أوباما من جاكرتا: التواصل مع العالم الإسلامي صادق ومستمر

نشر في 10-11-2010 | 00:01
آخر تحديث 10-11-2010 | 00:01
الرئيس الأميركي يختصر زيارته بسبب بركان ميرابي... ويعبّر عن سعادته بالعودة إلى «أحد ملاعب الطفولة»
سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما من خلال المحطة الثانية من جولته الآسيوية في إندونيسيا أمس، إلى تأكيد سعي بلاده إلى التقارب مع العالم الإسلامي، وهو المبدأ الذي لطالما سعى إلى الترويج له منذ الخطاب الرسمي الأول الذي ألقاه في واشنطن بعد أدائه اليمين الرئاسية.

بعد 39 عاماً من مغادرته إياها طفلاً، عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إندونيسيا أمس، في زيارة يمكن أن تُختصر مدتها بسبب سحب الرماد المنبعثة من بركان ميرابي الذي لا يزال في حالة ثوران، والذي يبعد 400 كلم عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

ومع عناوين مثل "مرحباً بك في الدار" و"باري يعود إلى وطنه" و"ها هو هنا أخيراً"، حيّت الصحف الإندونيسية "عودة" مَن عاش أربع سنوات بين سن السادسة والعاشرة في جاكرتا في كنف والدته الأميركية وزوجها الإندونيسي.

وهذه الزيارة كانت مرتقبة بشدّة بعد أن أُلغيت مرتين منذ مطلع العام الحالي لتثير في كل مرة شعوراً بالإحباط في إندونيسيا حيث يحظى أوباما بشعبية جارفة.

وقد وصل أوباما بعد ظهر أمس، إلى جاكرتا، وهي ثاني محطة من جولته الآسيوية بعد الهند، لكن لا يُتوقع أن يقضي أكثر من 20 ساعة في العاصمة الإندونيسية، حيث انتشر 8500 شرطي وعسكري بمناسبة هذه الزيارة.

العلاقة مع الإسلام

وأكد الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو أن الولايات المتحدة تسلك "الطريق الصحيح" في تحسين علاقاتها مع البلدان الإسلامية.

وقال أوباما، في اليوم الأول من زيارته لإندونيسيا التي تُعتبر أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان: "لم نُزِل تماماً بعض سوء التفاهم والشكوك الموجودة منذ زمن طويل، لكننا نعتقد أننا على الطريق الصحيح".

وأضاف عند سؤاله عن نتائج سياسته بعد أكثر من عام على خطاب ألقاه في القاهرة في الرابع من يونيو 2009 في هذا الصدد: "لجهة جهودنا لمد اليد إلى العالم الإسلامي أعتقد أنها صادقة ومستمرة".

وأكد أنه "مازال أمامنا الكثير من العمل" وذلك عشية إلقائه خطاباً في الهواء الطلق في جامعة إندونيسيا قد يتناول فيه مجدداً هذه المسائل.

وكان أوباما دعا في القاهرة إلى "انطلاقة جديدة بين المسلمين والولايات المتحدة" من أجل إنهاء "دوامة الشك" المرتبطة خصوصاً بحرب العراق والسياسة التي انتهجها سلفه جورج بوش بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

سعيد بالعودة

من جهة أخرى، أكد أوباما "سعادته" بالعودة إلى جاكرتا، المدينة التي أمضى فيها أربع سنوات من طفولته، حتى ولو أنه "لم يتعرف" على كثير من معالمها لدى وصوله إليها أمس.

وقال: "من المدهش أن أكون هنا"، معترفاً في الوقت نفسه بأنه "شعر قليلاً بالبلبلة" وهو يرى على طول الطريق من المطار "مشهداً مختلفاً تماماً" عما كان عليه قبل أربعة عقود.

وأعلن، مستخدماً بضع كلمات بالإندونيسية، عزمه على العودة إلى إندونيسيا مع ابنتيه لكي تتعرفا على "هذا الأرخبيل الساحر".

وقد عاش أوباما من 1967 إلى 1971، أي من سن السادسة إلى العاشرة، في جاكرتا مع والدته الأميركية وزوجها الإندونيسي بعد أن أمضى سنوات طفولته الأولى في هاواي.

توقيع اتفاقيات

وقبل المؤتمر الصحافي وقّع يودويونو وأوباما اتفاق "شراكة شاملة" لتعزيز العلاقات بين البلدين في المجالين التجاري والأمني ومجال التعليم.

وصرّح الرئيس الإندونيسي: "لقد اتفقنا على تحسين التعاون في بعض القطاعات وخاصة في العلاقات التجارية والاستثمار والتعليم والطاقة والمناخ والبيئة والأمن وإقرار الديمقراطية وأيضاً المجتمع المدني".

كما قرر البلدان توثيق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب كما أضاف يودويونو.

«مصافحة إجبارية»

من جانب آخر، أعرب جميع الإندونيسيين عن ترحيبهم بالرئيس الأميركي، لكن كان لأحد الوزراء رسالة غير ودية نحو هذه الزيارة.

وقال وزير الاتصالات والمعلومات الإندونيسي تيفاتول سيمبيرينغ على موقع تويتر إنه حاول تجنّب مصافحة السيدة الأولى في الولايات المتحدة. وبوصفه مسلماً محافظاً، فإنه يتجنب عادة ملامسة النساء الأجنبيات أو اللاتي لا يحلّ له ملامستهن وفقاً للشريعة الإسلامية. وكان سيمبيرينغ من بين مستقبلي أوباما في مطار جاكرتا أمس.

وأظهرت لقطات تلفزيونية للحدث سيمبيرينغ وهو يصافح ميشيل أوباما بكلتا يديه، لكنه قال في وقت لاحق إنها اضطرته إلى ذلك.

وقال على موقع تويتر: "حاولت عدم ملامستها بيدي، لكن السيدة ميشيل مدت يديها بعيداً جداً نحوي... لذلك تلامسنا".

(جاكرتا ـ أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)

back to top