القيادي البارز في «أ و ك» عادل مراد: تاريخنا بين الاحتلالين البريطاني والأميركي مذيّل بتوقيع «رصاصة في رأس الشعب العراقي»

نشر في 05-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 05-10-2010 | 00:01
يواصل عادل مراد حديثه عن تداعيات وقف إطلاق النار وإلقاء البشمركة الأكراد للسلاح تنفيذاً لتوجيهات الملا مصطفى البرزاني، الذي اتخذ قراره بوقف العمل الثوري الكردي خشية أن يقع الأكراد فريسة بين فكي آلتي الحرب العراقية والإيرانية العملاقتين، وبداية تشكيل «الاتحاد الوطني الكردستاني»، ثم يتطرق إلى حقبة صدام حسين التي شهدت مجازر عاناها الأكراد على يد النظام البعثي الدموي، منتقلا إلى الاحتلال الأميركي وتداعياته محذرا من أن الأميركيين يغلبون مصالحهم على حساب الشعوب الأخرى. وينتقل إلى رؤيته حيال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن أكراد العراق يخوضون تجربة الحكم الذاتي الرائعة، وأن لديهم قناعة ورضا بالتجربة لأنهم يؤمنون بالواقعية وبأن بقاء كردستان تحت مظلة عراق موحد هو الحل الأنسب، وإلى بقية حوارنا معه.
•  كيف تبلورت فكرة تأسيس الحزب الجديد؟

- في شهر مارس قبيل "عيد النوروز" في عام 1975 أعلن جلال طالباني "مام جلال" في إحدى الصحف اللبنانية آنذاك، أن الثورة الكردية لن تتوقف، والشعب الكردي لن يرضخ لاتفاقيات الشاه مع العراق برعاية كيسنجر، وخطب في احتفال جماهيري في "الملعب البلدي" في بيروت بمناسبة "عيد النوروز"، داعياً إلى استمرار الثورة، تمت الاتصالات الأولى من قبل "مام جلال" بعدد من الوطنيين في الداخل والخارج بعد الثالث عشر من مارس 1975، فقد تم الاتصال بنا برسالة من "مام جلال" نقلها إلينا سراً في طهران المرحوم فاضل ملا محمود، الذي كان يحمل أيضاً رسائل من "مام جلال" إلى بعض المسؤولين الكرد، ومنها رسالة إلى المرحوم إدريس البارزاني، فأصبحت رسائل "مام جلال" بارقة أمل للوطنيين الكرد، وعملت كرافعة ثورية لمواصلة الكفاح، وكان حينها يقيم مؤقتاً في بيروت.

•  ماذا كانت نتيجة هذا الموقف الرافض والاتصالات من قبل "مام جلال"؟

- بدأنا اتصالاتنا ومشاوراتنا في طهران ومدن إيرانية أخرى وكردستان العراق وفي الخارج، لبحث أسباب النكسة وطرق النهوض الجديدة بالحركة وشحذ الهمم، وأتذكر أنه كان بين العاملين على هذه الاتصالات فريق كبير من الثوار الأكراد، منهم السادة دارا توفيق وحبيب محمد كريم وكامران قره داغي وعلي العسكري وشاسوار جلال "آرام" ودارا شيخ نوري وسالار عزيز وجمال حكيم "جمال آغا" وعدنان المفتي والدكتور خسرو محمد وجبار حاجي رشيد وآزا خفاف وحسين سنجاري والدكتور محمود عثمان وشمس الدين المفتي وقادر جباري وفرهاد عوني وحسن درويش وحسن فيض الله وحسيب روزبياني وملا ناصح ورسول مامند وعلي هزار وسعد عبدالله والمهندس توفيق عبد الحسين وسربست بامرني ويدالله كريم وملازم اسماعيل باجلان وحسن درويش وتحسين عقراوي وملا محمد إسماعيل والدكتور كمال خوشناو والدكتور جلال شفيق وكريم سنجاري وسامي شورش وبارزان خالد وفائق نيرويي وخالد يوسف خالد وطارق جمباز وحميد عقراوي والمحامي الشهيد هادي علي ودلشاد ميران وظاهر حمد وفؤاد حسين وجيا عباس صاحبقران وعلي إحسان وكاردو كلالي ورؤوف عقراوي والدكتور وريا ساعاتي وآزاد برواري وفاروق ملا مصطفى ومجموعته (القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي) العصبة الماركسية اللينينية بقيادة شهاب شيخ نوري وجعفر عبد الواحد وأنور زوراب، والمئات من المناضلين الذين كانت لنا معهم علاقات جيدة.

