"الخريجين": أصبحنا أكثر خوفاً على نظامنا السياسي الدستوري من أي وقت مضى
ثلاثة مطالب حددتها جمعية الخريجين الكويتية ودعت إلى تلبيتها وهي: حكومة جديدة ورئيس جديد وحل مجلس الأمة، وذلك لإعادة ثقة الناس بنظامهم السياسي، معربة في الوقت ذاته عن تخوفها على مستقبل النظام السياسي لما يتعرض له الدستور من العبث والتهميش.
أعربت جمعية الخريجين الكويتية عن قلقها على مستقبل النظام السياسي الدستوري "من أي وقت مضى"، لافتة الى أن الدستور "تعرض على مر سنوات عمره إلى أشكال متعددة من العبث والإلغاء والتهميش والتجاوز حتى بات في بعض الأحيان حبراً باهتاً على ورق بالٍ"، داعية إلى أن يكون النظام الديمقراطي أكثر رسوخاً وأعمق استقراراً.
جاء ذلك في بيان أصدرته الجمعية أمس مع دخول السنة الخمسين من عمر دستور 1962.سلاح الأغلبيةوأضافت "الخريجين": "اليوم، يعمد أعداء الدستور إلى استخدام سلاح الأغلبية النيابية الموالية لإقرار كل ما هو مخالف للدستور وخارج عن مفاهيم الديمقراطية والحريات، كما فعلوا في أول مجلس أمة عام 1965، ما دفع ثمانية نواب إلى الاستقالة احتجاجاً على البداية الخاطئة للعهد الدستوري"، مشيرة الى أنه "تمت العودة إلى هذا السلاح بعد أن جُربت أسلحة أخرى لم تكن فعّالة مثله في تهميش الدستور، إذ زورت انتخابات 1967، وحُل المجلس عام 1976 بشكل مخالف للدستور، وشكلت لجنة لتنقيح الدستور في أثناء غياب المجلس، ثم عُبث بالدوائر الانتخابية بعد تحويلها إلى 25 دائرة لضمان أغلبية تجري التعديلات المطلوبة على الدستور، كما حدث في 1982، وحين سنحت الفرصة تم الانقلاب على المجلس في عام 1986 وألغي الدستور عندما دعي إلى انتخابات ما سمي بالمجلس الوطني".وبينت الجمعية أن "مخطط إلغاء الدستور فعلياً مع الإبقاء عليه ورقياً اصطدم بالمواجهة الشعبية العنيفة المتمثلة في دواوين الاثنين، ثم في الموقف الصلب للقوى الوطنية خلال فترة الاستعداد لمؤتمر جدة في أكتوبر 1990، الذي نتج عنه تقديم وعود معلنة للعودة إلى العمل وفق دستور 1962 بعد تحرير الكويت. والمؤسف أن درس الاحتلال على بشاعته وعنفه لم يكن كافياً لاعتماد الدستور قاعدة راسخة للعمل السياسي، فقد أُحبط الكثيرون من دعوة المجلس الوطني إلى الانعقاد بعد التحرير، لتعود بعد ذلك محاولات الهيمنة على السلطة التشريعية مرة أخرى باستخدام سلاح الأغلبية النيابية، وكان ذلك واضحاً في نجاح الحكومة بتحويل لجنة التحقيق في ظروف الغزو والاحتلال إلى لجنة تقصي حقائق".تدمير النظام السياسي ووصفت "الخريجين" المرحلة التي تم الوصول اليها لتدمير النظام السياسي بالخطيرة جدا، لافتة الى أن "المال السياسي والرشوة سيطر على الموقف، وتم شراء ضمائر بعض نواب الأمة من أجل الوصول إلى الأغلبية النيابية الكافية لتعطيل الدور الدستوري لمجلس الأمة، وتحويله إلى أداة تحلل ما يحرمه الدستور وتجيز ما يضرب الديمقراطية في قلبها، حتى أصبح الدستور ضحية لاستخدام أدواته ضده".وسجلت الجمعية بمناسبة الذكرى رفضها التام والقاطع لكل "أساليب تعطيل الدستور والتعدي عليه سواء بشكل سافر ومباشر أو من خلال تطويع مواده لتبرير العبث به، ونطالب بالمحاسبة السياسية والقضائية للمتورطين في شراء ضمائر نواب الأمة والنواب الذين باعوا تلك الضمائر، فالطرفان ساهما في تدمير بيت الأمة وأساءا إلى المسيرة الديمقراطية.أبناء العمومةوطالبت في الوقت ذاته بـ"حكومة ورئيس مجلس وزراء جديدين وحل مجلس الأمة، كي يعود الأمر إلى الأمة مصدر السلطات جميعاً لتنتخب من تراه أهلاً لمراقبة السلطة التنفيذية والتشريع للدولة، على أن يسبق ذلك إصلاح النظام الانتخابي وإنشاء مفوضية مستقلة لإدارة العملية الانتخابية".وقالت الجمعية: "إننا اليوم أحوج ما نكون إلى إعادة ثقة الناس بنظامهم السياسي، لا من خلال تمديد عمر حكومة تولد ميتة للمرة السابعة، ولا من خلال الإبقاء على مجلس اختطف قراره بشكل غير مسبوق"، متسائلة: "هل يا ترى نسابق الزمن من أجل وطننا وأجيالنا القادمة، أم سنتفرج على بلدنا تمزقه صراعات أبناء العمومة في الأسرة الحاكمة؟".