الدولار مريض بأزمة الاقتصاد الأميركي... ولكنه باقٍ يفقد قوته كل يوم ويزيد من وجع الرأس

نشر في 23-05-2011 | 00:00
آخر تحديث 23-05-2011 | 00:00
No Image Caption
تتقلص قوة الورقة الخضراء مع بداية تعاملات أسواق العملات كل يوم، ويحدث ذلك على ضوء توقعات بزوال هيمنته على النظام المالي الدولي بحلول عام 2025، ليحل مكانه نظام ثلاثي الأقطاب قوامه الدولار واليورو واليوان.

يفقد الدولار الأميركي قوته ويتمارض مع بداية تعاملات أسواق العملات كل يوم، ويزيد ذلك من وجع الرأس الذي يقلق مديري الاستثمار حول العالم، بشأن ما إذا كان الاحتفاظ بهذه العملة مجديا في وقت مازال يمثل الدولار عملة التجارة الدولية الرئيسية.

يحدث ذلك على ضوء توقعات من مؤسسات عالمية مرموقة على صلة بنظام العملات دوليا، أبرزها ما صدر عن البنك الدولي في تقرير حول «الاقتصاد العالمي الجديد» يتنبأ فيه بزوال هيمنة الدولار الأميركي على النظام المالي الدولي بحلول عام 2025، ليحل مكانه نظام ثلاثي الأقطاب قوامه الورقة الخضراء واليورو واليوان.

وكتبت المؤسسة المالية الدولية ومقرها واشنطن في التقرير «حاليا يمثل اليورو مصدرا متزايدا للمنافسة بالنسبة للدولار».

وأضافت «بما أن الاقتصادات الناشئة تمثل حصة متنامية باطراد في الاقتصاد العالمي وتسهم بنشاط متزايد في التجارة والمالية عبر الحدود، فمن البديهي أن تلعب عملاتها خصوصا الرنمينبي (الاسم الرسمي للعملة الصينية) بشكل حتمي دورا أكثر أهمية».

الاقتصاد الأميركي يصنع

هيمنة الدولار

وفقد الدولار نحو 50 في المئة من قيمته مقابل سلة عملات منذ عام 1986، وتراجعت نسبة التجارة العالمية التي تتم بالدولار إلى حدود 20 في المئة، مع تزايد حجم المبادلات بين قوى كبرى مثل البرازيل وروسيا والصين والتي لاتستخدم الدولار.

وبينما أثبت اليوورو تفوقه على الدولار منذ أكثر من 5 سنوات، تجاوزت قيمة الدولار الأسترالي والدولار الكندي والفرنك السويسري قيمة العملة الأميركية في السنوات الأخيرة.

ويقول المحلل المالي السعودي د. عبدالعزيز الغدير «إن ما يدور في سوق أسعار الصرف يعكس الوضع الصحي لكل اقتصاد، ويشير بذلك إلى أن اقتصادات أستراليا وكندا وسويسرا أقل معاناة مع المشاكل التي تركتها الأزمة المالية العالمية في أميركا».

ويرى الغدير أن أسعار الفائدة باتت تحدد قوة العملات، لذلك تشهد عملات أستراليا وكندا وسويسرا ونيوزيلندا ارتفاعا مقابل الدولار الأميركي، إذ سعر الفائدة لا يتجاوز 0.5 في المئة.

وردا عن سؤال حول ما إذا كان الدولار يتجه إلى فقدان هيمنته على الاقتصاد العالمي، يقول الغدير إن «مكانة هذه العملة مرتبطة بقوة الامبراطورية الأميركية اقتصاديا وعسكريا وسيطرتها على صناعة القرار في العالم، وهذه عوامل ستستمر في العقود المقبلة، إذ لا توجد قوة تضاهي أو تتجاوز الهيمنة الأميركية».

الصين متورطة في الدولار

من جانبه، يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة «ترايدسيس» المتخصصة في تجارة العملات والسلع عمرو عبده، أن الدولار الأميركي سيظل عملة التعاملات في العالم لارتباطه بأكبر اقتصاد في العالم وحجم السلع الصادرة والواردة إلى الولايات المتحدة في مجمل التجارة الدولية.

ويرى أن الولايات المتحدة أجبرت القوى الاقتصادية في العالم، وعلى رأسها الصين، على الحرص على أن يظل الدولار العملة الرئيسية في العالم حتى تستثمر فيه فائض احتياطي النقد لديها.

سندات

ويشير هنا إلى أن الصين لديها احتياطي يقترب من 3 تريليونات دولار، وهي مجبرة على استثماره في سندات الخزانة الأميركية المقومة بالدولار، وليس أمامها من خيار لتوظيف هذه الأموال في اقتصادات أخرى يقل حتى إجمالي الناتج الداخلي عن حجم الاحيتاطي الصيني، وقال «لو أرادت الصين أن تستثمر احتياطها في نيوزيلندا فإنها ستشتري كل نيوزيلندا التي يبلغ حجم اقتصادها أقل من 200 مليار دولار».

وقال عبده «إن الدولار تلقى الضربة القاسية الأولى مطلع عقد السبعينيات عندما تدخلت الولايات المتحدة وفكت تثبيت قيمة الدولار بالذهب (1 أوقية يعادل 30 دولارا وقتها)، ليبدأ منذ ذلك الوقت الجدل حول مكانة العملة الأميركية في النظام المالي العالمي.

(العربية.نت)

back to top