هل كان أينشتاين مخطئاً؟
إن كانت سرعة الضوء ثابتة في كل أرجاء الكون، كما توقّع ألبرت أينشتاين، فلن يملّ الباحثون مطلقاً من محاولة تقديم براهين تؤكد أنه كان مخطئاً. ماذا كتبت الـ Chicago Tribune في هذا الإطار؟ خصوصاً أن الموضوع ما زال يثير الجدل منذ أكثر من أسبوع.إليكم آخر مَن تحدّى هذا العالم العبقري: علماء من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية. فقد فاجأوا قبل أسبوع علماءَ الفيزياء حول العالم (وكثيرين غيرهم) بإعلانهم أنهم التقطوا جسيمات دون ذرية تُدعى «نيترينو» تنتقل بسرعة أعلى من الضوء. إلا أن الفارق ضيئل جداً: 0.00000006 من الثانية.
لكن نظرية أينشتاين تقوم برمّتها على فكرة ألا شيء ينتقل بسرعة تفوق سرعة الضوء، التي تبلغ 299792458 متراً في الثانية.وإذا اتضح أن هذه الفكرة خاطئة، تنشأ عندئذٍ ضرورة إعادة النظر في مئة سنة من الاكتشافات العلمية (من المبادئ دون الذرية إلى نظريات تطوّر الكون). ويتبيّن لنا في هذه الحالة أن الكون لا يعمل بالطريقة التي ظنناها، فنشكّك في كل ما عرفناه سابقاً. يخبر شون كارول، عالم فيزياء نظرية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «سيكون هذا الاكتشاف مذهلاً، ولا شك في أنه سيصدم الجميع. سيشكّل بالتأكيد الاكتشاف الأهم خلال المئة سنة الماضية».لكن يجب ألا نتسرّع. فمن المرجّح أن يكون علماء المنظّمة الأوروبية للأبحاث النووية مخطئين. فهذه التجارب بالغة الصعوبة، وتفتقر أحياناً إلى الدقة. يوضح كارول: «ثمة احتمال أن يكونوا محقّين، إلا أنه احتمال ضئيل جداً».تتوخّى المنظّمة الأوروبية للأبحاث النووية الحذر في ادعائها هذا. فقد أعلن أحد المتحدّثين باسمها، مذكراً الناس بفيض من العلماء الذين ظنوا أنهم ابتكروا الانصهار البارد أو اكتشفوا علاجاً للسرطان ... أو برهنوا أن أينشتاين مخطئ: «هذا الاكتشاف مخيف حقاً. لذلك، يلزم أن يتعاطى معه الجميع بحذر».بيد أننا سنقف في صف علماء المنظمة الأوروبية هذه المرة. فلم يحاول هؤلاء التقليل من احترام أينشتاين. وإن تبيّن أن أحد أهم المبادئ التي طرحها (سرعة الضوء) ليس دقيقاً، فسنشهد عندئذٍ جيلاً ممن يريدون التمثّل بأينشتاين والبحث عن الحقيقة المحيطة بنا. فالكون أكثر غموضاً مما نظن.واللافت، احتمال أن يتمكّن الإنسان من السفر عبر الزمن (فقد عنون كارول في مدونته: «هل يمكن للنيترينوات أن تقتل أسلافها؟»).نعيش في عالم يقوم على مبادئ أينشتاين. فابتكارات كثيرة ما كانت ممكنة لولا نظريات أينشتاين، مثل الطاقة النووية والقنبلة الذرية، الليزر، أنظمة التموضع العالمية، المقاريب، وآلات المسح التي تتفحص جسم الإنسان.لكنّ أينشتاين لم يكن دوماً على صواب. فقد أمضى سنوات وهو يعمل على «نظرية موحدة» تجمع كل نظريات الفيزياء. أراد وضع مبدأ أساسي يلخّص طريقة عمل الكون. إلا أنه لم ينهِ عمله هذا.يتحدّى كوننا ألمع الباحثين العلميين يومياً. ويقدّم لنا معلومات مذهلة. لكنه في معظم الأحيان يناور ويتصدى ويخفي الكثير. وينطبق هذا الأمر على أعمق أسرار الكون وأصعب ألغاز القلب البشري. هذه هي الثابتة الوحيدة في الكون، ومن المؤكد أنها لن تتبدّل مطلقاً.جسيم غريبكثرت الأخبار عن تجربة جديدة تظهر أن النيترينو، جسيم دون ذري صغير، ينتقل بسرعة أكبر من الضوء، اكتشاف قد يقوّض نظرية أينشتاين البالغة الأهمية عن النسبية.هل يتنحّى جانباً؟لربما نجحت مجموعة من علماء الفيزياء من المنظّمة الأوروبية للأبحاث النووية في وضع نهاية لنظرية ألبرت أينشتاين البالغة الأهمية التي تؤكد أن ما من شيء يتنقّل بسرعة تفوق سرعة الضوء.نظريات أينشتاين الكبرىالنسبيّةاشتهرت نظرية النسبية الخاصة بمعادلة حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء يساوي طاقته (E=mc2). وقد أرست هذه النظرية مذاك ما بات يُعرف بحدود السرعة الكونية: لا شيء ينتقل بسرعة تفوق سرعة الضوء.الحركة الحراريةأثبتت وجود الذرات وحدّدت حجمها وحركتها (الحركة البراونية).الظاهرة الكهرو- ضوئيةمهّدت الطريق أمام نظرية الكمية: فهم جديد لبنية الضوء (الفوتونات).حياة عبقري1879: وُلد في 14 مارس (آذار) في أولم بألمانيا.1901: مُنح الجنسية السويسرية.1903: تزوّج الصربية ميلفا ماريك ورُزق بثلاثة أولاد.1905: نشر نظرياته الشهيرة. 1911: أصبح بروفسوراً في الفيزياء النظرية في جامعة زيورخ.1919: طلّق ميلفا وتزوّج قريبته إلسا.1921: فاز بجائزة نوبل عن عمله على الظاهرة الكهرو-ضوئية.1933: انتقل إلى الولايات المتحدة.1955: مات نتيجة مضاعفات في القلب.إرثهالأشعة السينيّةيمكن إنتاج الموجات الكهرومغناطيسية بحزم من الطاقة (فوتونات)، تماماً مثل الضوء.الميكرويفيولّد موجات كهرومغناطيسية. تؤدي حركة الموجات إلى الاحتكاك، ما يرفع الحرارة.التصوير الطبقي«التصوير الطبقي المحوري» يولد صوراً ثلاثية الأبعاد انطلاقاً من صور تُلتقط بالأشعة السينية.الليزرتعني هذه الكلمة «تضخيم الضوء بانبعاث الإشعاع المحفز».شاشات التلفزيونالصور في شاشات التلفزيون عبارة عن مجموعة من نقاط ضوء كثيرة، أشعة الإلكترون تشكّل الصور.جسيمات دون ذريةالنيترينو لا شحنة له، أخف من الإلكترون بخمسمئة ألف مرة.النيترينواعتُقد سابقاً ألا وزن له وأنه ينتقل بسرعة الضوء.يمكنه أن يمر عبر الأرض والكواكب الأخرى من دون أن يبطئ.يأتي بأشكال ثلاثة، ويمكنه أن يبدّل شكله خلال تنقّله.