذعة، حتى سمكة أبو شص ذات الأسنان الحادة. لكن لو كان نيمو سمكة حقيقية تعيش على طول الحيد المرجاني العظيم في أستراليا، بدل العالم الذي ابتكره فنانو ديزني وبيكسار، فهل كانت هذه الكائنات البحرية ستبقى على قيد الحياة؟

يواجه نحو 16% من الـ1568 من الأنواع التي ترتبط بشخصيات تظهر في فيلم Finding Nimo خطر الانقراض، وفق دراسة أجراها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وجامعة سيمون فرايزر الكندية.

في هذا الفيلم، الذي عرض عام 2003 وحاز جائزة أوسكار، يسعى مارلين بدأب إلى إنقاذ ابنه نيمو بعدما علق في حوض للأسماك. يبدو أن Finding Nimo قد فاقم المشاكل التي تعاني منها هذه الأسماك في العالم الحقيقي. فبعد أن شاهد الأولاد هذا الفيلم، صار كثر منهم يريدون سمكة برتقالية براقة مخططة بالأبيض. لذلك، أفرط الناس في اصطياد أسماك المهرج في الأحياد المرجانية في أستراليا ودول أخرى حول العالم لسد هذا الطلب المتزايد.

صحيح أن الدراسة لا تشير إلى أن سمك المهرج معرض لخطر الانقراض راهناً، إلا أن 18% من الأنواع التي شملتها الدراسة ترتبط بفيلم Finding Nemo (تشمل هذه المجموعة أيضاً أسماك damselfishes)، وتواجه خطر الاختفاء.

الإنسان وأفعاله

كثير من هذه الحيوانات مهدد بسبب الإنسان وأفعاله. فتُستهلك أسماك قرش كثيرة لاستعمالها في الطبق الآسيوي الفاخر، حساء زعانف السمك. أما حصان البحر، فيشتريه هواة جمع الأغراض ليضيفوه إلى مجموعاتهم. في المقابل، تتعرض مناطق التعشيش الخاصة بعدد من الأنواع الأخرى، مثل سلاحف البحر، للتخريب لأن الناس صاروا اليوم يمضون أوقاتاً أطول على شواطئ هذه الحيوانات.

علاوة على ذلك، أظهر مسح للحيوانات التي تشارك في الحوار في Finding Nemo الوضع الفعلي لكثير من هذه الأنواع. يواجه أكثر من نصف أسماك القرش المطرقة (شخصية أنكور في الفيلم) خطر الانقراض، وفق هذا التقرير، وليست أنواع السلاحف البحرية كافة أفضل حالاً.

يذكر نيل هامرشلاغ، بروفسور مساعد في جامعة ميامي يدرس أسماك القرش، أن كثراً لا يعرفون أن سمك القرش مهدد بالانقراض. كتب هامرشلاغ في إحدى رسائله الإلكترونية: «أسماك القرش من أشهر حيوانات المحيطات، لكن على رغم مكانتها الأسطورية، يجهل عدد كبير من الناس أنها تواجه خطر الانقراض بسبب الإفراط في صيدها».

اضطر العلماء الأربعة، الذين أعدوا هذه الدراسة عن فيلم Finding Nemo، إلى المكوث طويلاً أمام شاشة التلفزيون. فقد شاهد كل منهم هذا الفيلم من أربع إلى خمس مرات للتأكد من أنهم لم يغفلوا عن أي تفصيل. لكن نيكولاس دولفي، الذي شارك في وضع هذه الدراسة، يؤكد أنه كوّن فكرة أفضل عن الفيلم، بعدما كان قد شاهده للمرة الأولى قبل ثماني سنوات. ويشير دولفي إلى الصراع الذي خاضه القرش بروس ليفي بوعده بالتوقف عن أكل السمك، قائلاً: «حاولوا تصوير القرش بطريقة أكثر إيجابية من المعتاد. لكنهم صوروا ضعف هذا النوع من الأسماك، ما يجعلها أقرب إلى الواقع. لقد استمتعت حقاً بمشاهدة هذا الفيلم».

back to top