إسرائيل تقرّ بشكل "أحادي" الحدود البحرية مع لبنان
ليبرمان ينفي تأييد واشنطن للموقف اللبناني: لن نتنازل عن أي شبر
في قرار من شأنه أن يزيد التوتر مع بيروت، صادقت الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الأسبوعي أمس، على اقتراح متعلق بالحدود البحرية مع لبنان، وذلك بموجب اتفاق حول مسار هذه الحدود وقعته إسرائيل مع الحكومة القبرصية، وتبين أنه يضم لإسرائيل منطقة ربما تحتوي على حقول نفط وغاز طبيعي.ويصادق القرار الإسرائيلي بذلك على اقتراح قدمه كل من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير البنى التحتية عوزي لانداو ووزير الداخلية إلياهو يشاي.وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال الجلسة إن "الخط الاقتصادي يحاصر منطقة الحقوق الاقتصادية للدولة ويضمن ذلك استغلال الموارد الطبيعية في البحر، والمنطقة تحد بلبنان وقبرص ومسار الحدود الذي طرحه لبنان في الأمم المتحدة يقع جنوب الخط الإسرائيلي المقترح، ويتناقض مع الخط الذي تم الاتفاق عليه بين إسرائيل وقبرص، وبشكل عجيب يتعارض أيضا مع الخط الذي اتفق عليه لبنان نفسه مع قبرص".الى ذلك، نفى ليبرمان، في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية أمس، تقريراً أفاد بأن الولايات المتحدة تتبنى الموقف اللبناني، واعتبر أن هذا التقرير "لا يمت للواقع بصلة"، موضحاً: "لدينا موقف قوي جدا من ناحية الخرائط ولن نتنازل عن أي شبر".من جهته، ادعى لانداو أن "اللبنانيين يحاولون تقويض أي شيء نفعله، وإذا كانت لديهم شكاوى تقف خلفها رغبة حقيقية بالتعايش والجيرة الحسنة، فإن عليهم القيام بإجراءات تقوم بها أي دولة حضارية وإجراء تدقيق ومفاوضات معنا". وقال وزير البنى التحتية، في تصريح للإذاعة أيضاً، إن "الحديث يدور عن اتفاق عملت إسرائيل على إعداده بصورة مهنية وبتعاون مع خبراء في القانون الدولي وخبراء من حكومة قبرص، والحدود بيننا وبينهم تؤكد مسار الحدود بصورة لا لبس فيها، وهذا هو موقفنا الذي يستند إلى القانون والمهنية والذي سيتم طرحه على الأمم المتحدة".وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في عددها الصادر أمس أن الولايات المتحدة تؤيد الموقف اللبناني في النزاع الحدودي البحري، مشيرة إلى أن لبنان سلم موقفه إلى الولايات المتحدة التي تبنته، وعينت الديبلوماسي فريد هوب لمعالجة الموضوع، والذي قام بزيارات إلى لبنان وإسرائيل في أبريل الماضي، ورافقه خبير الخرائط الأميركي رايموند ميليفسكي.العلاقة مع تركياعلى صعيد آخر، اعتبر ليبرمان أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: "ليس مهتما بتحسين العلاقات مع إسرائيل، وإنما بإذلال وتقويض مكانتها الدولية".وقال ليبرمان إن أردوغان "أوصد الباب" دون المصالحة مع اسرائيل، بإصراره على المطالبة بانهاء الحصار على غزة والاعتذار عن اقتحام سفينة "مرمرة" التي كانت ضمن أسطول الحرية المتجه الى قطاع غزة العام الماضي.من جهة أخرى، وفيما ذكرت تقارير صحافية أمس، أن إسرائيل لا تزال تعتقل 120 شخصاً من نشطاء السلام الأجانب الذين وصلوا على متن "قافلة الاحتجاجات الجوية" على حصار غزة يوم الجمعة الماضي، قال مسؤولون فلسطينيون إن عشرات النشطاء نجحوا بالوصول إلى الضفة الغربية.