البلوغ... استعدي للتغيرات الجسدية والنفسية

نشر في 30-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 30-04-2011 | 00:00
حين تبلغ الفتاة الحادية عشرة من العمر، تبدأ مرحلة المراهقة. فتظهر لديها تغيرات عدة جسدياً ونفسياً، ما يُعتبر أمراً طبيعياً جداً في هذه السن. تُعرف هذه المرحلة بـ{مرحلة البلوغ» وتتّسم بتقلبات جسدية وعقلية وعاطفية كبيرة. كذلك، تتغير طريقة تفكير الفتاة التي تنعكس مباشرة على تصرّفاتها. ما هي, إذاً، هذه التغيرات وكيف تؤثرعلى حياة الفتيات؟

تُعتبر «مرحلة البلوغ» فترة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، فتحمل معها تغيّرات جسدية كثيرة (كنمو الثديين وزيادة الوزن والطول، بالإضافة إلى بدء الدورة الشهرية) وأخرى نفسية كالتقلّب المزاجي والتوتّر، وذلك كلّه نتيجة إفراز هورمون الأنوثة «الإستروجين».

يؤدي الأهل دوراً مهما جداً خلال هذه المرحلة، فالتحضير للبلوغ مهمة تندرج ضمن قائمة المهمات التربوية التي عليهم القيام بها، فلا بد من أن يبنوا علاقة مع ابنتهم قائمة على الثقة والتفاهم والهدوء، إذ يشكّل الأهل المرجع الأساسي لأولادهم. فعندما يطرح هؤلاء أسئلة حرجة تجول في خاطرهم، يستحسن على الأهل الإجابة عنها بموضوعية ووضوح.

عدائيةّ

من الطبيعي أن تتصرّف الفتاة بعدائية خلال هذه المرحلة، بالإضافة إلى أنها تحاول إغواء كل من حولها لتظهر ثقتها بنفسها أكثر فأكثر. لذا، على الأهل الانتباه لهذا التصرّف ووضع حد لابنتهم في حال تجاوزت الحدود.

فضلاً عن ذلك، ينتاب بعض الفتيات خوفٌ شديدٌ من التغيرات الجسدية التي تظهر خلال مرحلة البلوغ، لذا على الأهل دائماً إعلام بناتهن بأنهن مقبلات على تغيرات جسدية ونفسية واجتماعية، وذلك بطريقةٍ هادئة يسهل فهمها. بالإضافة إلى أنه يتوجب عليهم تحديد التغيرات كافة وشرحها وذكر أسبابها بطرق ووسائل علمية في جو من الصراحة والتفاهم والحب، وإن سألتهم ابنتهم سؤالاً ما، فيجدر بالأهل الإجابة عنه بموضوعية تامة.

كذلك، عليهم وضع حد لتصرّفات ابنتهم الطائشة التي غالباً ما تظهر في هذه السن، كالكذب والاحتيال وأحياناً التصرف بعدائية وعنف، لذلك تحتاج الفتيات إلى عنايةٍ فائقة، خصوصاً في هذه المرحلة.

تكون مرحلة البلوغ لدى بعض الفتيات مبكرة أحياناً فتبدأ في سن الثامنة أو التاسعة، ذلك بسبب عناصر عدة تعمل على تعجيلها وأهمها: العوامل البيئية ونوعية الغذاء والعامل الجغرافي والظروف الجوية والأمراض... يكبر إذاً ثديا الفتاة في سن مبكرة وتظهر عليها ملامح الوجه النسائي وتبدأ دورتها الشهرية رغم أنها لا تزال طفلة، ما قد يخلّف مشاكل نفسية عدة، لذا على الأهل مراقبة هذه الظاهرة وعدم التغاضي عنها.

ظهور البلوغ

فضلاً عن ذلك، أظهرت الدراسات العلمية أن للغدد أو الأمراض دوراً أساسياً في ظهور البلوغ المبكر، وكذلك السلوك والتصرّفات غير الصحيحة التي ترتكبها الفتاة.

وعلى الصعيد الفردي قد يؤدي البلوغ المبكر، إلى حد ما، إلى تفشي الأمراض الجنسية والشذوذ وفي بعض الحالات قد تفقد الفتاة شهيتها وأحياناً قد يحدث العكس، ما يسبّب لها مشاكل جسدية ونفسية. ومن جهةٍ أخرى، وعلى الصعيد الاجتماعي، قد تتغير تصرفات الفتاة، لتصبح سريعة الغضب وشديدة التوتر مع أهلها وأصدقائها والمجتمع من حولها، وأحيانًا، تشعر بحاجة إلى الانزواء والعزلة.

لا شك في أن سن البلوغ ظاهرة معقدة جداً تُحدث تغيرات كبيرة في حياة الإنسان. وهنا يظهر دور الأهل الأهم لتفادي صدمات أولادهم النفسية الناتجة من بلوغ هؤلاء المبكر سواء كانوا فتيات أو صبياناً. لذلك، عليهم أن يشرحوا لأبنائهم ما سيحصل ويحضّروهم عبر إعطائهم معلومات عن الوضع المرتقب وتحذيرهم مسبقاً بأن أجسامهم ستتغير وتنمو. لذا يجب أن يكونوا على أتم الاستعداد للإجابة عن أي سؤال.

back to top