توحيد الصف

•  ماذا كانت نتيجة تلك التعبئة والاتصالات؟

- كان يوم السابع من أبريل 1975 يوما تاريخيا في حياتنا السياسية الجديدة، ففي ذلك اليوم وصلنا إلى دمشق أنا وعبدالرزاق عزيز ميرزا والتقينا "مام جلال"، كان اللقاء ودياً مليئاً بالحماس، نقلت له دعم مسعود البارزاني لتحركاته الجديدة وخطابه التاريخي الذي ألقاه في "الملعب البلدي" في بيروت أمام الآلاف من الكرد في لبنان بمناسبة "عيد النوروز".

بعد اجتماعنا مع "مام جلال" عقدنا سلسلة لقاءات مهمة بعبدالاله النصراوي الأمين العام للحركة الاشتراكية العربية، وإبراهيم علاوي الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) والشهيد أحمد العزاوي الأمين القطري للبعث العراقي الموالي لسورية والمعادي لبعث العراق- الذي استشهد على يد جماعات صدام بسيارة ملغومة في دمشق في العاشر من يوليو عام 1976- لشرح آخر تطورات الوضع لهم.

استعرضنا مع جلال الطالباني الأوضاع التي حلت بنا وأسباب النكسة وسبل توحيد الحركة من جديد، وشكرته على الرسالة التي أرسلها إلينا بيد فاضل ملا محمود، تلك الرسالة التي أصبحت برنامج عمل لتحركاتنا في إيران. وفي كل اللقاءات كان معي عبدالرزاق عزيز... وقد فاجأنا "مام جلال" بتفاؤله وتصميمه على الكفاح بالاعتماد على قوى الشعب، وبالتعاون مع القيادة الكردية السابقة، وقال إنه بعث برسالة مطولة إلى المرحوم الملا مصطفى البارزاني لتأكيد مواصلة الكفاح وتوحيد الصف الوطني.

صعود الجبال

• اتسمت مرحلة السبعينيات في مسيرتكم الثورية بزخم وأحداث متلاحقة وتفاصيل كثيرة أثرت على مستقبل العمل الكردي في السنوات اللاحقة، هل تستعرضون معنا نتائج اجتماعكم مع "مام جلال" والقوى الأخرى ومردودها على العمل الثوري في تلك الحقبة؟

- في 25 مايو 1975، اجتمعنا أربعة من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني (جلال طالباني وفؤاد معصوم وعبدالرزاق ميرزا وعادل مراد) في مقهى طليطلة وسط دمشق، وكان تركيزنا على بحث واستعراض أسباب وتداعيات توقف مسيرة الثورة الكردية بسبب الاتفاقية التي وقعت بين شاه إيران محمد رضا بهلوي وصدام حسين، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية في الجزائر، والتي أدت في نهاية المطاف إلى أن يوقف شاه إيران دعمه للثورة الكردية في العراق.

بعد مداولات مطولة قررنا تأسيس تحالف سياسي جديد، وليس حزباً، باسم "الاتحاد الوطني الكردستاني"، مصممين على العودة إلى مواقع الثورة والكفاح المسلح في الجبال من أجل حقوق الشعب الكردي والقضية الكردية.

وسخر صدام حسين آنذاك من تشكيل هذا التنظيم الجديد، وقال: "لو تطلع نخله برأس جلال الطالباني ما راح يقدر يصعّد ستة مقاتلين للجبل" وفي 1/6/1976 أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني الثورة وأدخل أول وجبة من المقاتلين عن طريق المثلث السوري التركي العراقي، بقيادة النقيب المهندس ابراهيم عزو ومعه حوالي 50 شابا، وكان قد سبقهم مجموعات صغيرة من العصبة الماركسية.

