كلمة راس: والصلح خير

نشر في 24-10-2010
آخر تحديث 24-10-2010 | 00:00
 شريدة المعوشرجي الأسبوع الماضي كانت أيامه ثقيلة على جميع أبناء هذا البلد العزيز، بسبب ما جرى فيه من أحداث غير مسبوقة، فالتجاوز العلني على أسرة كاملة عبر أجهزة الإعلام أمر غير مسبوق، والاندفاع في ردة الفعل واستعمال القوة أمر أيضاً غير مسبوق على الأقل بين العوائل الكويتية... الأمر جرى ولا يمكن أن نعيد شريط الأيام كي نستطيع أن نتداركه ونوقف الأحداث من بدايتها، ونمنع تتابعها.

نعم ما حدث أمر ليس باليسير كي نغض الطرف عنه، ونتركه للأيام كي تمحوه مع تقلباتها، بل إن ما حدث رغم عظمه فإن القادم أعظم إن ترك الأمر للقضاء فبرغم إيماننا بعدالته ونزاهته فإنه لن يحل القضية ولن يطيب الخواطر ولن يبرد القلوب... بل في ظني ان الأحكام رغم عدالتها ستتسبب في مزيد من الحنق وسترسب الشحناء والبغضاء في صدور الأطراف جميعاً، لذلك أدعو العقلاء من أهل الكويت إلى السعي بين الأسرتين ودعوة العقلاء منهما إلى الجلوس وبحث معالجة الأحداث التي جرت بروح المحبة والتسامح التي جبل عليها أهل الكويت، والبحث عن وسيلة تحقق مصلحة الطرفين بعيداً عن المحاكم التي إن ترك لها الأمر فسيتضرر الطرفان والشواهد كلها تقول إن الضرر لن يكون بسيطاً.

***

الدور الأميركي في إسقاط نظام صدام حسين أمر تشكر عليه، فقد انزاح عن كاهل العراقيين الذل والاستعباد، كما انزاح عن دول المنطقة الخطر والتهديد والغدر والخيانة، لكن الأميركيين بعلم -وهذا هو الأقرب- أو دون علم فتحوا العراق للإيرانيين وسلموهم مفاتيح القرار حتى وصل الحال إلى أقصى مداه حين عجز العراقيون الذين اختارهم الشعب العراقي عن تشكيل حكومة تقود البلاد، والسبب هو اكتشافهم أنهم لا يملكون ذلك إلا بالرجوع إلى إيران والحصول على موافقتها ومباركتها.

الأغرب من هذا كله، سكوت الأميركيين عما يحدث في العراق، رغم أنهم مازالوا يعسكرون في أراضيه ويملكون القدرة على التحرك، ورغم كل تلك الزيارات المتكررة وعلى أعلى المستويات، فهل ما يجري يحظى برضاهم وموافقتهم؟ الأمر المتأكدون منه أن ذلك لا يمكن أن يحدث غصباً عنهم.

back to top