تجمع الإرادة يطالب بإنصاف البدون وإطلاق معتقليهم
استنكر مماطلة الحكومة في القضية طوال الأعوام الماضية
تجمع عدد من الكويتيين تضامناً مع قضية "البدون" أمس في ساحة الإرادة، وتعبيرا عن رأيهم وامتعاضهم من تصرفات الحكومة ازاء هذه القضية طوال السنوات الفائتة. ودعا المتجمعون، الذين تجاوز عددهم ١٥٠ شخصاً من الجنسين، إلى التجمع الدائم في هذا المكان حتى تحل القضية كاملة، مشيرين إلى أن "من تجمعوا اليوم (أمس) جميعهم كويتيون، وأرادوا التعبير عن رأيهم بتجمع صامت حتى لا يقال إنهم يتكسبون بقضية البدون"، مفيدين بأن من تحدث في هذا التجمع هم من عامة الشعب وليسوا مرشحين أو غيرهم. وقال الكاتب أحمد الديين إنه "حان الأوان لحل قضية البدون الشائكة" مبيناً أن "هذه الوقفة تضامنية رمزية"، متمنيا ان يضع المجلس المقبل قضية "البدون" ضمن اهتماماته لحلها وضمان حقوق هذه الفئة، "إذ بتنا أمام الجيل الرابع الذي عانى آباؤه وأجداده الحرمان". وأضاف الديين أن "البدون جزء من النسيج الوطني الكويتي"، مطالباً بإطلاق سراح المعتقلين منهم، مشيرا إلى أن "وقفتنا التضامنية قوبلت بإجراءات أمنية مشددة من الداخلية". استنكارمن جهته، قال الناشط الحقوقي د. فارس الوقيان إن ما جرى مؤخرا وراح ضحيته شيوخ كبار سن وأطفال ونساء أمر غير مقبول، مستنكراً "هذا القمع غير المبرر"، وموجهاً رسالة إلى المختصين بأن "عدم منح الجنسية للبدون ادى إلى قيامهم بالمظاهرات، ما فجر الكبت، والسبب هو السياسات الحكومية حيالهم". وزاد الوقيان: "كفى مماطلة، فهاهي حشود المواطنين قد جاءت مطالبة بحقوق البدون" لافتاً إلى أن "القضية تراجعت للمربع الأول، وهي طامة كبرى، والأدهى من ذلك ان الحكومة تتلذذ بتشويه الصورة الإنسانية لهذه القضية بأسلوبها القمعي". من جهتها، قالت د. سعاد المنيس إن "البدون ليسوا طارئين على الكويت، وإن حل قضيتهم ليس امنيا بل انساني مدني"، مستنكرة عدم استخراج الأوراق الثبوتية لهم كشهادات الميلاد والوفاة. أما الناشط السياسي طلال منيزل فقال: "من منطلق انساني وطني نتواجد هنا لنصرة البدون ونستغرب قمعهم رغم سلمية تظاهراتهم" مبيناً أنه "لا أحد يشكك في ولاء البدون، فتارة كانوا معنا في الحروب العربية وأخرى في الغزو العراقي وتحرير الكويت" مطالباً بتجنيس المستحقين واحترام آدمية غير المستحقين. بدوره، قال مرشح الدائرة الرابعة إن "نصرة المظلوم واجب إسلامي، لذا يجب نصرة إخواننا البدون، ومنهم من في السجون بسبب تعبيره عن معاناته، ومع أن الحكومة تعترف بهويتهم، فإنها لم تراع ذلك عندما خرجوا مطالبين بحقوقهم، بل عاملتهم بالعنف والضرب" مطالباً وزير الداخلية باحترام حقوق الإنسان. إلى ذلك، قالت آلاء العمر، ممثلة التحالف الوطني الديمقراطي، ان "تواجدنا اليوم (أمس) تضامني انساني، لرفض العنف والتعسف الذي حل بأبناء هذه الفئة، فالتعسف في القانون امر لا مبرر له"، مشيرة إلى الاستياء العارم من قبل التيارات السياسية.