ثورة السعوديات من جزيرة الـ فيس بوك

نشر في 30-04-2011
آخر تحديث 30-04-2011 | 00:00
 بدرية البشر عندما اكتشف النساء في السعودية أن انتخابات مجالس البلدية دخلت في نفق مواعيد عرقوب، وهي المواعيد المشهورة بزيفها، وأن الدورة الثانية تصر كما الأولى على إقصائهن، قررن أن ما دون الحقوق إلا الحلوق، واتجهن زرافات في مداهمة لمكاتب التصويت في الخبر والدمام والرياض وجدة، يجلجلن ـ كما يصف الرجال كل صوت صادر عن النساء ـ ويطلبن تسجيل أسمائهن.

هذا العام لم تتوقف النساء عند مطالبات المشاركة في انتخابات مجالس البلدية، فقد باشرن إعلان حملات المطالبة بالحقوق الكاملة، وهن أول من تظاهر أمام مكاتب وزارة الخدمة المدنية مطالباتٍ بالترسيم الذي وعدت به الأوامر الملكية، حتى إن وزير الخدمة المدنية لم يجد رداً على الرجال الذين قلدوهن إلا بنهرهم قائلاً: لا تقلدوا النساء.

النساء في السعودية لا يعلقن آمالاً كبيرة على انتخابات مجالس البلدية الباردة، لكنهن سئمن من التجاهل المستمر، ومن بقائهن الدائم خارج الحسبة في كل مشروع وطني أو خطة تنموية، فالنساء حتى اليوم ليس لديهن تمثيل في مجلس الشورى الذي بدأ عمله منذ أكثر من 14 سنة، ولا في المناصب القيادية والتنفيذية في الدولة، مضافاً إلى ذلك عدم تمكينهن من حقوقهن، لا فقط بحسب منظومة حقوق الإنسان ومنظومة عدم التمييز ضد النساء التي وقعت عليهما المملكة العربية السعودية، بل مقارنةً بزميلاتهن في الخليج، فالمرأة في السعودية لاتزال الكائن الوحيد في العالم الذي يناضل من أجل حق قيادة سيارته ومن أجل رفع الوصاية والوكالة، ومعاملتها  كقاصرة لا تبلغ سن الرشد أبداً، بل إن ثمة نساء بدأن يواجهن أفراداً من عائلاتهن يتقدمون بطلب طلاقها من زوجها بحجج مثل عدم تكافؤ النسب أو عدم موافقته المسبقة على الزواج، ويحكم القاضي بالطلاق دون أن يعود إلى رأي الزوجة التي عاشت مع زوجها سنوات وأنجبت منه أبناء.

على طريقة نساء جزيرة  أسبرطة، قررت السعوديات أن يعلنَّ من جزيرة الـ«فيس بوك» ثورة أسمينها «ثورة النساء في السعودية» وهذه الثورة متبصرة بجميع حقوقهن وليس لها مطلب وحيد، بل هي حزمة من المطالبات تبدأ بالمشاركة في المناصب القيادية وصناعة القرار وبالتمثيل في مجلس الشورى، وتنتهي بمدونة لأحوال شخصية تنتصر لحقوقها المستلبة على يد القضاة المتهاونين في الوقوف إلى جانب المرأة المستضعفة. لم تعد ثورة النساء تكتفي بمطلب واحد، بل جاءت ثورتهن هادرة بكل الحقوق، وكأنها تقول: «جاك الموت يا تارك الصلاة».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top