أحمد المقلة: كثرة مسلسلات رمضان ظاهرة غير صحيَّة
انتهى المخرج أحمد يعقوب المقلة من تصوير مسلسل «سماء ثانية»، الذي يتوقع عرضه على شاشة الـ «أم بي سي» في رمضان المقبل، ويشارك فيه نجوم من الكويت وغيرها من بلاد الخليج، إيماناً من المخرج بأهمية الأعمال المشتركة وغناها كونها تعالج هموماً ومشاكل واحدة تقريباً في المجتمعات الخليجية.عن جديده ورأيه في كمّ المسلسلات الهائل الذي يُعرض سنوياً على شاشة رمضان، كان اللقاء التالي مع أحمد المقلة.
أخبرنا عن مسلسك «سماء ثانية».المسلسل تأليف الكاتب البحريني أمين صالح، بطولة كوكبة من نجوم الخليج من بينهم: جاسم النبهان، عبد المحسن النمر، هيفاء حسين، أحمد إيراج، شفيقة يوسف، ابتسام العطاوي، أحمد مبارك، عبد الله عبد العزيز، حسن محمد، إيمان القصيبي، آلاء شاكر وغيرهم.تتعاون مع أمين صالح للمرة الثالثة بعد مسلسلي «السديم» و{نيران»، ما السبب؟نحن متفاهمان وثمة تقارب فكري بيننا، ثم يتميز أسلوب صالح بتوظيف الرموز والإشارات التي تغني عن الشرح في معالجة القضايا، لذا سعدت بالتعاون معه، لا سيما أننا حققنا معاً نجاحاً جماهيرياً ونقدياً.ما أبرز محاور المسلسل؟العلاقات الاجتماعية والعاطفية التي تربط مجموعة من الشخصيات بعضها ببعض، قضايا الفراغ لدى الشباب، إضافة إلى خيارات الفتاة وطريقة تخطيطها لمستقبلها.كيف تقيّم تجربتك في الدراما الخليجية المشتركة؟ مهمة ومثمرة. برأيي، الفن هو الدرب الأبرز للوحدة الخليجية، فالجميع في هذا المجال يعمل بحب واجتهاد وتعاون تام لتقديم الأفضل بعيداً عن مفردات الكراهية أو التفرقة، وهذا ما لمسته فعلاً في مواقع التصوير.أخبرنا عن أول تجربة خليجية لك.مسلسل «طعم الأيام» (2001) من إنتاج التلفزيون السعودي، تأليف أسمهان توفيق، وشارك فيه ممثلون من السعودية والكويت والإمارات من بينهم: محمد العلي، أسمهان توفيق، جاسم النبهان، بدرية أحمد، عبد المحسن النمر... وصوّر في البحرين مع كوادر فنية بحرينية.بعد ذلك عملت مع الفنان القطري عبد العزيز جاسم في مسلسل «حكم البشر» (2002)، تأليف وداد الكواري، وبطولة: سعاد عبد الله، عبد العزيز جاسم، هيفاء حسين، هدى الخطيب، غازي حسين وسميرة أحمد. حصر عرض المسلسلات الجديدة على شاشة رمضان، هل يؤثر عليها سلباً أم إيجاباً؟ عندما كانت الدراما في الخليج في مرحلة تأسيس روح جديدة لها مختلفة عن السابق، كان عرض كمّ هائل من المسلسلات على شاشة رمضان ظاهرة إيجابية وصحية، وبرزت آنذاك أسماء في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل، من بينها على مستوى الإخراج: محمد دحام الشمري، جمعان الرويعي، محمد القفاص، ومصطفى رشيد... اليوم، تغيَّر الوضع بعدما ثبَّتت الدراما الخليجية أقدامها، وبات ازدحام الأعمال على الفضائيات بشكل غير مسبوق يؤثر سلباً عليها، لذا أتساءل: لماذا لا تقدم كل محطة عملاً رئيساً تضع فيه طاقاتها وجهدها وإمكاناتها حتى لو كانت تكاليفه باهظة، فتتميّز به؟ هذا هو الحلّ برأيي، لا سيما أن من بين عشرات المسلسلات يبرز ثلاثة أو أربعة فقط. ما كان أول عمل لك في مجال الإخراج؟«غناوي بوتعب» للشاعر علي الشرقاوي (1990) وهو تراثي – غنائي.ما ردة فعلك إزاء استنساخ مسلسلاتك التي قدمتها مع المؤلفة وداد الكواري والفنان عبد العزيز جاسم؟أي مبتدئ لا بد من أن يُقلد الأعمال الأخرى إلى أن يتخذ له خطاً خاصاً. ليس عيباً تقليد أسلوب مخرج معين، لكن في النهاية لا بد من نكهة خاصة لكل عمل، وجميل أن يقتدي الفنان المبتدئ بمثل أعلى ومن ثم يتمرَّد عليه ويأتي بنتيجة أفضل منه.لماذا استعنت بالعزف على آلة العود في المسلسل الرومنسي «متلف الروح»؟استخدام آلة العود أحد الأساسيات التي طلبتها من الفنان خالد الشيخ، فهو من تولى العملية برمتها لأنه يفهم تماماً ما أريد إيصاله إلى الجمهور، فهدفي كان العودة إلى مرحلة الستينيات التي نجح مؤلف الموسيقى التصويرية وائل الشرقاوي في إضفائها على المسلسل. أشير هنا إلى أن «متلف الروح» استغرق وقتاً لإنجازه على عكس مسلسل «بنات آدم» الذي نفذ في شهرين، وهو زمن قياسي لم يسبق أن عملت فيه.من ساعدك على استعادة أجواء الستينيات من ديكورات وهندسة وأزياء...؟ جمال المطوع، أحد أهم مصممي الديكور في البحرين، والذي أجرى أبحاثاً معمقة حول هندسة المنازل وتصاميم الأزياء وألوانها في تلك الفترة، وأنجز عمله على أكمل وجه.هل فترة الستينيات التي تدور فيها أحداث «متلف الروح» للمؤلف مهدي الصايغ حمستك لإخراجه؟ بالطبع، فنحن قدمنا في أعمالنا الدرامية الخليجية فترة ما قبل النفط والفترة المعاصرة، أما الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي فلم يتم التطرق إليهما كثيراً. بالنسبة إلي، قدمت مسلسلاً واحداً هو «سعدون»، وفي رمضان الفائت عُرض مسلسلان حول تلك الفترة هما «متلف الروح» و{ساهر الليل» إخراج محمد دحام الشمري.بمَ يتميّز نص مهدي الصايغ؟بحواراته الجميلة والشاعرية ولا يحتوي نصّه على صراعات درامية كتلك التي نشاهدها في المسلسلات الأخرى، وتكون في معظمها اصطناعية. كيف تحدد وظيفة المخرج؟ الوجهات مختلفة حيال هذا الأمر، إذ يشدد مخرجون كبار على التعاون مع ممثل جاهز، أمّا بالنسبة إلي فلا يقتصر عمل المخرج على اختيار زوايا الكاميرا أو جمال اللقطة، إنما هو مسؤول عن أدقّ التفاصيل، لذا أحاول سواء مع الممثلين الكبار أو المبتدئين الغوص إلى مكامن نفوسهم واكتشاف إمكانات لديهم لم يتم استغلالها بعد. قد أفشل أحياناً، لكني خرجت في أعمال كثيرة بنتائج جيدة.