«يا واش يا واش... يا وشيحي»

نشر في 24-11-2010
آخر تحديث 24-11-2010 | 00:01
 سعد العجمي الجديد في الأمر أن محمد الوشيحي لن يكون عضوا في الحركة الشعبية الدستورية المزمع تنظيمها لتكون كتلة العمل الشعبي ذراعها السياسي في البرلمان، هذا ما كشفه الرجل في مقاله يوم أمس، صدقني "يا أبوسلمان" لن نذرف الدموع، ولن نلطم، ولن نستأجر النائحات لينحن عليك ويمزّقن جلابيبهن، فعدم انخراطك في التنظيم لا يستحق حتى مجرد "مسج" تعزية على هاتفك النقال!!

أتدري يا "وحش" لماذا لا يحزننا عدم انتسابك لـ"حشد"؟ لأننا نرفض أن تكون العلاقة والرابط بيننا وبين أمثالك مجرد صورة بطاقة مدنية، ورسوم عضوية، وبهرجة إعلامية، فالقضية بالنسبة إلينا ليست قضية عدد بل عدة، ومادام الأمر متعلقا بالعدة والعتاد فهذا أمر مشترك بيننا على اعتبار أن ذخيرتنا واحدة وسلاحنا واحد، والأهم أن خصمنا واحد أيضا.

لأننا نعرف مبادئ محمد الوشيحي، وقوته في الحق، وشجاعته في مواجهة المتنفذين، فهو إذن "حشدي" بالفطرة، وشعبي رغماً عن أرنبة أنفه الطويل، حتى إن لم يكن عضوا في التنظيم المنتظر، فالدفاع عن المكتسبات الدستورية والشعبية والحفاظ على المال العام، ومحاربة الفساد بأوجهه المالية والسياسية، هي مواقف وقناعات لا يحتاج الاشتراك فيها بطاقة عضوية لهذا التيار أو ذاك.

قد يكون "بدي" الوشيحي من واقع مقالاته يوحي أو يدل على أنه ليبرالي متطرف في ليبراليته، أما "محركاته" فهي حشدية شعبية، مضمونة الجودة، تحت كفالة وكالة أحمد السعدون السياسية، ومؤمنة تأمينا شاملا في شركة البراك للتأمين على القناعات والمواقف، وبالتالي لا ضير إن كان عضوا في التنظيم أو خارجه، المهم أن يستمر مداد قلمه في النزيف.

ما أورده أبو سلمان في مقاله أمس تعقيبا على التحليل السياسي الذي كتبه الزميل بشار الصايغ قبل يومين عن "الشعبي" وتحوله إلى حركة سياسية وفرص النجاح والفشل في هذا الأمر، ليس مهما بالنسبة لي، فالحكم على ذلك يحتاج إلى سنوات من قيام التنظيم حتى يمكن تقييم التجربة ووصفها بما تستحق سواء سلبا أو إيجابا، إلا أنني أعتقد أن فرص النجاح مقارنة بالتيارات الأخرى هي الأرجح.

"حشد" لن تقوم على أساس إيديولوجي، دينيا كان أم ليبراليا، بل سيكون عمودها الفقري مبادئ عامة مثل الدفاع عن المكتسبات الدستورية والشعبية والمال العام ومحاربة الفساد، وهي مبادئ فرص الالتقاء عليها كبيرة جداً كونها مغروسة في نفوس الجميع، دون إغفال قضايا مهمة أخرى مثل الحريات والعدالة الاجتماعية التي لم تكن غائبة يوما ما عن أجندات واهتمامات ومطالبات كتلة العمل الشعبي القريبة دائما من نبض الشارع.

صدقوني إن أحد أهم أسباب تراجع العمل السياسي في الكويت، عبر تشرذم القوى الوطنية، مرده الأول هو تداخل المصالح الاقتصادية بالمواقف السياسية، فالطبقة التجارية في القرن الماضي فصلت بين تجارتها وعملها السياسي، فقاد التجار مسيرة التطور سياسيا، أما اليوم فالأوضاع مختلفة تماما، والشواهد على ذلك أكثر من أن نحصيها، وهو ما قد يعزز من احتلال "حشد" في المستقبل القريب لدور تلك القوى التي سادت ثم بادت، لأن عدم ارتباط رموزها وقواعدها بالمصالح الاقتصادية سيعطيها هامشا كبيرا من التحرك لفرض رؤيتها وأجنداتها كتيار سياسي منظم.

على أي حال سواء "تحشد" الوشيحي أو "تمنبر" أو "تحلف" أو حتى "تحدس" رغم أنني أجزم بعدم ذلك، أو بقي "صعلوكا" سياسياً هائما على وجهه كالشنفرى أو تأبط شراً أيام الجاهلية، بعد أن أهدرت دمه كل التيارات السياسية، فإنه سيبقى لنا ونحن له، يشتاق لجموعنا ونشتاق لقلمه الجارح، ولسانه الذابح.

back to top