الثورة الأميركية... مستوطنون يصنعون إمبراطوريتهم (2/2): بريطانيا تتلقى هزائم متتالية وخسائر فادحة تجبرها على قبول استقلال أميركا
لم يمر وقت طويل على بدء تحركات المستوطنين الأميركان للتحرر من التبعية لبريطانيا العظمى، حتى اشتعلت الأوضاع سريعاً وأخذ كل من الطرفين يحشد قواه للمواجهة القادمة لا محالة، خاصة أن الدعوات القديمة التي طالبت بضرورة عدم انفصال المستعمرات الأميركية عن بريطانيا بدأت تخفت في مقابل صعود التيار الداعي للانفصال.وكانت كتابات «توماس بين» وهو أحد أبرز الداعين للانفصال تلقى رواجا هائلا بين المستوطنين خصوصا كتابه «شعور عام» وبيع منه مئة ألف نسخة، وقد نادى فيها بالحرية لجميع البشر، وعليه فمن حق المستعمرات الأميركية أن تستقل، فليس من المعقول أن تسيطر جزيرة على قارة كاملة، فأميركا لنفسها وبريطانيا لأوروبا، واستطاع «بين» من خلال كتاباته توضيح معنى الانفصال عن بريطانيا وجعله مقبولا بل وفي حالات أخرى جعله غاية في ذاته، وهو ما جعل الجميع في المستعمرات متقبلين للانفصال ولكن بدرجات مختلفة.
في يوليو سنة 1776م تقدم الزعيم «ريتشارد هنري لي» من فرجينيا إلى الكونغرس باقتراح يدعو المستعمرات لأن تكون دولة حرة مستقلة، وقد لقي هذا الاقتراح تأييدا عاما، فشكلت لجنة من خمسة من آباء الاستقلال تضم: فرانكلين، وجفرسون، وجون آدامز، وليفنغستون، وشيرمان مهمتها إعداد وثيقة الاستقلال.وتم إقرار الوثيقة التي أعدها «جفرسون» بعد إدخال تعديلات عديدة عليها من قبل الكونغرس «المؤتمر» ثم أعلنت بشكلها النهائي في 4 يوليو للعالم كله ميلاد أمة جديدة مستقلة، وأرسيت المبادئ الأميركية في عبارة «إن البشر خلقوا متساوين وأنهم منحوا من قبل خالقهم حقوقا ثابتة من بينها حق الحياة والحرية والبحث عن السعادة».وقد أشير في خاتمة هذا الإعلان إلى أن نظرية الفيلسوف الإنكليزي «جون لوك» التي حدد فيها وظيفة الدولة العليا في حماية الثروة والحرية، هي الأساس الفكري للثورة، وفي القسم الثاني سرد الإعلان شكاوى المستعمرات ضد الملك جورج الثالث، وفي القسم الأخير أعلن استقلال المستعمرات الثلاث عشرة عن بريطانيا وتغير اسمها ليصبح الولايات الأميركية.وتلقى المستوطنون نبأ الاستقلال بمزيج من الفرحة والقلق، فرحة لأنهم أصبحوا مواطنين في وطن حر، وقلق لعدم معرفتهم بالقادم وموقف بريطانيا الذي لن يكون مرحبا بهذه لخطوة، لذلك ما إن أعلن ضرورة الكفاح المسلح من أجل الحصول على الاستقلال حتى اندفع الجميع لحمل السلاح انتظارا للحظة المواجهة.الحرببدأت القوات البريطانية في حشد قواتها الموجودة في الولايات وفي كندا، بينما فرض الأسطول البريطاني القوي حصارا بحريا على المستعمرات فشل اقتصادها وجعل الاتصال بالعالم الخارجي خصوصا أوروبا شبه معدوم، في وقت كانت القوات الأميركية سيئة التنظيم قليلة الخبرة، لا تزيد على 18 ألف مقاتل، في حين ساعد بعض الأميركيين القوات البريطانية وحافظوا على ولائهم لها بل وأمدوها بحوالي ثلاثين ألف جندي، لذلك رغم التأييد الأوروبي للثورة الأميركية إلا أن الجميع توقع أن تكون حربا قصيرة تحسمها بريطانيا بسرعة، ووقع أول اشتباك رسمي بين الثوار وبين القوات لبريطانية قرب بوسطن في مكان يدعى «بنكر هيل» في يونيو 1776م، ولم تكن الحادثة أكثر من جس نبض.