الأغـــــــاني هو صحيح الهوى غلاب

نشر في 30-08-2010 | 00:00
آخر تحديث 30-08-2010 | 00:00
في الشعر:

يواصل بيرم في آخر اغنية غنتها أم كلثوم قبل مماته بأيام، قول اعمق المعاني بأبسط العبارات، وأشدها تأثيرا في النفس.

في الشكل:

طقطوقة ذات ثلاثة أغصان مختلفة اللحن، مذهبها: ازاي يا ترى، ملحق بآخر كل غصن، وليس فيه شيء من المقدمة الغنائية.

ملاحظات:

مقدمة الاغنية الموسيقية تبدأ مباشرة على ايقاع الوحدة الكبيرة وبمقام الصبا، وكأنها تقول ان المكتوب يقرأ من عنوانه: طرب يصل الى حدود الفجيعة، وعند اعمق ما سمع ربما في الموسيقى العربية من هذا المقام. لكن اللحن يميل الى الاطراب اكثر مما يميل الى الحزن.

اما المقدمة الغنائية: هو صحيح، فمن باب البلاغة المركزة الموجزة. ثم تتكرر المقدمة الموسيقية نفسها لتمهد للغصن الاول، على المقام نفسه: الصبا. ويتصعّد اللحن ليصل الى ذروة التفجع لدى قولها: يمني قلبي بالافراح، قبل دخول المذهب. هذا المسار المتصاعد في اللحن، من جاني الهوى، الى: وكل مادا، الى: ما احسبش، الى: يمني قلبي، قبل الانفراج والقفلة المؤثرة، هو مسار تقليدي في تفكير زكريا احمد التلحيني. ولعله كان في هذه الاغنية يتفوق على نفسه، لينتقم من سنوات الجفاء التي استمرت نحو 12 سنة بينه وبين ام كلثوم، فكانت الاغنية عربون المصالحة، ومسك ختام العلاقة في الوقت نفسه، لان كلا من زكريا احمد وبيرم التونسي توفي بعد الاغنية بأيام، بيرم في 1961/1/6، وزكريا في 1961/2/14.

مقدمة الغصن الثاني الموسيقية على مقام البياتي الشوري، واما الغصن فكله على هذا المقام. وتعاد اللازمة الموسيقية بعد قولها: وصدود وآلام، لتعاود غناء البيتين الاولين: وبعد التكرار، تدخل مباشرة من دون لازمة في غناء: وعود لا تصدق، في لحن جارف يكاد يبلغ حدود الرقص من شدة الاطراب. لكن اللحن يعود الى الرصانة لدى قولها: وصبر، ثم يبلغ ذروة في البيتين الاخيرين، اللذين ينتهيان الى المذهب: ازاي يا ترى، في تحول شديد التأثير.

تبدأ لازمة الغصن الثالث على جواب الراست، وتنتهي عند القرار بمقام العجم. ويبدو ان الشيخ زكريا يستسيغ الالحان التي تبدأ بالجواب، وتنزل الى القرار. وتستعاد هذه اللازمة بعد قولها: ما يفدش ندم، لتعيد الغصن غناء من اوله، وفي المرة التالية لازمة قصيرة تمهد لقولها: يا ريت انا، على مقام العجم، حتى قولها: بين جنة ونار. وقد تستعاد هنا اللازمة الاولى لتعيد غناء الغصن من اوله، او تتحول مباشرة الى الصبا في قولها: نهاري ليل.

ويتطور اللحن تدرجا الى ذروة، عند قولها: وليلي نهار، لتبلغ ذروة تفجع جديدة لدى قولها: اهل الهوى وصفوا لي، بلحن يشبه كثيرا قولها: يمني قلبي بالافراح، قبل ان تدخل في المذهب ثم الختام.

هذه الاغنية هي ختام تعاون ام كلثوم مع زكريا وبيرم، وهي ختام مسك.

د. فكتور سحاب

هو صحيح الهوى غلاب

ما اعرفش انا

والهجر قالوا مرار وعذاب

واليوم بسنة

جاني الهوى من غير مواعيد

وكل مادا حلاوته تزيد

ما احسبش يوم ح ياخدني بعيد

يمني قلبي بالأفراح

وارجع وقلبي كله جراح

ازاي يا ترى

اهو ده اللي جرى

وانا ما اعرفش

ما اعرفش انا

 

نظرة وكنت احسبها سلام وتمر قوام

اتاري فيها وعود وصدود وآلام

وعود لا تصدق ولا تنصان

عهود مع اللي ما لوهش امان

وصبر على ذله وحرمان

وبدال ما اقول حرمت خلاص

اقول يارب زدني كمان

ازاي يا ترى

اهو ده اللي جرى

وانا ما اعرفش

ما اعرفش انا

 

يا قلبي آه

الحب وراه

اشجان والم

واندم واتوب

وعلى المكتوب

ما يفدش ندم

 

ياريت انا اقدر اختار

ولا كنت اعيش بين جنة ونار

نهاري ليل وليلي نهار

 

اهل الهوى وصفوا لي دواه

لقيت دواه زود في اساه

ازاي يا ترى

اهو ده اللي جرى

وانا ما اعرفش

ما اعرفش انا

تفاصيل الأغنية

اسم الاغنية: هو صحيح الهوى غلاب

المؤلف: بيرم التونسي

الملحن: زكريا أحمد

النوع: طقطوقة

ظهورها: حفلة 1960/12/1

مقامها: صبا

إيقاعها: الوحدة الكبيرة

زمنها: 55 د.

back to top