حلم... اللهم اجعله خيراً

نشر في 24-09-2010
آخر تحديث 24-09-2010 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي الحلو في حلمي أنه جاء في وقت العصر، ولذلك لم أتصل بأي من مفسري الأحلام لأنة سيقول إن الحلم باطل أو يبشرني بترسية مناقصة من حكومتنا الحبيبة، وسأكسب الملايين طمعا بهدية مجزية سأقدمها له في حالة فوزي بتلك المناقصة. بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، ومثلي مثل غيري، تلخبط النوم عندي وصار نوم العصر عادة لم أتعود عليها، لكني في أحد الأيام نمت نوماً متقطعاً وحلمت حلماً خارج الدائري الثامن في مشروع إسكاني ضخم يحتوي على عشرة آلاف وحدة سكنية، وكل قسيمة ألف متر، ومساحة البناء لا تتجاوز 60% غير قابلة للفرز والبناء من دورين فقط، وفيها مول (مجمع أسواق) على مساحة شاسعة من الأرض ينافس كل أسواق العالم مزود بالوسائل الترفيهية، وجامعة ذات سمعة عالمية مجهزة بكل التقنيات الحديثة، وبما أنه حلم فإني نسيت لون المباني الذي حددته بلدية الكويت.

علميا يقال إن الحلم لا يتجاوز الثواني لكني عشت أحداثه إلى أن رأى النور، حيث «شفت» همة من كل الجهات الحكومية وغير الحكومية، بحيث المشروع أنجز في الوقت المحدد، وأوجد حراكا اقتصاديا غير مسبوق، وكل الأمور كانت ماشية على الأصول، فالمكاتب الهندسية شغالة، والشركات وظفت الكويتيين، حيث اكتملت البنى التحتية والشوارع رصفت ومددت شبكات المياه والمجاري، والمباني ارتفعت، والكهرباء تعمل على الطاقة الشمسية، بحيث انقطاع الكهرباء غير موجود في أجندة وزارة الكهرباء.

المهم أيضا أن هذا المشروع لم يكلف خزينة الدولة أي دينار لأنها باعت تلك القسائم بسعر أربعين ألفا للشارع الواحد، وستين ألف دينار كويتي للزوايا، وبذلك كانت الحصيلة ما يقارب خمسمئة مليون دينار، ذهبت أغلبيتها لخزينة الدولة وخصص الباقي لمشاريع الرعاية الصحية والتعليمية، لأن كل المشاريع كانت بنظام الخصخصة.

الحلو في حلمي أنه جاء في وقت العصر، ولذلك لم أتصل بأي من مفسري الأحلام لأنة سيقول إن الحلم باطل أو يبشرني بترسية مناقصة من حكومتنا الحبيبة، وسأكسب الملايين طمعا بهدية مجزية سأقدمها له في حالة فوزي بتلك المناقصة، ولكني سأصدمه بحقيقتي وسأعترف له بأني لا أعرف شيئا عن إدارة التراخيص إلا أنها تتبع وزارة التجارة، وملفي في وزارة الشؤون أبيض لا كفالات ولا غيره، وكل اللي أعرفه مكتب خدمة المواطن وهو كاف لكل المعاملات التي أحتاجها.

المهم المشروع خلص على خير، والشوارع تلألأت بالأضواء، وانحلت طوابير الإسكان وأسعار الأراضي هبطت، والمواطن عاش في «سبات ونبات وخلف صبيان وبنات»، والاقتصاد تحرك، والزحمة اختفت من شوارعنا، والنواب ما عندهم شي يهددون الحكومة فيه، حيث كانت فترة ذهبية، والأهم أن الكل عمل بما يرضي الله وعادت الثقة بالقطاع الخاص.

هذا الحلم لم يستمر طويلا بعد أن نهضت من النوم لأتصفح مواقع الجرائد لأجد الأخبار مثل ما تركتها قبل الحلم، فالوعيد والتهديد من قبل نوابنا مازال على حاله، والرهان على فشل التنمية وعدم قدرة الحكومة على تنفيذ ما وعدت به وأنها ستصعد المنصة بسبب ومن دون سبب، وحتى لا أذهب بعيدا بمخيلتي قرأت دعوة أحد نوابنا لحكومتنا بمحاسبة أي قيادي يتأخر عن القيام بدوره في خطة التنمية.

صدقوني حلمي كان جميلا بحيث تمنيت لكل وزير أن يحلم بمشروع يتناسب والميزانية المرصودة لخطة التنمية عل وعسى نجد ضالتنا بالأحلام!

ودمتم سالمين.

back to top