حاول الثوار أن يمنعوا أي مدد قد يأتي من كندا إلا أنهم فشلوا وردوا على أعقابهم في ديسمبر 1776م من قبل القوات البريطانية المتمركزة في «كويبك»، وكان أول نصر حقيقي للثوار عندما استطاع جورج واشنطن مهاجمة مدينة «بوسطن» وأجبر قائدها الإنكليزي وليم هل على الانسحاب لتسقط المدينة في يد الثوار، إلا أن فرحة الثوار لم تستمر طويلا فقد نجح «هل» في طرد الثوار من مدينة «نيويورك» واستولى عليها، وجعلها مقر قيادة القوات البريطانية وبذلك تعادلت كفتا الميزان من جديد.إلا أن شجاعة جورج واشنطن جعلته يتقدم - بعد انسحابه لبنسلفانيا لتنظيم صفوفه- ليباغت الجيش الألماني «المرتزق» ويهزمه ثم أتبع هجومه هذا إلى برنستون وانتصر على القوات البريطانية هناك، واستطاع استرجاع ولاية نيوجيرسي.إنقاذ الثوارأمام هذه الخسائر قررت القوات البريطانية القيام بهجوم شامل في عام 1777م بغرض فصل القوات الأميركية إلى قسمين جنوبي وشمالي من خلال التحرك من نيويورك صوب فيلادلفيا، إلا أن سوء التخطيط أدى بهذه الحملة إلى الفشل، واستطاعت القوات الأميركية بقيادة الجنرال الأميركي «جيتس» محاصرة قوات القائد الإنكليزي «بيرجوين» المكونة من ستة آلاف جندى وهزمتها في موقعة «سراتواجا» بشمال نيويورك في 17 أكتوبر 1777م، وأجبرتها على الاستسلام.وكانت هذه المعركة فاصلة في تاريخ حرب الاستقلال، فقد كانت القوات الأميركية في وضع سيئ بعد أن نجح القائد «هو» في هزيمة «واشنطن» والسيطرة على فيلادلفيا، فجاءت موقعة «سراتواجا» لتحيي آمال الثوار من جديد، بل ولتكون بمثابة إنقاذ لهم فلو هزم الثوار في سراتواجا، لقضي على أي آمال لهم في الانفصال، وعلى المستوى العالمي شجعت تلك الموقعة فرنسا وإسبانيا وهولندا على دخول الحرب ضد بريطانيا، التى ردت بإعلان الحرب على الدول الثلاث.انتقام فرنسيكانت فرنسا تتابع بشغف انهيار سلطة عدوتها اللدود بريطانيا في المستعمرات الأميركية، وكانت فرنسا تتحين الفرصة لرد الصاع صاعين لبريطانيا والانتقام منها على طردها من مستعمراتها في أميركا، لذلك كانت وزارة الخارجية الفرنسية على اتصال سري مستمر ببعض رجال الثورة الأميركية، وكثيرا ما أرسلت لهم في غفلة عن أعين الأسطول البريطاني شحنات من الأسلحة والذخيرة، كما تم استقبال عدد من زعماء الكونغرس ورسله في باريس بصورة غير رسمية.وعند اشتعال حروب الاستقلال انطلق الكثير من المتطوعين الفرنسيين لخدمة القضية الأميركية وكان على رأسهم «المركيز لافاييت» وهو ضابط شاب في الجيش الفرنسي، وقد التحق بجيش جورج واشنطن وخدم القضية الأميركية بإخلاص مما جعله يتبوأ مكانة كبيرة عند الأميركيين. ولم تتدخل فرنسا في الحرب بشكل سافر إلا بعد معركة «ساراتواجا» سنة 1777م التي حقق فيها الثوار انتصارا كبيرا على قوات الإنكليز، فغيرت فرنسا موقفها من التأييد المستتر إلى التأييد المعلن، واعترفت رسميا باستقلال الولايات المتحدة في عام 1778م واستقبلت «بنيامين فرانكلين» عضو الكونغرس الأميركي بصورة رسمية.