التهجير القسري

• لماذا كان الإصرار على هذا الاستمرار الانتحاري بالثورة رغم صعوبة الظروف؟

- في ديسمبر 1976 كنت في زيارة للدكتور جورج حبش أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لطلب المساعدة للثورة الكردية سألني نفس السؤال، فقلت له ببساطة لأن النظام تعامل معنا باستخفاف ودونية، فهو بسبب غطرسته لم يعفُ عن الثوار وقرر الانتقام من الشعب الكردي جماعياً، إذ قامت مخابرات النظام العراقي بإجراءات فورية ضد الكرد بعد عودتهم من إيران إلى أرض الوطن.

تمثلت الإجراءات بالنفي السياسي والهجرة القسرية إلى غرب وجنوب العراق تنفيذاً لسياسة التغيير الديموغرافي لمنطقة كردستان، إذ من البديهي والمعروف لكل العالم ان سكان كردستان يعيشون في بيئة جبلية باردة وطبيعة جغرافية لها خصوصيتها، والمناطق الغربية والجنوبية في العراق تتسم بالحرارة المرتفعة صيفا، وبالتالي فإن مثل هذه الإجراءات تعني النهاية والموت البطيء لشعب عاش في كردستان منذ آلاف السنين في أجواء مناخية مغايرة، وفعلا مات الآلاف من الأطفال والشيوخ الكرد في الجنوب وغرب البلاد وقد منع عنهم حتى العلاج الطبي.

فهجر الكرد قسريا إلى مدن المنطقة الغربية (الرمادي، الفلوجة، عانه، هيت، حديثة، راوة وأبو سدرة ) والى مدن المنطقة الجنوبية ( كربلاء، الناصرية، السماوة، الحلة، النجف الاشرف، الكوفة، المسيب، قلعة صالح، القرنة، نقرة السلمان، عفك، الرميثة، الخضر، الدغارة، عين تمر، سدة الهندية، والشوملي) وبمحاذاة الحدود الإقليمية العراقية – السعودية ونفي الآلاف الى سامراء وبغداد والمحمودية واللطيفية، من اجل تغيير الواقع السكاني والجغرافي لمنطقة كردستان العراق.

تآخي العرب والأكراد

كان النظام السياسي في بغداد بقيادة صدام حسين يتصور أن هذه الهجرة القسرية لشعب كردستان ستمزق النسيج الوطني العراقي وستخلق مشاكل اجتماعية كبيرة وعدم انسجام بين أبناء القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية وتخرب التلاحم القومي وتؤدي الى نفور عنصري وطائفي (شيعي- سنّي)، ولكن النتائج كانت على عكس توقعات استخبارات النظام العنصري، حيث نشأت علاقات حميمة ووطيدة بين أبناء القوميتين المتآخيتين وسقطت بذلك كل مخططات النظام، وبدلاً من زرع النفور القومي بينهما نسجت علاقات وطيدة بين المهجرين والسكان العرب الأصليين، مما دفع النظام إلى إعادة المهجرين الكرد إلى كردستان في نهاية عام 1977.

وقد برهنت تلك التجربة المريرة على عمق العلاقات الوطنية والإنسانية بين العرب والكرد والتركمان والكلدان والآشوريين والسريان، ولايزال الآلاف من الكرد المهجرين يعيشون في تلك المدن بعد أن تصاهروا مع العوائل العربية هناك.

نكتة «مام جلال»

• هذا الحزب الذي أعاد إطلاق الثورة الكردية واستنهض همة الأمة، وعمل على إيصال رئيسه إلى قمة السلطة في العراق رئاسة الجمهورية، ماذا يجري في صفوفه؟ علام الخلاف مع "حركة التغيير" بقيادة نائب رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" سابقاً ورئيس الحركة، نوشيروان مصطفى الذي طالبته في مذكراتك بضرورة كتابة تجربته حول تأسيس "الاتحاد الوطني" ليثري بها الأجيال الصاعدة... فهل مازلت تعتبره رفيقك؟

- سأبدأ جوابي بنكتة كان يرددها "مام جلال" عندما كان الرفاق في المكتب السياسي يشتكون إليه من عدم انصياعي لهم، كان يقول لهم: "لا تتعبوا أنفسكم عادل مراد لديه في الاتحاد مرجعيتان فقط، جلال الطالباني ونوشيروان مصطفى"، ومازلت إلى اليوم أعتز برفقتي معهما.

