الكويت التي أعرفها وأعشقها

نشر في 07-01-2012
آخر تحديث 07-01-2012 | 00:01
 د. موضي عبدالعزيز الحمود هزتني من الأعماق تلك الكلمات والخلجات التي عبر عنها ابن الكويت - المواطن المسيحي سامر شماس في جريدة "القبس" الغراء - عندما قرأتُها عصفت بي الذاكرة إلى أيام الدراسة، حين تقاسمنا مقاعد الدرس وساحات اللعب مع زميلاتنا العزيزات من عائلة "شماس" الكريمة، ولم نكن يومها نعرف أو نهتم بأن نعرف، ديانة هذه من الصديقات أو مذهب تلك، بل الجميع كنَّ أخوات عزيزات. تشاطرنا الأفراح وتبادلنا الزيارات والتهنئة بعيدهم وأعيادنا، وأحاطتنا المشاعر الحميمة من أسرنا، آبائهم وآبائنا، أمهاتهم وأمهاتنا، وأظلنا الوطن جميعاً بظلال جناحيه. هذه العلاقة تجذَّرت وأينعت واستمرت صداقات حميمة وثيقة، لم تؤثر فيها الأيام، بل زادتها قوة، ولم تضعفها ممارسات البعض، ممن دأب على تشويه تلك الصورة، ودق الأسافين في اللُّحمة الوطنية، بل استمرت وتوطدت مع تمسُّك كل منا بديانته، وزاد كل منا مع تقدم العمر، ممارسة لشعائرها. أصدقكم القول، إن ما آلمني أكثر ليس تعصب البعض ومجاهرته بذلك، بل هو اشتراك بعض وسائل إعلامنا، الذي نفخر به، في جرم تمزيق الوطن ضد فئة من أبنائه، ولم أجد عذراً لمن فعل ذلك، حتى وإن كان إغراء أموال الإعلام لا يقاوم، بل كنت أراهن دائماً على وعي الوطن وأبنائه. واليوم باتت مسؤولية الجميع ومسؤولية أبنائنا، ممن استثمرت الكويت في تعليمهم وتنويرهم وصقل شخصياتهم، أن يتصدوا لكل مَن أراد بوطننا شراً، عن وعي أو جهالة أو تعصب، عليهم أن ينهضوا لمحاربة هذا التعصب البغيض والتطرف المذموم، وأن يكون اختيارهم في هذا الوقت الحاسم لمن يغذي وحدة الوطن ويحرص على لُحمته، ويصون كرامة أبنائه، مهما اختلفت دياناتهم وتنوعت أعراقهم وطوائفهم؛ فالكويت للجميع واختلافنا رحمة وقوة لوطننا. إنها الفرصة المواتية لأبناء الوطن، بأن يحرصوا على مساءلة المرشحين ومناقشة برامج أعمالهم، والطلب منهم أن يُدرجوا على رأس أولوياتهم إبطال جميع القوانين والمشاريع والاقتراحات التي تفرق ولا تجمع، وتتحيز ضد أي فئة، وعلى رأسها قانون "التجنيس" الذي حرم كثيراً من الكفاءات التي خدمت الكويت وأخلصت وأفنت عمرها في هذا الوطن، من التشرف بحمل جنسيته؛ فالمستقبل للأوطان التي تجمع ولا تفرق، وتستقطب الكفاءات والخبرات ولا تميز. الأخ العزيز سامر، إخواني وأخواتي المواطنين من الديانة المسيحية، نفتخر بكم وتفتخر الكويت بإخلاصكم وعطائكم، ويتمنى الكثير من أهلها أن يرى منكم مَن يتدرج في السلك النيابي لخدمة هذا الوطن، وإن عزمتَ على الترشح فسأكون أول مَن يصوت لك، ولمن أجد فيه الكفاءة، من أي ديانة أو طائفة من الكويتيين. حفظكم الله، وحفظ هذا الوطن من شطحات أبنائه، وستكون الكويت في الطليعة دائماً بمشيئة الرحمن، وبتعاون أبنائها جميعهم.
back to top