دواء تروفادا للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة خبراء الإيدز: التخلّي عن الواقي الذكري خطوة مميتة
أظهرت دراسة نشرتها مجلة ديرشبيغل الالمانية تناولت «تروفادا»، قرص مركّب للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، أن هذا الدواء يزيد معدل الحماية بنسبة 44%. لكن أرمين شافبرغر من منظمة خدمات مرضى الإيدز الألمانية أخبر «شبيغل» أن هذا القرص الجديد لا يشكّل بديلاً للواقي الذكري.كشفت دراسة حديثة عن إحراز تقدّم ملموس في محاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الأيدز. فقد أظهرت تجارب أجريت على تركيبة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (anti-retroviral) أن بإمكانها تقليل خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. تُصنّع هذا الدواء الجديد، الذي دُعي «تروفادا»، شركة Gilead Sciences (مقرها في كاليفورنيا)، وهو يجمع في تركيبته بين الإمتريسيتابين والتينوفوفير، مادتان تُستخدمان في علاج المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
اختار الباحثون بطريقة عشوائية ألفين وخمسمئة رجل شاذين جنسياً في عدد من البلدان، وأعطوا نصفهم قرص تروفادا، فيما تناول النصف الآخر دواء وهمياً. فأظهرت النتائج أن احتمال الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة انخفض بنسبة 44% بين مَن تناولوا الدواء، مقارنة بالمجموعة الأخرى. كذلك، تراجع هذا الاحتمال بنسبة 73% بين مَن واظبوا بانتظام على أخذه.أخبر المشرف على هذه الدراسة، الدكتور روبرت غرانت من معهد غلادستون وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وكالة رويترز أن هذا القرص لا يُعتبر بديلاً عن الواقي الذكري، بل «وسيلة حماية مكمّلة له».تحدثت «شبيغل» إلى أرمين شافبرغر، مستشار طبي في منظمة خدمات مرضى الأيدز الألمانية، بشأن هذا الوجه من الدراسة.ما الرسالة التي تحملها هذه الدراسة؟ يبدو أن دواء تروفادا يقدّم حماية فاعلة. لكن النتائج لم تأتِ على قدر التوقعات، حسبما أقرّ الباحثون أنفسهم.إذاً، لن يكون ممكناً التخلص من استعمال الواقي الذكري حتى في المستقبل؟لا شك في أن التخلي عن استعمال الواقي الذكري خطوة مميتة، لأنه لا يحمي من الأيدز فحسب، بل من الأمراض الأخرى المنتقلة جنسياً أيضاً. فضلاً عن ذلك، لا يمكننا راهناً معرفة ما إذا كان العلماء سيوصون باعتماد هذا الدواء كوسيلة وقاية فاعلة. فنسبة الحماية التي يقدّمها متدنية جداً ولا تتخطى الـ44% في المئة.هل من حالات يُعتبر فيها تناول قرص وقائي منطقياً؟قد نقدّم هذا الدواء، مثلاً، إلى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و21 سنة في جنوب أفريقيا، بما أن خطر إصابتهن بفيروس نقص المناعة المكتسبة يكون مرتفعاً جداً في هذه السن. أو ربما يستطيع الشخص تناول هذا الدواء خلال الفترة التي يكون فيها عرضة لخطر التقاط المرض. لكن من المستبعد أن يتناول الناس هذا القرص يومياً طوال سنوات. علاوة على ذلك، كشفت الدراسة أن التفاصيل التي قدّمها المشاركون فيها ليست دقيقة. فلم يتناول بعضهم الدواء، بل باعه.كم ستبلغ كلفة هذا القرص الوقائي؟هذا دواء باهظ الثمن. فضلاً عن ذلك، من المستبعد، في الدول الفقيرة على الأقل، استعمال هذا القرص في مجتمع ما لحماية الأصحاء، فيما تفتقر المجتمعات المجاورة إلى التمويل الكافي لمعالجة المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.