أما من الناحية العملية، فأنا مؤمن جداً بالتغيير وضرورة إعطاء فرصة للأجيال الصاعدة لتولي المسؤوليات القيادية في الحزب، ولذلك لم أترشح للقيادة في هذا المؤتمر الذي انتخبت بالإجماع رئيساً له لإدارة أعماله، وكنت أتصور أن الكثير من الرفاق سيحذون حذوي بعدم الترشح لإفساح المجال أمام الشباب، إلا أنه للأسف يبدو أننا بحاجة إلى المزيد من الوقت لتطوير الديمقراطية في حزبنا لتجديد دمه وإفساح المجال أمام الشباب للوصول إلى المناصب القيادية في الحزب.

أما من حيث ضرورة الإصلاح والتغيير في الحزب الذي دعا إليه شباب "حركة التغيير"، فلا خلاف حوله، وهو ضرورة لتنشيط الحياة الحزبية، إلا أن الخلاف كان حول الأسلوب، أعتقد أن نوشيروان مصطفى قد استعجل الخروج من الحزب، وكان عليه العمل من الداخل بيد أن هناك مجموعة صغيرة من المنتفعين في قيادة الاتحاد دفعت بقوة نحو هذا الانفصال وأججت الخلافات لتخلو لها الأجواء.

رأب الصدع

•  ما الذي أفسح المجال لهذه المجموعة؟

- انتخاب "مام جلال" رئيسا للعراق أفاد الشعب العراقي، وحقق مكاسب للكرد، وأدى إلى خسارة كبيرة لحزبه "الاتحاد الوطني"، فجلال طالباني كان يشكل حلقة الحوار المركزية في الحزب، وكان صمام الأمان حيال عدم التفرد والتغريد خارج التقاليد الاتحادية، فشكل غيابه ووجوده الدائم في بغداد، فرصة لنمو طبقة غير متجانسة مع تلك التقاليد الاتحادية.

• أمام الميول الانفصالية والاستئثارية وصراع الأجيال الذي ربما يسم المرحلة المقبلة في حياة أهم حزب كردي عمل على إحياء الثورة والحفاظ على إرثها، كيف يكون الحل برأيك في القادم من الأيام؟

- بالعودة الى التقاليد الاتحادية، والسهر على مصالح الناس وحمايتها والدفاع عنها، ومحاربة طبقة الفاسدين وتجديد القيادة الحزبية عبر تطعيمها بعنصر الشباب. فمن المؤسف أن تتشكل طبقة من الأثرياء الفاحشين بصفوف القيادات الكردية على حساب ومصلحة الشعب الكردي مما شكل هوة بين القاعدة والقيادة، وعلى "مام جلال" العودة إلى كردستان والتنسيق والنقاش مع رفاقنا في "حركة التغيي"، كما يتعين على رفاقنا في الحركة نفس المسؤولية نحو النقاش الجاد، وربما حينها ننجح في إعادة بناء اتحادنا لتحقيق مصالح الكرد... فخسارة "الاتحاد" للانتخابات كان بسبب ابتعاد القيادة عن الجماهير لذلك علينا العودة إلى العمل وسط جمهورنا العريق.

• لماذا لم تقم مجموعة الآباء التاريخية (أنت وفؤاد معصوم وعدنان المفتي) برأب الصدع والحفاظ على وحدة الحزب؟

- الدفع باتجاه إخراج نوشيروان والمجموعة التي كانت معه، وخروجه السريع، لم يتيحا أمامنا الفرصة كي نقوم بمثل هذا الدور.

• هل لديك الاستعداد لأن تلعب دوراً توفيقياً في هذا الإطار؟

- أنا قضيت عمري في خدمة هذا الحزب وجماهير الشعب الكردي، ولن أتردد في القيام بأي واجب أدعى إليه.

النفط الشائك

•  كيف تقيّمون العلاقات الكردية الكردية، خصوصاً علاقات الحزبين؟

- هناك ضرورة لتكاتف الكرد في ما بينهم للحفاظ على مكتسباتهم، والتضامن والتكاتف يجب أن يكون بين مكونات الشعب الكردي وأحزابهم وتياراتهم السياسية جميعها، علينا أن نقدم للرأي العام نموذجاً ديمقراطياً متقدماً يثبت لهم أن الشعب الكردي يستحق أن يحكم نفسه، ويرسخ فدراليته.

