المالكي دونكيشوت العراق الجديد

نشر في 10-03-2012
آخر تحديث 10-03-2012 | 00:01
No Image Caption
 أنس محمود الشيخ مظهر جاءت ردود أفعال التحالف الكردستاني على تصريحات المالكي مع صحيفة عكاظ هادئة ومفحمة، بعكس اللغة التي استعملها المالكي في هذه المقابلة، والتي كانت تخلو كعادتها من أي فحوى سياسية يمكن لرئيس وزراء أن يستعملها في هكذا لقاءات، فتناول المالكي للموضوع الكردي في هذا اللقاء أتى مشابها للغة التي كان يستعملها نظام صدام حسين عندما قال إن الكرد قد حصلوا في العراق على ما لم يحصل عليه أقرانهم في الدول الأخرى التي يعيشون فيها.

والغريب أن يأتي رئيس وزراء المنطقة الخضراء الذي لا يستطيع لحد الآن أن يتحرك في شوارع بغداد بحرية ويتكلم عن الشأن الكردي بهذه الطريقة المضحكة، متناسيا أن كل ما حصل عليه الكرد في العراق قد أتى قبل أن يعتلي هو كرسي الحكم في المنطقة الخضراء.

ودعونا نفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها المالكي لنرد عليه ونقول له: لم يعان الكرد في الدول الثلاث التي يوجدون فيها ما عانوه في العراق طوال العقود السابقة.

- لم نر أن حكومات تركيا أو إيران أو سورية قد استعملت مع كردها ما استعملته الحكومات العراقية من تصفية عرقية منظمة.

- ولم تستعمل أي من حكومات الدول الثلاث أسلحة إبادة شاملة مع كردها مثلما استعملت الحكومة العراقية.

- ولم تقم حكومات الدول الثلاث هذه بترحيل كردها من الأراضي الحدودية كما قام العراق بذلك.

- ولم تقم الحكومة التركية أو الإيرانية أو السورية باستباحة دماء الكرد وأموالهم وترحيلهم كما جرى بالعراق.

- كذلك لم تقم حكومات الدول هذه بتغيير ديمغرافية المناطق الكردية وتوطين أناس من قوميات أخرى مكانهم مثلما حصل في العراق.

ويتساءل المالكي: لماذا يستقل الكرد وما يحصلون عليه من ميزانية العراق لن يحصلوا عليه في حالة انفصالهم؟ وهنا أيضا يقع المالكي ضحية جهله بالحديث السياسي الدبلوماسي، فهكذا تصريح يعتبر في العرف السياسي والدبلوماسي مخجلا ومعيبا. خصوصا أنه يأتي من رئيس وزراء المفروض أن يرى الأمور بشكل أكثر سمواً ورقياً من الدخول في جزئية المصالح المادية، فمنذ نشوء العراق في بدايات القرن الماضي بشكله الحالي لم تحصل مدن الإقليم على توزيع عادل من الثروات العراقية باعتبارها مدنا عراقية، وعلى الرغم من ذلك لم يدع الكرد إلى التعويضات.

ما سمعناه من المالكي ليس بالشيء الغريب لأننا نعرف تماما العقد السياسية التي يعانيها السياسي العراقي تجاه المشكلة الكردية بشكل عام، ونعرف تماما العقد التاريخية التي يعانيها الفكر الذي يؤمن به السيد المالكي، ولهذا يجب ألا نحمله أكثر من طاقته الفكرية والثقافية والسياسية.

* كردستان العراق - دهوك

back to top