من سمير غانم إلى ليلى مراد... إشاعات الوفاة تطارد النجوم
من يروِّج الإشاعات عن وفاة الفنانين؟ نجوم منافسون هدفهم النيل من زملائهم، أم النجوم أصحاب الشأن أنفسهم طمعاً في جذب الأضواء إليهم بعد خفوتها، وهل يطمح الصحافيون من خلالها إلى تحقيق سبق صحافي؟أحدث إشاعة تتحدث عن وفاة فنان استهدفت النجم الكوميدي سمير غانم، إذ تردّد أنه تعرَّض لأزمة قلبية مفاجئة أدت إلى وفاته، وانتقل الخبر سريعاً حتى وصل إلى أسرته التي سارعت إلى نفيه، مؤكدةً أن غانم يتمتَّع بصحة جيدة ولم يحدث له أي مكروه.
تعليقاً على هذه الإشاعة، أوضحت زوجة غانم الممثلة دلال عبد العزيز أن مثل هذه الأخبار يُلحق الأذى بأسرة الفنان، لا سيما إذا كان أحد أفرادها مسافراً ولم يتمكن من الاتصال بذويه للوقوف على حقيقة الأمر، مضيفةً أن ابنتيها دنيا وإيمي سمير غانم أصيبتا بانهيار عصبي بسبب هذه الإشاعة، إذ تلقتا مئات الاتصالات للوقوف على صحتها.كذلك انتشرت أخيراً إشاعة حول وفاة صباح، فسارعت أسرتها إلى نفيها وأكدت أنها بخير وأنها تعرضت لوعكة صحية نقلت على أثرها إلى المستشفى، إلا أنها تماثلت للشفاء.مراعاة الضميربعد رحيل هند رستم بيوم، سرت إشاعة عن رحيل نادية لطفي التي تعاني منذ فترة من بعض الأمراض، وقد أزعج الخبر أصدقاءها ومعجبيها، وظل الأمر محل شكّ حتى صرّحت صديقتها مديحة يسري أنها بخير وبعيدة عن أي مكروه. كذلك انتشرت أخبار كاذبة أكثر من مرة عن وفاة شادية وتأكد عدم صحتها.بدورها، تعرّضت ليلى مراد إلى الموقف نفسه قبل وفاتها بأشهر، إذ أشيع أنها رحلت، فاضطرت إلى الخروج من عزلتها لتنفي ذلك بنفسها عبر الإذاعة. والأمر نفسه تكرر مع فريد شوقي، الذي سمع خبر وفاته بنفسه فعلّق في أحد البرامج التلفزيونية، بخفة ظله المعهودة، أن هذه الإشاعة هي بروفة للمشهد الحقيقي الذي اقترب، وبالفعل تُوفي بعد أسابيع قليلة. كذلك استيقظت المطربة نادية مصطفى يوماً على اتصالات تردها للتأكد من خبر وفاتها الذي انتشر في الصحف، فعلّقت أن مثل هذه الأخبار تكون مسيئة، وتصيب أهل الفنان وأصدقاءه بالهلع، خصوصاً إذا كان مسافراً خارج البلاد، وطلبت من مروجي هذه الإشاعات مراعاة ضميرهم. عدم دقّةيرى الناقد صبحي شفيق أن النجوم في أنحاء العالم هم أكثر عرضة للإشاعات، لا سيما التي تتعلّق بالوفاة، إذ يتربص الناس بأخبارهم ويبحثون عن الجديد فيها. يضيف: «كثيراً ما يجد الجمهور متعة في اختلاق إشاعات حول النجوم وترويجها، بالنسبة إلى إشاعات الوفاة يكون مصدرها عادة معجبو نجم منافس للحدّ من نجاحه».كذلك يوضح شفيق أن ثمة صحافيين لا يتوخون الدقة في الأخبار التي ينشرونها ويبحثون عن سبق صحافي، حتى لو كان ذلك على حساب المصداقية التي تفتقد إليها هذه الأخبار، خصوصاً أن التطور التكنولوجي يسهل انتشار الأخبار عبر شبكة الإنترنت، فيتناقلها الناس في دقائق ويصدّقونها باعتبارها حقائق، لذا يشكلون مصدراً آخر للإشاعات.ضريبة الشهرةيرى الدكتور أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة، أن النجوم إحدى أكثر الفئات تعرضاً للإشاعات، لأنهم تحت الأضواء دائماً ويلاحق الجمهور أخبارهم، مشيراً إلى أن إشاعات الوفاة تحديداً قد يكون أكثر من سبب وراءها، «فبعضها يروجه كارهو الفنان، أو محبو منافسيه، أو قد يكون السبب وصول الفنان إلى مرحلة الشيخوخة مثل نادية لطفي وصباح التي أصيبت بأزمات صحية في الفترة الأخيرة، ما سهَّل تصديق أقاويل حول رحيلها».يضيف د. يحيى سبباً آخر قد يكون وراء انتشار مثل هذه الإشاعات، يتعلق بمحاولة ترويج الفنان لنفسه، مؤكداً أن ثمة فنانين يشعرون بأنهم غابوا طويلا عن الساحة، فيروّجون إشاعات عن أنفسهم لجذب الأضواء إليهم مجدداً.