مادام الحديث عن الرأي العام والنموذج الديمقراطي الذي تحلمون أن يقدمه الأكراد للعالم، هناك الكثير من الأمور التي يود الرأي العام العربي والعالمي التعرف عليها بالنسبة لقضايا شائكة تخص الأكراد ولعل أهمها ما هي مطالب الكرد؟ وهل سينفصلون عن العراق؟ وما هو الحل لمشكلة كركوك؟ وهل مشكلة كركوك تنصب حصراً على النفط؟

- المطلب الأول والأخير للأكراد هو الحفاظ على الدستور العراقي الذي توافقنا عليه كعراقيين وتنفيذ المادة (140) من الدستور. ولا أعتقد أن الظروف مواتية لأن تكون هناك دولة كردية مستقلة الآن، ولذلك فإن اكثر الأكراد يؤمنون بالواقعية ويرون أن بقاء كردستان ضمن عراق فدرالي ديمقراطي تعددي هو الحل الأنسب.

وليكن معلوما للجميع أن النفط العراقي- حسب الدستور العراقي- لجميع العراقيين ولن تستطيع أي فئة التفرد به، أنا متفائل بمستقبل الأكراد في العراق، لأن الأكراد في أجزاء كردستان الكبرى كافة مهتمون بالمحافظة على تراثهم وثقافتهم ويتطلعون إلى تجربة أكراد العراق، حيث للمرة الأولى هناك حكومة، وهي حكومة إقليم كردستان، ترعى مصالح الكرد وتشكل نموذجاً يحتذى لحل القضية الكردية في بقية أجزاء كردستان. بالنسبة لكركوك فهويتها تاريخياً كردية، لذلك نحن مع تصحيح الخطأ الديموغرافي الذي تسبب فيه النظام السابق لتغيير هوية المدينة مع الحفاظ عل جميع مكونات المدينة لتشكل كركوك نموذجاً للتعايش، إلا أنه ليس سرا أن الأميركيين يريدون استمرار حالة "اللاحل" في كركوك، فهم ضد تسجيل أي نقطه لمصلحة الكرد أو العرب، فهم يريدون استمرار حالة "الستاتيكو"، ولذلك عملوا على أن تكون نتيجة الانتخابات في كركوك 6 للعرب مقابل 6 للكرد.

رصاصات خليل زادة

• هل ستشكل حكومة عراقية؟

- المسألة معقدة جداً، رئاسة الوزراء هي من حق الشيعة لأنهم أكثرية الشعب العراقي ولديهم أكبر عدد من النواب، وأياد علاوي كشخصية بعثية سابقة غير مقبول ولا يمثل الشيعة التقليدية في العراق، الا أن المشكلة أن الشيعة غير قادرين على التفاهم وحسم المسألة داخلياً في ما بينهم، إذا اتفقت الأطراف الشيعية على أي اسم، فستسير به الأطراف الأخرى.

•  كيف تصف علاقة الأكراد بالأميركيين؟

- أريدك أن تكتب أنه رغم انبهار القيادات العراقية والكردية بالأميركيين، فإنهم لم يجلبوا إلى العراق إلا الخراب، ولم يساهموا إلا بتدميره، ولم يميزوا بين الحليف والعدو، بل كان جل هدفهم مصالحهم الخاصة، وسأحكي لك حكاية تلخص تاريخ العراق ولك وللقارئ استنتاج ما مدى استفادة العراق من الأميركيين...

- كان لوالدي أخوان قتل الأول برصاصة واحدة في الرأس أثناء مظاهرة معادية للاستعمار الإنكليزي!

- وقتل صدام حسين والدي برصاصة واحدة في الرأس!

- وقتل الأميركيون عمي الثالث برصاصة واحدة في الرأس ودمروا بيته وشردوا عائلته، وبعد ذلك اعتذر اليّ سفيرهم خليل زلماي خليل زادا دون تأثر، وقال لي "إن الأخطاء في الحرب تحصل، هاجمنا بيت عمك نتيجة وشاية خاطئة"!

اكتب للجميع... إن هذا هو تاريخ العراق بداية من بريطانيا مروراً بصدام حسين انتهاءً بالأميركيين، إنه تاريخ مذيَّل بتوقيع "رصاصة في رأس الشعب العراقي"!

back to top