مخرج قطار الحياة شكري ذكري: واجب السينما التعبير عن المهمّشين
نجح المخرج شكري ذكري من خلال أول أفلامه التسجيلية «قطار الحياة»، في لفت الانتباه الى موهبته مبشراً بميلاد مخرج متميز، إذ نال عنه جائزة خاصة من لجنة التحكيم من مهرجان الإسكندرية لدول حوض النيل في دورته الأخيرة، وتنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية في دورته الرابعة عشرة. كذلك، يشارك الفيلم في مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية في دورته السابعة في أبريل المقبل.عن هذه الجوائز وخطواته المقبلة كان اللقاء التالي.
حدّثنا في البداية عن فكرة الفيلم ولماذا اخترت المهمّشين للتعبير عنهم؟تشغلني دائماً الحالات الإنسانية ومن اضطرّتهم الحياة للعيش على هامشها، وأرى أن السينما والفنون بجميع أنواعها يجب أن تعبر عن هذه الطبقات وتنقل صورة واقعية عن همومها ومشاكلها.جاءتني الفكرة أثناء استخدامي القطار في إحدى سفرياتي، إذ لفتني أن ثمة أسراً كثيرة تعيش بجوار شريط السكة الحديد وتحيا حياة كاملة، لذلك عندما بدأت في التفكير بمشروع تخرّجي في الجامعة الفرنسية قررت أن يكون هؤلاء الناس موضوع فيلمي.لماذا اخترت اسم «قطار الحياة»؟لأن الفيلم لا يعبر فحسب عن الأسرة التي تعيش بجوار شريط السكة الحديد، بل عن قطار الحياة الذي تعيش داخله أيضاً.ولماذا اخترت هذه الأسرة تحديداً؟ بحثت طويلاً عن أسرة تعبر عن واقع هذه الطبقة إلى أن وجدتها، فالحاج يحيى، رب الأسرة، رجل واعٍ ويملك رؤية فلسفية للحياة وهذا أكثر ما جذبني فيه، إذ على رغم فقره ومعاناته إلا أن لديه فلسفة ونظرة عميقة.وكيف تمكّنت من إقناع هذه الأسرة بالتصوير؟تفهّم الحاج يحيى الفكرة واقتنع بأن هذا الأمر لا يسيء الى أسرته بل ينقل المعاناة التي تحياها.لاحظنا أن الأسرة كانت تتصرّف بعفوية، ولم تكن تنظر الى الكاميرا أثناء التصوير، كيف تمكّنت من ذلك؟من خلال العلاقة الوطيدة التي نشأت بيني وبين هذه الأسرة، خصوصاً أن ابنهم الأكبر في مثل سني، لذلك كانوا يتعاملون معي بطبيعية.كم استغرق التحضير للفيلم من الوقت؟أربعة أشهر، إذ التقيت بالحاج يحيى كثيراً لأعرف منه تفاصيل حياته وأتعرف إلى أسرته التي تتكون من ثلاثة شبان أحدهم أجرى جراحة قلب مفتوح ويحتاج إلى الرعاية، أما التصوير فقد استغرق يوماً واحداً.دار حديث طويل بين أفراد الأسرة أثناء تناول الغداء وكان معبراً عن أحوالهم والمجتمع ككل، هل كان متفقاً عليه ضمن السيناريو؟ أبداً، بل تركتهم يتحدثون كما يحلو لهم، حتى أن دخول الإبن الأصغر أثناء الغداء لم يكن متفقاّ عليه، لكني استمريت في التصوير كي تكون الأمور طبيعية.هل واجهتك صعوبات أثناء تصوير الفيلم؟نعم، أهمّها أن المنطقة التي تم التصوير فيها غير مناسبة للتصوير السينمائي لأنها تقع على شريط السكة الحديد، كذلك منزل الأسرة كان صغيراً فلم يتح استخدام الكاميرات بشكل مناسب. وكيف تغلّبت على تلك المشاكل؟احتاج ذلك الى مجهود كبير، واختيار أماكن مناسبة للكاميرا، إذ كنا أحياناً نضعها خارج المنزل لتصوير بعض المشاهد بداخله، كذلك استخدمنا نوعاً معيناً من العدسات يساعد في اتساع الصورة.رأى بعض النقاد أن في الفيلم بعض التطويل وكان يمكن أن يكون أكثر تكثيفاً؟«قطار الحياة» أول أفلامي ولا بد من أن يتضمن بعض الهفوات. أقدّر كل من انتقد الفيلم نقداً بناءً، لأن ذلك بالتأكيد سيفيدني في أفلامي المقبلة.كيف تقيّم فوزك بجائزتين من مهرجانَي الإسكندرية والإسماعيلية؟كانت سعادتي بهما كبيرة فلم أتوقّعهما إذ ما زلت في بداية مشواري. فاجأتني جائزة مهرجان الإسماعيلية كثيراً لأنها أتت من جمعية النقاد، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إلي وأكثر مما كنت أتمنى.كيف اختير الفيلم لمهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية؟عبر شبكة الإنترنت، إذ أرسلت للقيّمين على المهرجان طلب المشاركة وردّوا بالموافقة.ما هي مشاريعك المقبلة بعد النجاح الذي حققه {قطار الحياة»؟ثمة مشروع فيلم روائي قصير من إنتاج المركز القومي للسينما وسأبدأ تصويره قريباً. تدور فكرته حول التحرّش بالأطفال.برأيك، ما أهم المشاكل التي تعانيها السينما التسجيلية والقصيرة في مصر؟ثمة مشاكل كثيرة أهمها عدم وجود جهات لتمويل هذه الأفلام وأماكن لعرضها. أقترح تفعيل القانون الذي يُلزم كل منتج بعرض فيلم تسجيلي أو روائي قصير قبل عرض الفيلم الطويل.هل تفكّر في الاتجاه الى إخراج الأفلام الروائية الطويلة؟بالتأكيد. حلم كل مخرج تقديم أفلام روائية طويلة، وإن كنت لن أبتعد عن السينما التسجيلية والقصيرة لأنني أعشقها.