طهران: ضرب "ديمونة" سهل... وسنزيل إسرائيل

نشر في 09-11-2011 | 18:30
آخر تحديث 09-11-2011 | 18:30
No Image Caption
صبّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الملف النووي الإيراني، الصادر مساء أمس الأول، الزيت على نار العداوة الإيرانية الإسرائيلية المستفحلة أخيراً، إذ جدد قياديون في الجيش الإيراني تهديدهم بإزالة إسرائيل من الوجود، مشيرين للمرة الأولى إلى ضرب مفاعل ديمونة، أبرز المنشآت الإسرائيلية النووية.
أثار صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن البرنامج النووي أمس الأول، مترافقاً مع الحديث عن شن ضربة إسرائيلية ضد طهران، حفيظة المسؤولين الإيرانيين واستياءهم الشديد، إذ أعلن المساعد الإعلامي لرئيس الأركان الإيراني العميد مسعود جزائري أمس أن مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي سيكون من أسهل الأهداف الإيرانية، مهدداً بإزالة إسرائيل عن الوجود إذا نفذت أي هجوم ضد إيران.

وأشار جزائري، في حديث إلى قناة "العالم" الإخبارية، إلى أن "الرد الإيراني على أي عدوان محتمل سيتجاوز منطقة الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها خطط جاهزة للرد على أي عدوان محتمل".

كذلك، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن بلاده ماضية في الطريق الذي تسلكه دون أن تتراجع قيد أنملة عنه.

وأضاف نجاد، في كلمة ألقاها أمام أهالي مدينة جهارمحال بختياري، وسط البلاد، أن "الشعب الإيراني لن يتراجع قيد أنملة عن الطريق الذي يسلكه لبناء وازدهار البلاد"، في إشارة إلى البرنامج النووي.

وتوجه إلى الدول الكبرى بالقول: "إن شعبنا إذا أراد أن يصنع شيئاً فإنه لا يخاف منكم، ولو أراد أن يوجه لكم ضربة فإنه سيفعل ذلك من دون ضجيج، لكن هذا الشعب لن يصنع قنبلة واحدة مقابل آلاف القنابل الذرية التي تمتلكونها".

كذاك، أعلن ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أمس أن بلاده "لن تتخلى أبداً عن حقوقها المشروعة" لكنها "كدولة تقدر المسؤولية" وستواصل "احترام التزاماتها في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية" التي تنص على وضع نشاطاتها تحت مراقبة وكالة الطاقة.

واتهم سلطانية المدير العام للوكالة يوكيا أمانو بأنه تصرف بشكل "منحاز ومسيّس وغير محترف" بموافقته على نشر "اتهامات زائفة لعدد ضئيل من الدول بينها الولايات المتحدة".

وحذر من أن طهران "لن تترك هذا الخطأ التاريخي بدون رد"، مضيفاً أنها تنوي تنسيق "ردها" مع دول أعضاء أخرى تعارض نشر هذا التقرير وفي مقدمها روسيا والصين ودول عدم الانحياز.

غضب من البرادعي

في هذه الأثناء، ذكرت تقارير إعلامية غير مؤكدة أن قيادات في الحكومة الإسرائيلية غاضبة من المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، بسبب ما زعمته من تستره لسنوات طويلة على البرنامج النووي الإيراني.

وكتبت صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية الصادرة أمس أنه سيتم اتهام البرادعي بالتستر على البرنامج النووي الإيراني لسنوات طويلة، في حين رفض المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارك ريغيف، التعليق على تلك التقارير.

تقرير الوكالة

وكان تقرير للوكالة الدولية أظهر أن ايران بدأت نقل مواد نووية إلى منشأة تحت الأرض لممارسة أنشطة نووية حساسة، مشيرا إلى أن إيران واصلت تخزين كميات من اليورانيوم منخفض التخصيب.

ولفتت مؤسسة بحثية أميركية بارزة إلى أن طهران لديها ما يكفي من هذه المادة لإنتاج أربعة أسلحة نووية إذا تمت تنقيتها لدرجة أعلى.

وكان أهم ما توصل إليه تقرير الوكالة، الذي سُرِّب أمس الأول، هو أن إيران عملت في ما يبدو على تصميم رأس حربي نووي، وأن الأبحاث السرية المرتبطة بالتسلح قد تستمر.

عقوبات غير مسبوقة

من جهتها، دعت فرنسا إلى فرض عقوبات "قاسية" و"غير مسبوقة" على إيران في حال استمرت في أنشطتها النووية.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه لإذاعة فرنسا الدولية: "نحن مصممون على التحرك ولابد أن يدين مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصرفات إيران، وقد باتت إحالة الملف إلى مجلس الأمن ضرورية"، موضحا أن "فرنسا مستعدة مع من يريد ذلك أن تذهب إلى أبعد ما يمكن في تشديد العقوبات لحمل إيران على الرضوخ".

كذلك، هددت ألمانيا بفرض عقوبات "جديدة وأكثر صرامة" ضد إيران إذا رفضت الإجابة عن الأسئلة الدولية حول برنامجها النووي، لكنها رفضت بشدة شن أي عمل عسكري ضدها.

وصرح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بأن ألمانيا تحدثت مع شركائها الأوروبيين والدوليين لمناقشة فرض جولة جديدة من العقوبات الصارمة ضد إيران ووصف الخطوة بأنها "لا مفر منها".

في المقابل، جددت الصين أمس دعوتها إلى حل المسألة النووية الإيرانية عن طريق الحوار، ودعت إيران إلى إظهار المرونة والصدق والجدية في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الدولية، محذرة من إثارة الاضطرابات في الشرق الأوسط.

أما روسيا فأعلنت أنها لن تساند أي عقوبات صارمة جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي.

وصرح نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف بأن "المجتمع الدولي سيعتبر أي عقوبات جديدة على إيران أداة لتغيير النظام بها. ذلك التوجه غير مقبول بالنسبة لنا ولا ينوي الجانب الروسي دراسة مثل هذه المقترحات".

(طهران - أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

 

back to top