وعقدت فرنسا مع الدولة الجديدة تحالفا تعهدت فيه الدولتان بمتابعة الحرب حتى تصير الدولة الأخرى مستعدة لتوقيع الصلح، بمعنى أن فرنسا قد دخلت الحرب حتى اعتراف بريطانيا باستقلال الولايات المتحدة، وبدأت الإمدادات الفرنسية تصل تباعا للأميركيين، وقدمت الحكومة الفرنسية قرضا ماليا ضخما للثوار، بينما أبحر الأسطول الفرنسي إلى الولايات المتحدة حاملا معه ستة آلاف جندي بقيادة المركيز روشامبو.أما إسبانيا فقد هالها تصاعد النفوذ البريطاني في أميركا الشمالية وتخوفت من أن تدس بريطانيا أنفها في أملاك إسبانيا في أميركا الجنوبية، فكان تدخلها في الحرب كوسيلة دفاعية لإضعاف التفوق البريطاني.المعركة الفاصلةكان دخول فرنسا الحرب بأسطولها القوي عاملا حاسما في حرب الاستقلال، فقد تمكن الأسطول الفرنسي بمساعدة الثوار من محاصرة فيلادلفيا وطردوا منها القوات البريطانية 1778م، وتتابعت هزائم القوات البريطانية في وادي أوهايو ما ساعد على تكريس نفوذ الثوار في الولايات الشمالية، ورغم سيطرة الإنكليز على كارولينا الجنوبية إلا أنهم أجبروا على إخلائها في ما بعد، وعند مدينة «يورك تاون» وعلى بعد أميال من جيمس تاون (أولى المدن التي أسسها الإنكليز في العالم الجديد) وقعت أحداث المعركة الفاصلة في تاريخ حرب الاستقلال الأميركية.فقد تحركت قوات جورج واشنطن عام 1781م بمساعدة قوات فرنسية بقيادة وشامبو صوب «يورك تاون» وفرضت عليها حصارا إذ كانت من المعاقل الرئيسية للجيش البريطاني، بينما حاصرها الأسطول الفرنسي بحرا، وبعد دفاع مرير وهزائم فادحة، اضطر القائد البريطاني «كورونواليس» إلى التسليم في 19 أكتوبر 1781م، وكانت هذه الهزيمة نقطة فاصلة في تاريخ حرب الاستقلال الأميركية، فمنذ هذه اللحظة تأكد لجميع الأطراف أن الأميركيين سيكتب لهم النصر وأن المسألة مسألة وقت حتى تخضع بريطانيا للأمر، إذ سيطر الثوار على الولايات الجنوبية، بينما بدأت الحاميات البريطانية في الانسحاب من جميع مواقعها في الولايات الأميركية.وبعد سلسلة الهزائم التي منيت بها القوات البريطانية ظهر رأي عام في إنكلترا يرفض الحرب ويطالب بإنهائها، وتزعم هذا الاتجاه حزب الأحرار الذي كان يخشى أن تزيد الحرب من سلطات الملك وحزب المحافظين على حساب البرلمان، فقد تولى الملك جورج الثالث الحرب بنفسه واطلع على كل تفاصيل المعارك الدائرة في المستعمرات، كما أنه كان متهماً بأنه السبب الرئيسي للحرب بعناده وتمسكه بآرائه، فيما كان رؤساء الوزراء في هذه الفترة أصحاب شخصيات ضعيفة أمام تسلط الملك الذي كان يعتقد أن نجاح الأميركيين يعني أن إنكلترا ستواجه الثورة في مستعمرات أخرى، لتحاصر آخر الأمر في جزيرتها.