وجهة نظر نحو استراتيجية إعلامية بترولية كويتية
لطالما بهر مصطلح الاستراتيجية الأشخاص المعنيين بالقيادة والإدارة والتخطيط، ولطالما تغنوا به عند عرض مرئياتهم واستشراف تطلعاتهم، والإجابة عن خططهم المستقبلية.وهذا المصطلح الذي استخدم أصلا في الحياة العسكرية ثم السياسية، ثم بدأ ينتشر في شتى مجالات الحياة، أخذ مكانه منذ مدة قصيرة في المؤسسات والإدارات المعنية بالإعلام والاتصال، ومن ذلك الجهات المعنية بهذين المجالين في المؤسسات والشركات العاملة في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات.وفي مجال الإعلام البترولي تعني الاستراتيجية الفن الذي تدار به الأمور الخاصة بالإعلام على نحو مخطط ومدبر ومنظم وموجه وهادف، وهي أيضاً مجموعة أفكار ومبادئ تتناول كل ما يتعلق بهذا القطاع بصورة شاملة ومتكاملة، بما يتضمنه ذلك من غايات كبرى وأهداف تفصيلية مشتقة من هذه المبادئ، وأساليب تنفيذها ومتابعة هذا التنفيذ وتقويمه.
وتلك الأهمية الكبيرة للاستراتيجية الإعلامية البترولية مازالت غير واضحة المعالم في معظم الجهات المعنية عن هذا القطاع الحيوي في الكويت، بل كثيرا ما نجد ضبابية في ما يتعلق بمضمونها، وغموضا في استخدام أسسها، بل يصل الأمر إلى غياب شبه تام لهذه الاستراتيجية في أوقات معينة تكون البلاد فيها في أمس الحاجة إلى وجودها وتفعيلها.ويعزى سبب ذلك إلى أمور عدة لعل أهمها عدم إدراك إدارات الجهات المعنية بالقطاع النفطي أهمية هذه الاستراتيجيات الإعلامية ومضمونها، وندرة المتخصصين في الإعلام البترولي، وعدم إلمام المعنيين بالإعلام بأسس مثل هذه الاستراتيجيات ومحاورها، وعدم اتضاح الفارق بين مصطلحات الإعلام والاتصال والتسويق والعلاقات العامة.لقد أدى غياب مثل هذه الاستراتيجية المحكمة، أو وضع بعض النماذج المتواضعة منها، إلى تراجع دور الإعلام البترولي في الكويت، وتدني تأثيره في شرائح المجتمع، وعدم فعاليته في مواجهة أحداث كبرى تعرض لها القطاع النفطي، وعدم مواكبته للتميز الملموس الذي تشهده البلاد في مجالات التنقيب والاستكشاف والتكرير والتسويق والتطوير، والأمل معقود على الإدارات الواعية والجهود الإعلامية المخلصة لإحداث نقلة نوعية في هذا النمط الإعلامي المتخصص، لتفعيل دوره وزيادة فاعليته، وتحقيق أهدافه وتطلعاته.* باحث في الإعلام البترولي