واعتبرت الكنيسة الإنجيلكانية الحرب نوعا من استمرار حروب التطهير الدينية على اعتبار أن معظم المستعمرين من المنشقين على مذهب الدولة، وكان هذا طبيعيا من كنيسة تعد خاضعة للدولة، لكن الرأي العام بدأ يقتنع أكثر بنبوءة المفكر الفرنسي» مونتيسكيو» التي تنبأ فيها بانفصال المستعمرات، كما أن الفيلسوف الكبير «ديفيد هيوم» حذر بريطانيا وهو على مشارف الموت من أن محاولة إكراه أميركا ستفضي إلى كارثة على بريطانيا نفسها.وجاء الانقلاب في موقف الرأي العام والبرلمان من الحرب بعد أن خطب اللورد شاتام أحد معارضي الحرب في البرلمان خطبة نارية في البرلمان قال فيها:«أيها السادة، إنكم لا تستطيعون قهر أميركا، قد تزدادون غلواً في بذل النفقة والجهد المفرطين، وقد تجمعون وتكومون كل ما تستطيعون شراءه أو اقتراضه من معونة وقد تتاجرون وتقايضون مع كل ملك ألماني حقير ضئيل يبيع رعاياه ويرسلهم إلى الذبح، قد تفعلون هذا كله، ولكن جهودكم تظل إلى الأبد باطلة عاجزة- ويضاعف من بطلانها وعجزها هذا العون المرتزق الذي تعتمدون عليه، لأنه يهيج عقول أعدائكم إلى حد الكراهية التي لا شفاء منها. ولو كنت أميركياً، كما أنا إنكليزي، ورأيت جندياً أجنبياً يرسو في أرض وطني، لما وضعت سلاحي أبدا أبدا أبدا».كان لهذه الخطبة النارية أثرها خصوصا مع توالي أنباء الهزائم البريطانية في أميركا على الرأي العام البريطاني الذي أيد إنهاء الحرب، مع التحذير بأن استمرار الحرب سيخلق حالة من العداء بين الولايات المتحدة وبريطانيا في المستقبل، وسيلقي بالثوار في حضن فرنسا وإسبانيا، بما يهدد التجارة البريطانية في الأطلسي ويهدد بزوالها إلى الأبد.إلا أن الملك جورج الثالث رغم كل ذلك أصر على متابعة الحرب لكن الهزائم توالت على جيوشه وتزايدت نفقات الحرب بصورة كبيرة وطردت القوات البريطانية من جميع الموانئ الأميركية ولم يعد لديها أي موقع استراتيجي تستطيع العمل من خلاله عدا نيويورك، كل هذا أقنع الملك العنيد في النهاية بأن نهاية الحرب وشيكة وأن الجنوح إلى السلم ضرورة، وفي سنة 1782م تم تعيين اللورد «روكنجهام» رئيسا للوزراء وكلف بمهمة واحدة وهي بدء مفاوضات السلام مع الثوار الأميركيين.الاعتراف بالاستقلالوبدأت المفاوضات السرية بين الثوار والحكومة البريطانية، ووافقت بريطانيا في مرونة على إنشاء دولة أميركية تمتد حدودها من البحيرات الكبرى إلى فلوريدا ومن المحيط الأطلسي إلى نهر المسيسبي، كما وافقوا على منح الدولة الجديدة حق الصيد في سواحل كندا والملاحة في نهر المسيسبي، في المقابل تعهد الثوار بعدم معاقبة الأميركيين المتعاونين مع القوات البريطانية، وأبرمت مقدمات الصلح بينهما في 30 نوفمبر 1782م، ثم أعلنت الهدنة في 20 يناير 1783م.ووافقت فرنسا واسبانيا على عقد مؤتمر موسع في باريس لبحث شروط إنهاء الحرب رسميا، فعقد مؤتمر باريس 1783م، الذي أقر معاهدة باريس التي تبنت الاعتراف باستقلال الولايات الأميركية وفقا للشروط السرية بين الثوار والحكومة البريطانية، مع تنازل بريطانيا عن فلوريدا لإسبانيا، وفي 3 سبتمبر سنة 1783م وقع جميع الأطراف المشاركة في الحرب على المعاهدة النهائية، لتنتهي بذلك حرب الاستقلال الأميركية.وبعد الحرب أصبحت كل ولاية تشكل وحدة سياسية مستقلة إلا أن تيار الوحدة كان قويا ففي عام 1781م تم التوقيع على الدستور الكونفدرالي، وهو دستور ظهرت على السطح صعوبات تنفيذه على أرض الواقع فقد تقرر ألا يكون هناك رئيس للحكومة المركزية بل لجنة مكونة من ثلاثة عشر عضوا –واحد عن كل ولاية-، وبعد القرارات كانت لا تأخذ إلا بعد موافقة جميع الولايات وهو أمر صعب.لذلك اجتمع ممثلو الولايات في قاعة بلدية فلادلفيا (سميت فيما بعد قاعة الاستقلال) في مايو 1787م واتفقوا على كتابة دستور جديد للبلاد، وتقرر أن يكون هناك مجلسان لإدارة البلاد أحدهما يكون التمثيل فيه حسب عدد السكان –كما اقترح ذلك مندوبو الولايات الكبرى- ويسمى مجلس الممثلين (النواب)، ومجلس آخر يكون التمثيل فيه بالتساوي –كما طلب بذلك مندوبو الولايات الصغرى- ويسمى مجلس الشيوخ، وهو ما بات يعرف في التاريخ الأميركي بـ»التسوية الكبرى».وأقر الدستور الجديد تكوين حكومة فدرالية يكون لها رئيس واحد منتخب، وتمت الموافقة على هذا الدستور في منتصف سبتمبر 1787م وبقيت موافقة الولايات المختلفة عليه وهو ما تم في العام التالي، وتم اختيار بطل حرب الاستقلال «جورج واشنطن» كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، وتم تنصيبه في 30 أبريل عام 1789م كأول رئيس للجمهورية الفدرالية، وتم انتخاب جون آدامز كنائب للرئيس، واختيرت مدينة نيويورك كعاصمة للاتحاد، قبل أن تنتقل إلى مدينة واشنطن المقر الحالي للإدارة الأميركية.انتهت الثورة الأميركية إذاً وأرست دعائم مجتمع جديد يعتمد فيه المرء على عمله لا على ما يرثه، وأصبح للعمل هناك قدسية موازية لقدسية الدين، واحترم المجتمع الأميركي الجديد الكفاءات العلمية بغض النظر عن أصولها، فتحولت تلك الأراضي المترامية المعروفة بالولايات المتحدة الى أرض «الفرص المتاحة» لكل مجتهد، ولم يكن غريبا أن تنهض هذه الدولة التي لا تاريخ لها في سنوات قليلة وتصبح من القوى الكبرى في العالم، وأكبر قوة في الجزء الغربي منه، وأن تتحدى الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وتجبرها على احترام نفوذها المتصاعد في الأميركيتين، ولم يكن غريبا والحال هكذا أن تتحول هذه الدولة الناشئة بفضل إخلاص أبنائها إلى قارة كاملة عن طريق التوسع والشراء والحروب لتصل إلى حجمها الجيو- سياسي الضخم بما يمثله من ثقل في موارده الطبيعية التي أحسن استغلالها طوال القرن التاسع عشر، الذي حملت نهايته بداية قرن التفوق الأميركي.فكل ما جرى من أحداث حملت هذا الشعب المكافح إلى قمة العالم بدأت هنا عندما قرر الشعب أن يثور على دولة لم تربطه بماض قديم يكبله ويمنع انطلاقته، فكانت الثورة ليست للحرية فقط بل ثورة جديد على قديم، والأهم ثورة الحرية الاقتصادية التي ستحمل هذا الشعب إلى قمة العالم.